اخضرار عين الغرابة
اخضرار عين الغرابة
--------------
بغداد سايح
--------------
عـــيــنُ الــغــرابـةِ روّى عِــشـقَـكِ الــمُــزنُ
نــبــضـاً فـــقــامَ بـــأرجــاءٍ لــــكِ الــحُـسْـنُ
يـكـسـو أديــمَـكِ ثـــوبُ الـطـيـلسانِ و كــمْ
يــشــدو ربــيـعُـكِ و الــوجـدُ الــشـذا يــدنـو
فـــيــكِ الــجَـمـالُ مُــصــاغٌ لــلـرُّبـى ولَــهــاً
و الــقـلـبُ يــلـبَـسُ مــمّــا تـنْـسُـجُ الـعـيْـنُ
و الـــدّوحُ تُـفـشـي ظـــلالاً حــيـنَ يُـنـطِقُها
مُــــزقـــزقٌ تــشــتــهـي أحــــلامَـــهُ الأُذْنُ
و الـــمـــاءُ مُــنــحــدراً يــحــكـي خــمـائـلَـهُ
حـــتّــى رأيـــــتُ ثـــنــاءً زانَـــــهُ الــغُــصْـنُ
يُـرخـي إلــى الـمـاءِ هـمْسَ الـنَّوْرِ و هْـوَ لـهُ
طِــفــلُ ابـتـسـامـتِهِ يــلـهـو بــــهِ الــقُـطْـنُ
غُــصــنٌ يُـصـافِـحُ مـــلءَ الـشُّـكْـرِ سـاقـيَـهُ
و الـــــــروحُّ مُـــخــضــرّةً لــلــمــاء تــمــتَــنُّ
فــأوْحَــيَـا لــــي غــرامــاً كــــانَ يُـغـمِـدُنـي
حـــتّـــى رأيــتُـهُـمـا نــبــضـاً لـــــهُ خِـــــدْنُ
تــنـأى الـصـداقـةُ عـــنْ أقــصـى سـرائـرِها
إذا تــبــرْعَــمَ مِــــــنْ ظــلــمـائـهِ الـــكـــوْنُ
أنـــــتِ الــغــرابـةُ يـــــا عــيْــنَ الــغُـرابَـةِ إذْ
فــيـكِ انْـجَـلـى الـلـيـلُ إنـسـانـاً بـــهِ ظَـــنُّ
أبــهــى الــريــاضِ لـــكِ انــقـادَتْ و أروَعُــهـا
فــــي الـمُـقْـلَـتَيْنِ ثِــيــابٌ خــاطَـهـا الــلـوْنُ
أزهـــى مـراعـيـكِ مَـــنْ أزهــارُهـا ضـحِـكَتْ
و الأخـــريــاتُ يُــنـاغـي عُـشـبَـهـا الــضّــأْنُ
تــهــوى الـطـبـيـعةُ سِــحْـراً مــنـكِ مُـنـبـعِثاً
يــهــفـو بـــإنــسٍ فـــيــذوي حــائــراً جِــــنُّ
مُـــروجُـــكِ الــقــلـبُ بـــالألــوانِ زركَـــشَــهُ
تــمــوُّجُ الــــوردِ يـسـتـحـيي بِــمَـنْ أرنـــو..
تُـلـقـي بِــهـا الـشـمـسُ إشــراقـاً أشِـعّـتها
كـلِـحـيـةٍ فــــي اصــفِـرارٍ إذْ هِـــيَ الــذَّقْـنُ
تــهــوي الــخـيـوطُ هُــنـا صــفـراءَ راسِــمـةً
تُــجـلـي الــنّــدى لــؤلــؤاً أكـمـامُـهُ صــحْـنُ
أو تـــقــذف الـــنُّــورَ بــالــوِديـانِ مُـنـتـعِـشـاً
يُــبــدي حــصـاهـا كــمــاسٍ خــانـهُ الـــوزنُ
تـسـخـو بـــدفءٍ شـفـيـفِ الـــودّ يُـضـحِـكُها
حــيـثُ الأســـى بـــاردٌ يــنـأى بـــهِ الـحُـزنُ
و الــرّاتــعـاتُ جـــــراحَ الــعُــشـبِ تُـبـهِـجُـهُ
يُــخـفـي اخــضـرارَ دمـــاءٍ خـلـفَـها الـعِـهْـنُ
تُــــــروى بــفِــضَّــةِ مــــــاءٍ لامـــــعٍ أبـــــداً
و الــتِّــبـرُ يُـشْـبِـهـهُ فــــي بـيْـتِـهـا الــتِّـبْـنُ
تــأتــي الـعـصـافـير كــالأحــلامِ تُـنـشِـدُها..
بـــعْــضُ الــثـغـاءِ عــلــى قُـطـعـانـهِ لــحْــنُ
تــعــوي.. تــهُــبُّ صَــبــا الإلــهـامِ عـاطِـفـةً
تــجـتـاحُ قــلـبَ الــروابـي و الــمـدى يـحـنـو
فــــإنْ هــــيَ انـبَـطَـحَـتْ مُــحـمـرّةً خــجـلاً
أنْ تُسْألَ الشمسُ بي :"كيفَ اعتراها ابْنُ؟"
جـــــاءَ ابْــنُـهـا الــبــدرُ مـبـحـوحـاً يُــبـرِّؤُهـا:
"فـــي مــرْيـمٍ لــكُـمُ عــنْ أحـرُفـي شــأنُ"
بــــــاهٍ تُـــــراودُهُ الأجـــــرامُ عـــــنْ أفُـــــقٍ
أســنـانُـهُ تــلــكَ لــــمْ تـسـلـمْ بـــهِ سِـــنُّ
مـــا الـشـمـسُ أمٌّ و لــكـنْ نـجـمـةً زُرِعَــتْ
تـنـمـو بِــشـرقٍ و فـــي غـــربٍ لــهـا دَفْـــنُ
عــيــنُ الــغـرابَـةِ ضــــلَّ الـشِّـعْـرُ أسْــطُـرَهُ
إنّ الــــــدروبَ عـــلــى أحـــداقِــكِ الـــفَــنُّ
إنّـــــي غـــرســتُ لــــكِ الإبــــداعَ قــافـيـةً
لـتُـخـرجـيـني فــحِـبـري وحــــدَهُ الــسِّـجْـنُ
صِـــدْقــاً عـشِـقـتُـكِ و الأقــــلامُ شــاهــدةٌ
أنّ الــقـصـيـدَ هـــــوىً أزرى بـــــهِ الــمَـيْـنُ
سُـبـحـانَ مَـــنْ رقـــرقَ الإبــهـارَ فـــي ورقٍ
حــتّــى تــفـتّـحَ مــعـنـى لــفـظُـهُ حُــضْــنُ
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|