أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات
|
حبيب مؤنسي: كتبت نقداً جاداً فشتموني... وسبوا أمي
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]القاهرة - محمود خليل:
يردد دائما أن "الفكر الذي لا يزعج ليس فكرا". فالفكر الذي لا يزعج لا يبني, مطالبا بفكر يزعج حتى يدفعنا لننهض, ونستفيق من سباتنا, مؤكدا أن الغرب لا يريد لنا الخير, ولا واقعنا المتردي يضمن لنا العيش الكريم.
حول أشكال وأنواع الأدب العربي الحالي, ورأيه في الأدب الجنسي وأدب الاعترافات, وأحوال الأدباء العرب الجدد, يتحدث ل¯ "السياسة" الأستاذ الدكتور حبيب مونسي الأديب والكاتب والناقد والأستاذ بجامعة سيدي بلعباس بالجزائر, والمؤسس لعدد من النظريات الأدبية الجديدة, وله أكثر من 24 كتابا بجانب كونه أحد أعمدة النقد العربي المعاصر البارزين.
برأيك من المثقف?
ربما تكون أول المشكلات المتعلقة بالمثقف تحديد هويته, والمثقف عندي هو ذلك الذي فيه نفع لذاته, ولغيره, يقصده في حله وترحاله, ولو كان فلاحا بسيطا يحرث أرضه, أو معلما في زاوية يصحح كراريس تلامذته, أو طبيبا يبدأ نهاره في معركة مع المرض المزمن والألم المبرح, كل واحد من هؤلاء مثقف, اذا استقام في صنيعه ومهنته. لأن التثقيف استقامة في الأساس, وغاية الدين هي خلق مثل هذا الانسان: قل آمنت بالله ثم استقم.
ما دور المثقف في ظل الظروف التي يتعرض لها المواطن العربي?
لقد سوق لنا الغرب صورة للمثقف عبارة عن الفتى الأشعث الأغبر الذي يضع على رأسه قبعة باسكية, ويدخن السيجارة الرخيصة, الذي يهمل هندامه ويتحدث بغموض في المسرح, والشعر, والموسيقى, وهو يتجرع أكواب البيرة, ثم سوق الغرب صورة أخرى للفتى الأنيق المبتسم, الرياضي المفتول العضلات, الذي ينتهي همه واهتمامه على أعتاب اللذات, يكفي أن ننظر في صور الكتاب والشعراء لنجد مثل هذه الصور النمطية على كل غلاف, علينا أن نخرج من هذه النمطية الزائفة لنعيد للمثقف استقامته واعتداله, ليكون هو كل فاعل منتج في أي ميدان كان, وفي أي مستوى من المستويات, من الفلاح, والراعي, والحرفي, الى الطبيب المتخصص في أدق التخصصات وأكثرها انغلاقا على الناس.
يرى البعض أنك تريد تثبيت الرواية في شكل كلاسيكي ولا تسمح بتطورها, ما صحة ذلك?
قدم كل اتجاه من الاتجاهات التي عرفتها الآداب الغربية - وليس العربية - تصوره الخاص للرواية, وكتب روايته وفق منظوره الجديد, مستدلا على تجديده بما يتطلبه الاتجاه, وما تحتمله الجماليات الجديدة التي يؤمن بها, لكنه لم يمس جوهر الرواية وحقيقتها, ولكنها بقيت قائمة على حكاية قصة, بأساليب متنوعة, وبقيت القصة حقيقية كانت أو خيالية قائمة على أحداث, وشخصيات, وعقد, والى عهد قريب كان القارئ يقبل على المتعة التي تتضمنها الحكاية وتشده العقدة, ويتقمص الشخصيات التي تتوارد في السرد.
لماذا ترفض الأشكال الجديدة للرواية والقصة?
حينما دخل التجريب ساحة الرواية, وأخذ يتهددها في نواتها الثابتة, فأبطل الحكاية, أو أرجعها الى الخلف, وتجاوز الشخصيات, وجعل الأحداث تافهة, وعول على المشاعر والأحاديث العرضية التي تأتي ضمن الاعتراف, والثرثرة الذاتية, كل ما يمكن قبوله في الرواية في حدود, لكن المرفوض أن تتميع الحدود بين الشعر والرواية, وتغزو الأساليب الشعرية لغة السرد, وأن تنفتح أمامك الصفحات تلو الصفحات في أحاديث لا تنتهي, شبيهة بالهذيان. هنا كان على النقد أن يقف في وجه التجريب, وأن يقول قولته, وهو يعلم أنه سيتهم بالرجعية, والتحجر, والتخلف, وعدم مواكبة العصر, انها عين التهم التي ترددها الحداثات عبر التاريخ, ستجدها من أفلاطون الى اليوم هي هي, ليس فيها من جديد يمكن أن يثني النقد عن أن يقول كلمته.
كيف تقرأ, هل بنظرة الأديب أم بعين الناقد?
الحمد لله أمتلك لغتين, وأقرأ فيهما براحة كبيرة, أقرأ الرواية بلغتها الفرنسية لأراقب فيها فعل التجريب, والذي أجده اليوم - وقد كتبته للجيل الجديد - أن الرواية الغربية تعود أدراجها نحو أساليب الحكي القديمة, وسميتها ردة, وقلت إن الانسان الغربي عاد لكتبه القديمة, لروايات القرن العشرين, والقرن التاسع عشر, يجد فيها ما محته الحضارة الغربية, وما قضت عليه من خصائص للمجتمعات المحلية, وأن هناك متابعة للكتاب, يكتبون بالنفس السردي عينه, ويتحدثون بمتعة عن ذكرياتهم, وقراهم, وأسرهم, وتجاربهم الخصوصاً, وأن الحديث المغلف بالفلسفة, والأيديولوجية, لم يعد له من تأثير عليهم, لأنهم الآن طلاب بساطة ومتعة. لذلك يقبلون على آداب الأمم الأخرى للاستكشاف. فهم يقرأون عن الهند, والصين, والصحراء, والأمازون, وافريقيا السوداء, والعرب, ومع الأسف - نحن العرب - نقدم لهم نصوصا تمسخ الحقيقة العربية, وتكرس التبعية الذوقية والثقافية, ونقرأ لهم تاريخنا, ومجتمعنا بعين حولاء تعكس لهم صنيع حضارتهم فينا.
ماذا عن قراءاتك بالعربية?
حين أقرأ بالعربية أقرأ للجيل الجديد بحذر شديد, لأنني حينما أكتب ناقدا أجد من طرفهم حدة في الردود, لا ينجيني منها الا النقد الصريح الناصح, الذي لا يطري ولا يمتدح, وانما يحاول أن يكون صادقا مع الرؤية التي أحملها للفن والرواية, ومع الفهم الذي أحمله لمطالب الجيل الجديد. والذي يهمني أكثر هو ما يكتب في الجزائر, فان استطعت فهمه سهل على فهم ما يكتب في العالم العربي. والواقع أننا بين جيلين, جيل تربى ضمن أيديولوجية اشتراكية, وجيل تلقى خليطا ملغما من الفكر يحتاج الى فرز, ودراسة, لنعلم من ورائه ما مدى خطورة هذا الفكر المختلط في قلم كاتب متمرد.
ما الذي يشدك في القصة والرواية, أسلوب الكاتب أم تناسق العبارات أم الصور اللفظية أم الفكرة?
ما يشدني حقيقة هو الكون الروائي للكاتب, وأقصد الفكر مضافا اليه أساليب العرض السردي.
لماذا هوجمت من البعض لمجرد أنك أدليت برأيك وأغلقت صفحتك على "الفيس بوك"?
أغلقتها لأنني أرفض السب والشتم, بعضهم شتمني وسب أمي. بأقذع السباب, وقد كتبت مقالة في ضرورة وضع أخلاق فيسبوكية للحوار, ولكن تعلم كيف هي الساحة العربية, لذا أغلقت صفحتي احتجاجا, وتلقيت عشرات الرسائل ممن كان يتابعني من الأصدقاء والأساتذة والطلبة للعودة فعدت, وأنا أكتب والحمد لله بالصدق نفسه.
هل يقدم الأدب العربي حاليا فكرا يزعج الآخرين ويحرك عقولهم, أم مجرد قصص للتسلية?
أردد دائما أن "الفكر الذي لا يزعج ليس فكرا". نعم, الفكر الذي لا يزعج لا يبني, فقط نريد فكرا يزعج لأنه يدفعنا بعنف لننهض, وتنستفيق من سباتنا, فلا الغرب يريد لنا الخير, ولا واقعنا المتردي يضمن لنا العيش الكريم, الفكر الذي يزعج عندنا ليس ذلك الفكر الذي يخترق حجب المستقبل ريادة ومشروعا, وانما هو الفكر الذي يعود أدراجه الى الماضي نابشا في أسباب الفتن, والنعرات باسم دراسة التراث وتجديده, هناك فكر مزعج تتزعمه تيارات الاعتزال الجديد, تعيد به فتن الماضي التي أكلت الأخضر واليابس, ليختصم الجيل الجديد في أقاويل من أفناهم الزمن بتطاوله, هناك فكر يزعج لأنه يعتقد جازما أنه يملك الحقيقة المطلقة, وأن مراد الله في خلقه هو هذا فقط, ولا شيء غيره. وهو يقول بعالمية الرسالة وشمولها للأزمنة كلها.
لكن أحداث وحوادث الماضي مهمة للأجيال الجديدة?
ذلك صحيح لا يماري فيه أحد, لكن للأزمنة ألوانها, وللأجيال مفهومها, والبشرية منذ ان خلقها الله الى أن تقوم الساعة أحوال تتبدل, وهيئات تأتي وتذهب, كما أن هناك فقها مصاحبا للتحولات والنوازل, هناك فكر يزعج لأنه يريد اقصاء الآخر واخراجه من دائرة القرار بدعوى التخلف, والسلفية المنكفئة على الماضي, وأنه في حداثته يبصر بعين العلم, واليقين التكنولوجي, والعرفان السياسي, والفكر بعد هذا وذاك يتسع لهؤلاء وهؤلاء شريطة أن يكون دين الكل هو البحث عن الحقيقة الفاعلة في الحياة, لا الحقيقة المعلقة في عالم المثل. الحقيقة التي تصلح, لا الحقيقة الصحيحة التي لا تصلح, لأن هناك فرقا كبيرا بين فكرة صالحة في سياق خاص, وان لم تكن كاملة الصحة, وفكرة صحيحة, الا أنها في سياق معين غير مفيدة رغم صحتها, لأنها من قبيل ما يصرف الناس به معاشهم, وهم أدرى بشؤون حياتهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ما رأيك في الأدب الجنسي العربي هل يمكن اعتباره أدبا جنسيا?
لقد عرفت هذه النصوص رواجا واسعا في صفوف القراء من مختلف الطبقات والأعمار. لأنها قدمت لهم مادة لصيقة بالذات في التلصص على أسرار غيرها, كما أنها لاقت معارضة قوية من قبل النقاد والمربين. الأمر الذي أجبر دور النشر على تخصيص تصنيف جديد في تصانيف الرواية, فأصبح, الى جانب الرواية التاريخية, وروايات المغامرات, والروايات البوليسية وروايات الرعب, تصنيف جديد يسمي الرواية الأيروتيكية ثم البورنوغرافية أخيرا, ذلك التصنيف الذي تجده في رفوف المكتبات, يقصده ضرب من القراء, كما يمارسه ضرب من الكتاب.
لماذا يلجأ بعض الأدباء العرب الى الجنس في ابداعاتهم?
ما بقي في الرواية الأدبية من أحاديث عن الجنس, ظل في حدود التوظيف الفني للجنس في اطار الدراما العامة للرواية, أي لم يعد الجنس مقصودا لذاته, بل يقدمه خدمة لغرض عام, قد يكون فيه شيء من الاستطراد والتردد, وقد يكون أساس الحكاية ذاتها, غير أنه يقدم في أثواب ليس لها من الاثارة الشبقية شيء. فليس من أهدافها أن تثير شهوة القارئ, بقدر ما يكون من أهدافها أن تثير انتباهه لغاية نفسية, أو اجتماعية, أو دينية, أو فلسفية.
هل تعتبر الجنس عقدة لدى العرب يبررها اهتمامهم الزائد به?
كثير من الكتاب آمنوا بأكذوبة أزمة الجنس في الرواية العربية, وشعروا أنهم مقصرون في هذا الجانب, وأن الجنس عقدة العربي, وتابو من التابوهات التي يحظر الحديث عنها وفيها. غير أننا حينما نراجع تراث الأمة لا نجد لهذه العقدة من أثر, ولا نعرف لها تحريما, لا عند الفقهاء الذين تحدثوا في أحوال المرأة أكثر ما تعرفه المرأة عن نفسها, ولا عند المفسرين الذين تحدثوا عن مراد الله عز وجل في المرأة, ولا عند الشعراء والكتاب, بل ان أقاصيص الأدب العربي, ابتداء من ألف ليلة وليلة, عامرة بالحديث عن الجنس. وان لم تكن عربية في أصلها وعربت في بيئتها, بل ان ثاني موسوعة في الجنس بعد الكماسوترا الهندية هي الموسوعة العربية التي كتبها النفزاوي.
ما الذي تأخذه على الكتابات الجنسية كناقد?
ما تلام فيه الرواية اليوم هو اتخاذ الجنس ذريعة للانتشار والشهرة, ضاربة عرض الحائط بالقيم الأخلاقية التي هي أساسا أولى وظائف الأدب, واعتمادها على أساليب الاثارة الرخيصة, واعتماد اللغة البورنوغرافية في الوصف الجارح, وتقديم كل ذلك على أنه أدب, وأنه من حريات الروائي وأن الحديث بتلك الطريقة يبعد عنا شبح الأزمة الجنسية, بل تقدمت الرواية في جرأتها خطوة أخرى وأضحى حديثها اليوم عن المثليين والسحاقيات, باعتبارهم ظاهرة اجتماعية خلقها الحجر الديني, والتطرف, والحرمان الجنسي, وأن من واجب الرواية أن تقف على أحوالهم, وكأن من شؤم الرواية اليوم ألا تتحدث الا عن السقوط, والتردي, والاسفاف, والانحطاط الخلقي. نحن في حاجة الى تصنيف - على هيئة التصنيف الغربي- يدخل مكتباتنا, فتكون فيه زاوية متميزة تصف فيها الروايات الأيروسية والبورنوغرافية لمن أراد أن يقرأها ويكتبها, وأن لا تلطخ الرواية الأدبية بالأحاديث السمجة عن الجنس الرخيص. لأن هذه الأخيرة هي عمدة التربية والتكوين في المدارس والجامعات.
ما الفرق بين الأدب الجنسي العربي والغربي?
يجب ابتداء أن ندرك أن مسألة الجنس مسألة غربية في الأساس, وليس لها علاقة بالأدب العربي والرواية العربية. ذلك أن أزمة الجنس ظهرت أول ما ظهرت في الغرب, في شكل رد فعل أمام الكنيسة ورجالها, والذين كانوا ينظرون الى المرأة باعتبارها مخلوقا ملوثا لا يجوز ولا يليق بالرجل مخالطته والاقتراب منه, وأنها تحمل في طبيعتها أثر الخطيئة, ومقرونة بالشر والرذيلة, ولما كتب الروائيون عن المرأة, لم يكتبوا عنها في الأسرة والزواج, انما كتبوا عنها في العلاقات المحرمة, ووصفوها من خلال بيوت الدعارة والخليلات وبائعات الهوى. وساعدت موجات الرومانسية, والواقعية, على استنفار طاقات السرد الروائي لنقل لوحات مغرقة في الجنس تحت شعار الحرية والواقعية والصدق الفني, وما جرى في هذه المجاري من تبريرات للوصف الخليع.
ما رأيك في الأدب النسائي, ولجوء بعض الأديبات الى الكتابة عن الجنس?
لم يدخل أدب الخدور, والبيوت المغلقة, والخيانة الجنسية, الا مع ترجمة الرواية الغربية, ومنها زحف الحديث عن العلاقات المحرمة باعتبارها موضوعا للسرد, وكان الذي يملك حق السرد هو الرجل, كما يملك حق السرد الجنسي والتحدث عن المرأة بمنطق ذكوري, وكأنها في كل مغامراته, انما هي من قبيل الطريدة والصيد. وحينما خرجت المرأة العربية لتكتب روايتها لم تكتبها ردة فعل على واقع, وانما كتبتها مجاراة لما يفعله الرجال, وجرأة لتتحدث عن الجنس, وعن العلاقات المحرمة من زاويتها فأوغلت, وأوحت الى القراء أنها أقدر على وصف الجنس من الرجل, لأنها مادته ومنتهاه, ومن ثم شاعت لوحات الجنس في الرواية النسوية, لا من قبيل تصحيح الرؤية الذكورية, وانما من قبيل التجاوز واعلان القدرة على هتك المستور من الجنس, وتعرية الرجل من ذكوريته المفرطة.
كيف تقرأ كناقد هذا الأدب الجديد ان جاز التعبير?
لا نعتقد أن المجتمع العربي كان طاهرا طيلة عصوره الماضية, كانت هناك علاقات محرمة ولكنها كانت قليلة لحضور المرأة زوجة, وجارية, فلم تكن العلاقة المحرمة مرغوبا فيها على هذا النحو المحموم الذي نراه اليوم. نحن اذن أمام واقعين مختلفين, واقع غربي يجب أن نقرأه بحذر ضمن سياقاته التاريخية والفكرية, وواقع عربي له خصوصيته, غير أنه واقع تحت تبعية ثقافية يجاري من خلالها الآخر وهو يظن أنه يرد على مزاعم واتهامات بالقصور والرجعية.
لماذا لا ينتشر الأدب المغاربي في المشرق العربي?
الجميل عندنا في المغرب أننا نقرأ لأهل المشرق, انها سنة جارية منذ قرون, ولست أدري اذا كان الشرق يقرأ لأهل المغرب, نقاد المشرق, قلة منهم كتبوا عن الرواية المغربية, كتبوا عن الجيل الأول, ولا أجد لهم شيئا عن الجيل الثاني.
الى أين وصل النقد الأدبي الجزائري خصوصاً والعربي عامة وهل أنت راض عنه?
أمامه اليوم فرصة أن يبني نفسه بعيدا عن التنظير الغربي. أن يستوحي نظرياته ومفاهيمه من واقع عربي متقد, غزير الانتاج, صار فيه الشباب شيوخا بسرعة كبيرة.
منقول عن صحيفة "السياسة" [/align][/cell][/table1][/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|