[frame="13 10"]لا أعلم لماذا كنت في كل مرة ألوذ به .... أختاره من بين الجميع لأقف خلفه . في كل لعبة
أشجعه بتعصب دون غيره .. يصاحبني القلق من الهزيمة ومن السقوط خشية عليه . . أعدو لأتدثر تحت ظله وأتذوق حلاوة الطمأنينة في القرب منه .
أطلب حمايته من الأذى عندما يتسلط عليّ أحد بالضرب ونحن صبية نلهو بين الأزقة ..
- رغم حبي الشديد للحلوى وأنانيتي للاستحواذ عليها كنت أخبئها من أجله وأوثره على نفسي ليتذوق
ما لذ منها وطاب وغلا ثمنه .
كنت أسرق ( الكرات البلورية)...الصغيرة من أخي خالد وأعطيه إياها خفية كي يزيد ما عنده ويتسيد
على الجميع في ساحة اللعب ...
وفي يوم العيد ما إن أرتدي فستاني إلا وأطير طيراناً صوب بيتهم في تلك الزاوية البعيدة لأريه
فستاني , شعري , حذائي وحقييتي ليكون الأول .أسمع ثناءه فـ أظل أزهو وأزداد قناعة وجمالاً
ببراءة تحلق بي دون توقف .
- لست وحدي فقط من حاز هذا الشعور , حتى علاء نفسه كان يهرول إليّ مجتازاً الأوقات سواء كان نهاراً
أوليلاً ,لزيارتي واللعب معي , وكالعادة لا يحصل إلا على التقريع من والدتي وطردها له..
فأغضب .
و لأني أعشق اللون الأحمر أهداني حلقاً أحمر دائرياً اقتطع ثمنه من عيديته ليفاجئني به .
ولم يكتف بالحلق بل تعداه إلى شي آخر , كلما تذكرته أضحك من أعماقي . فقد كان يدخر ريالاً من
مصروفه القليل وعندما يخرج من المدرسة يعرّج على لعبة اليانصيب فيدفع ما ادخره لكي يفوز بسلسلة
تتدلى منها ورقة , حمراء ليكتمل معها لون الحلق فأبدو أكثر أناقة .
يظل علاء يردد في كل يوم :. سارة لن أرتاح حتى أكسبها وأعطيها لكِ كي تلبسيها وتكوني الأجمل ..
وفي كل مرة كان يفشل ولا يحصل إلا على بلونة صغيرة .
في داخلي كنت أضحك عليه لدرجة أنني أبتعد
عن المكان الذي يقف فيه نادباً حظه العاثر . فأنا لاأستطيع أن أجاهر بضحكاتي خشية غضبه أو
جرح مشاعره .
توقفت مرات كثيرة منذ طفولتي إلى مرحلة الشباب- عند هذا الحرص على شعوره وعند تلك الكلمات -الكبيرة علّي
وعلى عمري الصغير في تعجب ودهشة . والتي جعلني أنطق بها ؟؟ هو من علمني إياها بشعوره
وطيبته ..
حين غرس داخلي أبجديات الحب له فقط . فتربيت منذ حداثتي على حبه فلم
أر سواه .
حتى البالونات الصغيرة التي يكسبها من نصيبي دائماً , فمحاولاته في كسب السلسلة كلها باءت بالفشل
بينما ربحها "كمال"ابن الجيران ....
حزن "علاء "وسعدت أنا بكل هذا الاهتمام منه . أذكر أنني قلت له :. إن الحلق وحده أغلى من كل سلاسل الدنيا ,
وهو كذلك بالفعل بالنسبة لي . مازلت أحتفظ بالحلق الأحمر , ومازلت ألوذ شكلياً بحمايته بعد أن أصبحت زوجته
و أمّاً لأطفاله ولكن عندما صار علاء الدين و أصبح بمقدوره أن يشتري لي الذهب والماس
دون أن يدّخر ,
وعندما اتسع قلبه وقاموسه لي وأمتلك الفانوس , وعندما حان وقت الحصاد عبر هذا العمر لم أعد
ألجأ إلى حمايته ولم أعد ألوذ به فقد أصبح الجلاد و السجان والمغتصب لحقوقي ،
وبعد أن كان "علاء الدين" أصبح بكل عيوبه وقهره وظلمه وعنفه الأربعين حرامي فقط !!!
أما علاء الذي عرفته وأحببته فقد صار قصة كتبتها ذات يوم على ورقـــة بيضـــــــاء . [/frame]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
التعديل الأخير تم بواسطة محمد الصالح الجزائري ; 23 / 12 / 2013 الساعة 16 : 04 AM.
دائما يا سيدتي نكتب على ورقة بيضاء .. دائما .. هي الحياة .. دائما .. ترينا لون الحقيقة كبركان .. حيث كان لونا جميلا .. الاستاذة نورة الدوسري تقبلي كامل تحياتي .
[quote=صباح خلف;162798]دائما يا سيدتي نكتب على ورقة بيضاء .. دائما .. هي الحياة .. دائما .. ترينا لون الحقيقة كبركان .. حيث كان لونا جميلا .. الاستاذة نورة الدوسري تقبلي كامل تحياتي .[/quote]
الاستاذ الفاضل // صباح خلف
هي الحياة ونحن من يلونها بشتى الالوان تزدحم بذكرياتنا وتفاصيلنا واحلامنا
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام
رد: ورقــة بيـــضـــاء
قرأتها فيما سبق..وقدّمتُ قراءة حولها..للأسف (مرايات) ضاعت فضاعت رفقتها كلّ أعمالنا...قصّة فيها حنين الطفولة وأحلام الشباب وآلامه!..شكرا لك ألف شكر أديبتنا الرائعة نورة الدوسري..مودتي..
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري
قرأتها فيما سبق..وقدّمتُ قراءة حولها..للأسف (مرايات) ضاعت فضاعت رفقتها كلّ أعمالنا...قصّة فيها حنين الطفولة وأحلام الشباب وآلامه!..شكرا لك ألف شكر أديبتنا الرائعة نورة الدوسري..مودتي..
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام
رد: ورقــة بيـــضـــاء
الورقة البيضاء دلالة على النقاء والصفاء والطهارة التي تنبعث من إبداعات الكاتبة الغالية ، أسلوب سلس متمكن ، الأخت نورة ، أنارك الله بنوره ، إن شاء الله ، تحياتي العطرة