[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;border:2px solid burlywood;"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]
كلما تجولت في مدينة عريقة وقابلتني ملامحها التاريخية شعرت بالغبن من أجل روتردام.
كثير من الملامح التاريخية الروتردامية اندثرت بسبب غارة جوية ألمانية في بداية الحرب العالمية الثانية.
يقال أن القصف لم يدم أكثر من ربع ساعة لكن مايقارب 3/4 قرن لم تَمْحُ الكارثة بعد من ذاكرة المدينة.
عملاق النحات أوسيپ زادكين المؤرخ للحدث والمسمى ''المدينة المدمرة'' يختصر الكثير من الكلام بالفراغ الذي يخترق جسد العملاق الرامز للمدينة.
قال زادكين عنه أنه يحتفظ بالألم الذي سببه الإنسان لمدينة لم تكن ترغب إلاَّ في الحياة والتوسع كغابة تحت رحمة الله.
العملاق الذي يرفع يديه إلى السماء يطلق صرخة رعب من وحشية الإنسان ولاإنسانيته المدمرة التي تشعر بالعجز واليأس.
رغم ذلك استمرت روتردام وكان نصيبها من إبداع المصممين كبيرا. قلبها الذي طالته الحرب أصبح مفتوحا على الجديد ومياهها لم ترفض العالم الآتي إليها مُبْحِرًا. دفنت الحرب في روحها الكبيرة وسرحت في الاتجاهات الأربع بالإنسان والعمران.
أراها دوما مدينة لاتفاخر وتعرف أن تكون بلاثرثرة عمليَّةً وإنسانية وشُجَاعَةً تُخْفِي حنانها وتهدي اللازم ليحيا إنسانها بكرامة.
Nassira 6-2-2013
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]