غريس هالسلGrace Halsell (7 ماي1923- 16 أغسطس2000) صحفية وكاتبة أمريكية. هي ابنة الكاتب هاري هالسل Harry H. Halsell(أكتوبر 1860 - 3 فبراير 1957) الذي كتب عن حياة مربي الماشية. غطت غريس –كمراسلة- كلاً من الحرب الكورية وحرب ڤيتنام ، وكانت كاتبة خطب في البيت الأبيض للرئيس "ليندون جونسون" من 1965 وحتى 1968.
كتبت عشر كتب منها: "شقيقات الروح" -"رحلة إلى القدس"-النبوءة والسياسة- يد الله....
تحدتث في السـتينات والسـبعينيات من القرن الماضي عن محنة السـود الأمريكان في كتاب بعنوان ( شـقيقات الروح ) وعن مأسـاة الهنود الأمريكان في كتاب ( بسـي ذات الشـعر الأشـقر)، كما كتبت عن معاناة العمال الوافدين من المكسـيك عبر الحدود بدون وثائـق تمنحهم الإقامة القانونيـة .
تقول غريـس هالسـل في مقالة " ما لا يعرفه المسـيحيون عن اسـرائيل " : "لقد نشـأت وأنا اسـتمع إلى القصص التصوفيـة والمجازية عن "إسرائيل" الروحيـة وقد كان ذلك قبل إنشاء تلك الوحدة السـياسـية المصطنعة على الخرائط كدولـة لها نفـس الاسم.
كنت احضر وأراقب أحد رجال الدين في مدرسـة الأحد وهو يرسـم ظلال نافذة على خارطة " الأرض المقدسـة " وتشـربت الحكايات والأسـاطير عن الشـعب الصالح (المختار) الذي قاتل الأعداء من الأشـرار غير المختارين ".
... في أوائل بلوغي العشـرين ، بدأت رحلاتي في العالم اكسـب رزقي ككاتبة وتناولت موضوع الشـرق الأوسـط في فترة متأخرة من مهنتي ، وكانت تنقصني بأسـف المعرفة بتلك المنطقة ، فكل ما كان لدي عنها هو ما كنت قد تعلمته في مدرسـة الأحد ". ثم جاءت رحلة غريس هالس إلى القدس التي أبرزت للكاتبة الفرق بين الحقيقة والأسطورة، و خرج كتابها "رحلة إلى القدس" إلى الوجود ليعري كيان العدو: "...كنت قد قابلت العشـرات من الشـبان الفلسـطينيين وروى لي واحد من كل أربعة منهم قصصا عن التعـذيب...كانت الشـرطة الإسرائيلية تأتي ليلا وتسـحبهم من فرشـهم وتغطي رؤوسـهم بالأكياس السـوداء وتحتجزهم في منفردات السـجون معزولين بأصوات الضجيج المسـتمرة والشـديدة الارتفاع ، وقد علّقوا من أرجلهم بالسـلاسـل وهم يعذَّبون بتشـويه أعضائهم التناسـلية بشـكل سـادي . تلك الأخبار التي لم أقرأ عنها شـيئا في الأوسـاط الإعلامية للولايات المتحدة الأميركية . أفلم تكن أخبارا ؟ وكان من الواضح أنني، وبدافع تعصبي لوطني، ظننت أن رؤسـاء التحرير في بلادي ما كانوا يعلمون بحدوث ذلك ."
وهكذا كشفت غريس هالسل عبر كتبها، وخصوصا كتابا "النبوءة والسياسة" و"يد الله" الأسباب الخفية وراء حروب الشرق الأوسط، فـ :" من معتقدات المسيحية الصهيونية الأساسية إشعال الحروب والتعجيل بها حتى تعجل بعودة المسيح...لماذا يصلي البعض-وهم ليسوا بالقليل- من أجل نهاية العالم؟! وهل يجب أن ندمر العالم تدميرا كاملا حتى نجد مكانا في جنة جديدة وفي عالم جديد!!".
فبعد تاريخ طويل ومظلم من كراهية اليهود وتعذيبهم وطردهم في الدول الأوروبية (التشيك فرنسا إيطاليا انجلتيرا سويسرا المجر إسبانيا بولندا صقلية ليتوانيا البرتغال ألمانيا ...) عملت حركة الإصلاح حسب الكاتبة على تحويل العديد من المسيحيين من كراهية اليهودية واليهود إلى نوع آخر من التمييز تلخصة كلمة "السامية الفلسفية " التي تدعو إلى اعتبار اليهود شركاء "محبوبين" ليس من منطلق كونهم يهودا ويمارسون اليهودية، ولكن من منطلق مساهمتهم المستقبلية في خلاص المسيحيين، المؤمنين بمجوعة معتقدات منها عقيدة "هرمجيدون". هذه العقيدة القائمة على " سباق نحو "هرمجيدون" وأن نهاية العالم تقرب. أكثر وأكثر !! وأنه لابد من حدوث حروب قبل هرمجيدون يقتل فيها واحدا من كل اثنين ، وأن ثلاث مليارات شخص سوف يقتلون كذلك كلمات المبشر الإعلامي الإنجيلي "فولويل" أن : " هرمجيدون حقيقة وهي حقيقة مرعبة وأن المليارات من البشر سوف يموتون في محرقة هرمجيدون" ." لم تغير حركة الإصلاح الشعوب المسيحية بل حركت أيضا حكومات الدول الأوروبية التي غيرت سياساتها وعملت، ولا زالت تعمل، بكل جهد وبكل وسيلة من أجل تحقيق هذا الهدف السامي !!
ما يقع الآن هو أن المسيحيين الصهاينة واليهود الصهاينة "يعبدون إليها قبلياً لا يهتم إلا بشعبين فقط هما اليهود والمسيحيين. ويقولون إن كل ما هو مهم لهم كمسيحيين يتمحور حول إسرائيل، إنهم يتمسكون بفكرة تقول إن الله وضع اليهود، الذين يبلغ عددهم الآن حوالي 14 مليون، على مسار "أرضي". ووضع ملياراً من المسيحيين على مسار "سماوي" ، أما البلايين الخمسة الباقون من البشر فإن شاشة الرادار الإلهي لا تسجل وجودهم إلى أن يدعوهم الله للتقدم إلى محرقة هرمجيدون !!".