رد: أمّي ومصابي الجلل / هدى الخطيب
سأخبرك يا سيدتي ببساطة عما سيحدث في قادمات الأيام ..!
حينما يُذكر اسمها أو تثار سيرتها ستشتعل نار الاشتياق وتهتاج نفسك تلهفا وتنهمر دموعك
مع كل كلمة وشهقة ، سيبقى صوتها يرن في أذنيك وتسمعينها تنطق باسمك - ويا قهر قلبي -
سوف تلبين النداء وتقولين كعادتك نعم ماما ..سيتوهج فكرك بذكرها كلما وضعت رأسك على
وسادة النوم التي ستتبلل مرارا بالدموع وستنهضين من نومك وتصرخين ب أمي أمي ..
وستكيلين بمكيال أناقتها، ثقافتها، عراقتها، جمالها، صبرها وقوة احتمالها فأي النساء
ستوفي هذا الكيل مقاسه وتلك لعمري لك إلى جانب الفخر نقمة ستزيد من حسرتك حسرة
فأي خسارة قد خسرت يا هدى !أي خسارة خسرت يا شقيقة الروح ايتها الأخت الغالية
توفيت هي الأخرى منذ أربعة عشر عاما وبلغت من العمر
ما بلغت لكني وبصدق أقول لك ما زلت احن إلى صدرها ما زلت أبكي كلما جاء ذكرها
وأتمنى لو أن ربي أخذ من عمري وأطال عمرها! لكنه السلطان الذي لا سلطان فوقه
والقدر الذي لا مفر منه بأي حال ، بكيت لأجلك وأعلم لماذا بكيت ، لكنك من طينة ترفض
الاستسلام ولا ترفع الراية البيضاء إلا في مثل هذا المصاب وهو أليم ولكن لا حول لنا
" ولا قوة إلا بالله " يرحمها ربي وجعلها في عليين ..
غير ذلك سُعدنا بطلتك بقدر حزننا وأطمأنت قلوبنا بقدرتك على التعايش مع جرحك
فاتت مفرداتك كأنها ومضات من نور تحلق في سماء الملكوت فرفعتنا إلى مستوى شموخك وحزنك.
ألهمك الله الصبر واعانك وشدّ من عزيمتك ايتها الأخت الغالية وإنا لله وإنا إليه راجعون
|