تقع تامبا في فلوريدا حيث تسمّى القيادة الوسطى وهي القوة العسكرية الأميركية المنتشرة من حدود الصين إلى أفريقيا وفي المحيط الهادئ والبحر الابيض المتوسط وصولاً الى شواطئ فرنسا وإسبانيا وإيطاليا مروراً بالبحر الأحمر. وتعتبر قيادة التامبا احدى القيادات العسكرية الهامّة، ذلك أن أميركا لديها في جيشها ثلاث قيادات، قيادة جيش أميركا اللاتينية التي تشمل فنزويلا والبرازيل والأرجنتين والباراغواي حتى غواتميالا، والقيادة الوسطى من آسيا الى حدود أفريقيا والقيادة الأولى وهي في ألمانيا وتشمل كل المناطق المواجهة لروسيا الاتحادية وصولاً الى كل دول افريقيا حتى جنوب افريقيا و رأس الرجاء الصالح.
يتألف جيش التامبا من 250 ألف جندي عادة لكنه يرتفع الى 300 الف في الأزمات ويتغذى هذا الجيش بالإحتياط من الحرس الوطني ويمتلك ثلاثة أساطيل:
- الاسطول الخامس: ومهمته تقع قبالة الشواطئ الفرنسية والإيطالية والإسبانية إلى حدود جبل طارق وحدود المغرب.
- الأسطول السادس: ودوره من مصر إلى كل الدول العربية وإلى تركيا، وصولاً إلى سيناء فقناة السويس.
- الأسطول السابع: في المحيط الهادئ ويمتدّ نشاطه من جزر اليابان إلى جزر الفيليبين وتايلاند حتى ايران.
وتملك الولايات المتحدة أكثر من 15 قاعدة جوية في القيادة الوسطى أهمها قاعدة قطر العسكرية، حيث يتواجد السلاح النوعي من الطيران وهو طائرات ف. 111 وب. 52 وهي طائرات استراتيجية تقصف صواريخ الـ”كروز” التي تستطيع هدم شارع بكامله.
ويتألف الأسطول من حوالي أربعين قطعة بحرية ووفق تخطيط الأسطول الأميركي دائما يكون لديه حاملتي طائرات كل حاملة طائرات تحمل 60 طائرة. وحاملات الطائرات مؤلفة من 3 طوابق حيث تكون 20 طائرة على سطح حاملة الطائرات فيما الطابق الثاني يحوي بقية الطائرات فتكون الطائرات قادرة على طوي أجنحتها بشكل يتّسع المكان لها.
وتملك أميركا 36 غواصة في القيادة الوسطى تبحر دائما في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهادئ وتلاحظ أي حركة في البحر وتراقب كل البواخر وهي تحت المياه، ومرتبطة بالأقمار الاصطناعية حيث تتعرف على هوية أي باخرة هذه الغواصات وهي تحت الماء على عمق بين 1000 متر و500 متر. ويحمل الأسطول الخامس والسادس والسابع 150 الف جندي، أي أن كل أسطول يحمل 50 ألف جندي، ووحدها كل حاملة طائرات يخدم عليها 5 آلاف جندي. أما الـ150 الف جندي فهم متواجدون في القواعد العسكرية خاصة في اليابان وفي قطر وفي السعودية وفي البحرين.
نفذت القيادة حرب العراق وحرب أفغانستان وجلبت أميركا 1000 طائرة زيادة عن طائراتها في المنطقة من الولايات المتحدة إلى قواعد في الكويت وإلى قاعدة قطر لتنفيذ حرب العراق، ثم انتقلت إلى باكستان وقصفت أفغانستان بالقاذفات ب. 52 وف.111 من قواعدها العسكرية في بريطانيا وألمانيا وقطر.
القواعد الروسية:
تملك روسيا أسطولاً في البحر الهادئ مؤلف من 40 قطعة أيضا وعديده حوالي الـ50 الف جندي روسي. وتقدم الهند تسهيلات بحرية بقاعدة بحرية روسية فيها من أجل تمويل وتموين الأسطول الروسي. ويتواجد أسطول روسي في البحر الابيض المتوسط قوامه 30 قطعة يعبرون دائما من البحر الأسود مضيق البوسفور ويعملون في البحر الأبيض المتوسط من جبل طارق وحدود إسبانيا إلى كل شواطئ المنطقة، والقاعدة العسكرية لهم للتموين والصيانة هي في مرفأ مدينة طرطوس في سورية. وهذه القاعدة فيها الذخيرة التي يحتاجها الأسطول في حال حصلت حرب فيتموّن ويحصل على ذخيرته من قاعدة طرطوس البحرية.
في الماضي، وقبيل وأثناء الحرب الباردة كانت مصر وليبيا وسوريا والمنطقة كلها داخل النفوذ الروسي، فيما كان الخليج العربي وتركيا والعدو الصهيوني وإيران في زمن الشاه خاضعة لنفوذ أميركا.
وقعت حرب ليبيا ولم ينفذ الناتو الإتفاق مع روسيا، واستولى الغرب على ليبيا دون اعطاء أي حصة لروسيا.
ازاء هذا الوضع، قررت روسيا الحفاظ على النظام السوري، وأهم نقطة عندها هي قاعدة طرطوس البحرية.
وفي قاعدة طرطوس هنالك “سنسول” بطول كيلومتر ونصف وهو من أضخم الامتدادات البحرية، إضافة الى مخازن كبرى وأماكن ترسو فيه السفن الروسية وأبنية يسكنها عسكريون روس من جيش روسيا الاتحادية، حيث يتناوبون على الخدمة في القطع البحرية في البحر الأبيض المتوسط.
بعد سقوط شاه إيران دخلت روسيا على الخط لكنها لم تستفد كثيرا من إيران في زمن " يلستين" إلى أن جاء "بوتين" وقام بإعادة اتفاق كامل مع إيران على تخصيب اليورانيوم وتسلّم قاعدة خورم شهر، إضافة الى شراء إيران أسلحة من روسيا بالمليارات. لكن روسيا وافقت على بيع إيران صواريخ من منظومة س.س.300 لكن مع الوقت عادت ولم تنفذ التزامها بتسليم صواريخ الـس.س.300، بعد أن وضعت واشنطن كل ثقلها عند موسكو كي لا تسلم روسيا منظومة الصواريخ س.س.300، لأن روسيا تتفوّق على الولايات المتحدة بصواريخ أرض – جو هي منظومة س.س.300 وس.س.400. اما الـ س.س.400 فلا تبيعها روسيا للخارج وتحتفظ بها للجيش الروسي فقط، وهذه الصواريخ تخرج عن دائرة الرادارات ولا تتأثر بالتشويش وتلاحق أهدافها حتى الوصول إلى ضربها. ومعروف أن صواريخ أرض – جو سرعتها تصل إلى 4 مرات سرعة الصوت أو 5 مرات. لكن صواريخ س.س. 300 وصواريخ س.س.400 تصل سرعتها الى 9 مرات سرعة الصوت. أي أنها منذ انطلاقها على الأرض وخلال 6 ثواني الى 7 ثواني تكون قد قصفت الطائرة في الجو ولا تتأثر بتشويش اذ تعتمد نظاما اخترعه الروس في روسيا الاتحادية هو مثل الخليوي لكنه يغير دائما موجاته بشكل لا يستطيع أحد التشويش عليه.
اشتكت إيران إلى محكمة التجارة الدولية على أنها دفعت لروسيا ملياري دولار مقابل منظومة الصواريخ س.س.300 ومع ذلك بقيت العلاقة الروسية – الايرانية مقبولة وجيدة، لكن واشنطن أبلغت روسيا أن إعطاء إيران هذا النوع من الصواريخ سيجعل إيران محصّنة بشكل تنتج قنبلة نووية. إذ لا تستطيع عندها الطائرات الأميركية قصف إيران في ظل امتلاكها صواريخ س.س.300
وعلى كل حال، تعمل إيران على إنتاج صواريخ أرض – جو بالتنسيق مع كوريا الشمالية والصين، ولكن طبعاً لا يملك أحد تقنية صواريخ الـ س.س.300 القادرة على إسقاط أي هدف بسهولة تامة.
أما السلاح الكيميائي فقد حصلت عليه سورية من الصين الشعبية كما حصلت على صواريخ من كوريا الشمالية، ومجموع ما حصلت عليه هو 600 صاروخ سكود وفروغ قادرة على ضرب العدو الصهيوني في فلسطين المحتلة وفي أي نقطة وبدقة، وهو ما يخشاه حلف الناتو ويهمه الاستيلاء عليه وكذلك العدو الصهيوني.
المصدر: الديار (باختصار)