[ميساء البشيتي]

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


"إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "
صدق الله العظيم
سورة التوبة


لم أتكلم في يوم عن نصرة الرسول .. ولم أتناول موضوع الإساءة إليه .. لأنني دائماً على قناعة تامة أنَّ الكلام لا يفيد إن لم يقترن بالفعل .
لا يوجد مسلم على ظهر الأرض يرتضي لرسول الله الإهانة ولكن بنفس الوقت ما الذي قدمه كل مسلم حتى يرفع هذه الإساءة ..
لا يكفي أن تصلي على النبي ولا يكفي أن ترفع اسمه عالياً ولا يكفي الرسوم الكاريكاتيرية .. كلها وسائل تعبير ووسائل تنفيس ..
ولست ضدها أبداً ولكنها لا تكفي ..
تذكروا جيداً أن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف .. والمؤمن القوي ليس بالمعنى الحرفي للقوة من فرد العضلات وقوة الجسد .. بل بالفكر القوي ، والفكر الناضج ، والعقل المتزن ، والتفكير السليم ، والضمير الحيِّ ، والقدرة على إشاعة العدل ، ورفع الظلم ، وإغاثة الملهوف ، وإطعام الفقراء ، والرأفة بالمساكين ، وعدم التفرقة بين أحد ..
وتذكروا جيداً " أن الله أعزَّ الإسلام بعمر "
وهكذا يجب على كل مسلم .. أن يكون الله قد أعزَّ الإسلام به .
فقط نظرة سريعة إلى داخل كل مسلم ، ومحاولة الإجابة على السؤال .. هل أعزَّ الله بك الإسلام ؟
هل أنت أيها المسلم قدوة لغيرك من المسلمين وغيرهم ؟
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
لن نستطيع إيقاف إي إساءة إلا حين يظهر المسلم الذي أعزَّ الله الإسلام بإسلامه .
تفكروا جيدوا أيها المسلمون ، وانطلقوا ، وإن الله معكم ، وإن تنصروه ينصركم .

[عمر الريسوني]

جزاك الله كل خير أختي الكريمة ميساء البشيتي

فالله ، الله

فحقا لو تساءلنا ما سرّ هذا التميّيز الرباني لهذا النبيّ العدناني على سائر النوع الإنساني؟

لكان الجواب: أنّ من ألطاف الله عزّ وجلّ بالعباد أن ييسّر السبيل إلى محبّة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهيمنته على عرش أفئدتهم، تلك ظاهرة من ظواهر اللطف الإلهي ، وهكذا فإنّ كلّ من كان سليم الطويّة
صافي البشرية عن الشوائب، ووقف على شمائل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخلاقه لابدَّ أن يتشرّب
قلبه حبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف بمن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأى فيه هذه
الشمائل عياناً؟ فهذا سيّدنا حسّان بن ثابت رضي الله عنه قبل أن يسلم بعثه قومه لهجاء رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، فلمّا رآه للمرّة الأولى عاد ووصفه لقومه فقال:

لمّا نظرت إلى أنواره سطعت وضعت من خيفتي كفي على بصرى
خوفا على بصري من حسن صورته فلست أنظره إلاّ على قدري
الأنوار من نوره في نوره غرقت والوجه مثل طلوع الشمس والقمرِ
روح من النّور في جسم من القمر كحلّة نسجت بالأنُجُمِ الزهرِ

[ميساء البشيتي]

شكرا لإهتمامك وحسن متابعتك أخي عمر البسيوني
وشكرا أكثر لما تفضلت به من مداخلة قيمة
وبارك الله بك وجعلها في ميزان حسناتك