رد: الدعم الامريكي لدولة الإحتلال الصهيوني، موت العم سام
[align=justify]نتابع: الدعم الامريكي لدولة الإحتلال الصهيوني، موت العم سام
تبرز عبر هذا النمو صناعتان صهيونيتان منافستان عالمياً هما الصناعة العسكرية والتكنولوجيا الحديثة. ولم تكن هاتان الصناعتان لتبرزا لولا وجود خزان عقول صهيوني في العالم قابل للاستيراد وإن بشروط ومع ذلك فإن اقتصاد دولة الإحتلال الصهيوني يبقى اقتصاد معونات!. وهي نقطة مثيرة للجدل. الذي يمكن حسمه بالمقارنة بين المعونات الأميركية المشار إليها أعلاه وبين قوانين العقوبات الأميركية المطبقة على دول أخرى. فهل تستطيع دولة الإحتلال الصهيوني الاستمرار في غياب هذه المعونات؟. وما بالك لو طبقت عليها واحداً من أنواع العقوبات؟!
لقد بلغت معاناة الشعب الفلسطيني خلال الانتفاضة حدود الجوع وسوء التغذية. ليبرز موقف أميركي واضح وحيد هو الإعلان عن الالتزام الأميركي بأمن دولة الإحتلال الصهيوني. وبالتالي باقتصادها. ومع ذلك فإن متابعة بسيطة لليوميات الصهيونية (غلونر ويديعوت أحرونوت تحديداً) تبين بالأرقام هشاشة الاقتصاد الصهيوني. إذ تراجع مدخول السياحة من 3.4 مليار دولار إلى 1.2 مليار. وتراجع النمو المفترض من 4% إلى 2% ومن ثم إلى 1% وفي مقابلات أجرتها هاتين اليوميتين نجد أن شيمي بيريز (ابن وزير الخارجية) يصرح أن شركته العاملة في التكنولوجيا الحديثة قد منيت بخسائر غير متوقعة وتمنى لو تمكن من الحفاظ على رأسماله الأساسي في هذه الأزمة. أما العاملون في مجال البناء الفخم فهم يصرخون لعدم وجود مشترين لأبنيتهم بما من شأنه إيصالهم إلى الإفلاس. وفي قطاع السياحة أغلقت عشرة فنادق أبوابها وقد عدد العاطلين عن العمل في ميدان السياحة لوحده بسبعين ألف عاطل عن العمل عداك عن الهروب اليهودي من دولة الإحتلال الصهيوني إلى بلدان المنشأ... الخ من الآثار الاقتصادية للانتفاضة.
فهل تدل هذه العينة من الأرقام على اقتصاد متماسك واستقلالي؟
المسألة ببساطة هي أن الصناعة العسكرية الأميركية قد خصت دولة الإحتلال الصهيوني بافتتاح فرع فيها. على غرار ما تفعله شركة جنراك موتورز بافتتاحها مصانع تابعة لها خارج الولايات المتحدة. أما الصناعة الإلكترونية فهي بدوية الطابع. إذ إن مصنعها هو العقل الفردي الذي يحمل حاسوبه النقال لينتقل إلى البلد الأكثر تقديراً لمعلوماته. وهذا الإصرار على وصف الاقتصاد الصهيوني بالتابع وبالاعتماد على المعونات لا يعني البتة التنكر لمهارة اليهود في اقتناص فرص الربح. وأولى علائمها الرخاء المادي للمواطن الصهيوني. الذي يجذب فقراء اليهود من أنحاء العالم، في حيث يفضل أغنياؤهم البقاء حيث هم. فإصرارنا يعني معاودتنا طرح أسئلة من نوع: كم يبقى من اليهود في أرش ميعادهم لو انخفض دخل الفرد فيها؟ وماذا بعد موت العم الأميركي؟ وماذا لو تراجعت الولايات المتحدة عن سياسة استعدائها للعرب؟ بل ماذا لو لم يعد بإمكانها التفرد في فرض العقوبات عليهم؟ وهذا السؤال الأخير يستوجب عرض أساليب الحصار الأميركية المعتمدة في ظل الآحادية القطبية. التي تسمح للولايات المتحدة بممارستها حتى على الأصدقاء.
إن الحصار هو كلمة مخففة للحرب الاقتصادية التي باتت الولايات المتحدة تشنها في شتى الاتجاهات دون تحرج، وتتضمن هذه الحروب الاقتصادية تقنيات مختلفة تستخدم منها أميركا ما يلي (نعتذر لإيراد أمثلة محدودة لمجرد الدلالة) :
1- الإنذار (الإنذارات الأميركية المتكررة بخفض سعر برميل النفط).
2- الحواجز الجمركية (الهادفة إلى إبقاء النفط سلعة الاعتماد الاقتصادي العربي).
3- العقوبات الاقتصادية (تمارس على الدول المارقة، وغالبية العرب من المارقين).
4- المقاطعة الاقتصادية (فرض عقوبات أميركية على المتعاملين مع العراق وإيران وسورية..الخ).
5- القرصنة البحرية (مصادر النفط المهرب مثالاً).
6- الاندماجات (الهادفة لابتلاع الشركات الصغيرة ومحاولات النهوض).
7- التجسس الاقتصادي.
8- الاحتكار.
9- حرب البورصات (أزمة النمور الآسيوية وانهيارها بمشيئة أميركية)ز
10- حروب النفط والماس واليورانيوم.
11- حروب المخدرات.
12- تزوير العملات وغسيل الأموال.
13- سياسة الإغراق (بيع 30 مليون برميل نفط أميركي لمنع ارتفاع السعر فوق اللعبة المقررة أميركياً).
إن العلاقة الأميركية-الصهيونية لم تستوجب بعد تخطي حدود التعامل مع ولاية تابعة (الولاية الـ 51 الأميركية). ولهذا السبب وحده يبقى الاقتصاد الصهيوني قوياً وتابعاً، وهو اقتصاد معونات تأكيداً وعوداً على تأكيد.
انتهى[/align]
|