يُنظَر إلى النَّحْو كأكثر تخصُّصاتِ اللغة العربية جموداً وأشدِّها صرامةً، وما ذلك إلا لأنه ببساطةٍ مؤلَّفٌ من مجموعة كبيرة من القواعد، ومن هذا الباب أٌلْصِقَت تهمةُ التعقيد باللغة العربية بشكلٍ لا يكاد يقبلُ الجدل، إذ لا يُرى في الإعراب أيُّ فائدة ملموسة، وينسى من يلقي هذه التهمةَ أنَّ كلَّ لغةٍ في هذا العالم بل وكلَّ أمر يخضع إلى نظام ومبادئَ وقواعد، فلماذا تُستثنى اللغة العربيةُ من هذا؟
لماذا نحترمُ قواعدَ اللغات الأجنبية وننظر إليها بانبهار وتقدير بل ونؤمن بأهمية تعلُّمِها؟ ثم نكون بعد هذا أزْهدَ الزُّهَّاد في لغتنا؟ ربما تكون الإجابة عن هذا عند ديننا الإسلامي الحنيف، الذي خضَع لنفس مأساة الإهمال هذه في عصرنا الحديث.