بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته - أخي المسلم :
مما لا شك فيه أن الكثير من المسلمين هم أعداء لإخوانهم المسلمين , يشتمونهم و يفسقونهم و قد يكفرونهم و قد ينابذونهم القتال الصريح , و إن ذهبت تبحث في الأمر وجدت عجباً ذلك لأن عداء المسلم لأخيه المسلم في كثير من الأحيان يجعل من المسلم عدواً للإسلام بشكل من الأشكال و لكن ليس بالضرورة كافراً , و كيف لا يكون عدواً للإسلام و هو يضعف شوكة الإسلام بإضعافه لشوكة أخيه , ارتضى لحياته مذهباً أو طريقة أو شيخاً فعشقه و رفض غيره , رفض كل قول لا يتوافق مع قوله و فعلاً لا يتوافق مع فعله , و كأنه يقول هذا هو المعصوم و الباقون هم الضالون , و لو أنه تذكر قول الله عزوجل :
- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ (29) الفتح
- رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10) الحشر
- فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ (1) الأنفال
- وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) الحجرات
و لو أنه تذكر الحديث الصحيح و كيف صبر الرسول صلى الله عليه و سلم على منافق شديد النفاق بين صفوف أصحابه :
- غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ...و قال عبد الله بن أبي سلول : أقد تداعوا علينا , لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل , فقال عمر : ألا نقتل يا رسول الله هذا الخبيث ؟ لعبد الله , فقال النبي صلى الله عليه و سلم : لا يتحدث الناس أنه كان يقتل أصحابه .
الراوي : جابر بن عبد الله – المصدر : صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم : 3518 – المرجع : الدرر السنية
أخي المسلم : جهلك بدينك هو من أهم الأسباب التي تحولك لعدو للإسلام و المسلمين , و الغرور بعلمك و أن الآخرين هم أجهل منك هو سبب آخر , فسارع أخي المسلم للسماع من الآخرين بأذن واعية و قلب منفتح , و دع عنك الكبر الذي هو سبب ثالث و الذي يمنعك من سماع الكثير الكثير من الأمور المهمة , و دع عنك التسرع بالظن السيء بالآخرين , و تذكر أن الكثيرين يريدون الجنة مثلما تريدها أنت , و أن الكلام الهادىء النابع من قلب رحيم و البعيد عن التشنج و العصبية مهم جداً عند حوارك مع أخيك المسلم و الذي قد يكون على خطأ فيهتدي على يديك أو تكون أنت على خطأ فتكتشف خطأك و يصلح حالك , و أن المخطىء ليس بالضرورة أن يكون منافقاً أو كافراً , و قد يكون عامداً بخطئه و قد يكون جاهلاً , فلا تتسرع باتهامه بالعمد لأن ذلك قد يجر عواقب وخيمة , و أن ديننا واسع رحب فلا تضيقه على نفسك و على غيرك , و أن شهوة ما قد تدفعك لعداوة أخيك و اتهامه بكذا و كذا .
- وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا (79) الأنبياء
- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) الفتح
- بسبب الصعوبات التقنية فإننا نعتذر عن كتابة الآيات القرآنية بالرسم العثماني المعتمد و استبدلنا ذلك بكتابتها الحديث من موقع الأستاذ عبد الدائم الكحيل .
الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – آخر تعديل 17 آب 2013
جامعة بيرزيت ، رئيسي الكيمياء / فرع التسويق، تكتب الخواطر والقصص القصيرة
رد: المسـلمون أعـداء الإسـلام و المسـلمين
هذه هي أكبر مشكلاتنا " الجهل بديننا " !
لو عرفنا ديننا حق المعرفة لما كنا نعاني من كثير من أزماتنا هذه ....
شكراً لك د. محمد عثمان لهذا الطرح
ودي ووردي
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة البشر
هذه هي أكبر مشكلاتنا " الجهل بديننا " !
لو عرفنا ديننا حق المعرفة لما كنا نعاني من كثير من أزماتنا هذه ....
شكراً لك د. محمد عثمان لهذا الطرح
ودي ووردي
بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً لك أ. فاطمة على المرور و التعقيب , أسعدك الله في الدنيا و الآخرة و أكرمك و نفع بك و رزقك رضوانه و جنانه و غفر ذنبك بإحسانه و أعاذك بعفوه من سخطه و انتقامه .