التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,866
عدد  مرات الظهور : 162,391,383

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 13 / 05 / 2016, 13 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
Arouba Shankan
عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف

 الصورة الرمزية Arouba Shankan
 




Arouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond repute

نزوح

نـــزوح

لم تكن محاور المدينة مؤمنة بشكل تام، لنتمكن من الخروج مِنها بنفسٍ مُطمئنة، حملنا حقائبنا خِلسةً عن عيون الليل، نتلمس الأرض بأيدينا خوفاً من وجود لغمٍ، يًفاجئنا بانفجار! الموت لم يكن يرهبنا بقدر ما كانت تُرهبنا الحياة بعاهةٍ مُستديمة، تجعلنا اتكاليين، نستعطِفُ كوب الماء، والتحاف غطاء السرير قبل الخلود للنوم.. كانت لحظات عصيبة تلك التي تلاحقت فيها الأنفاس، وتجمدت فيها حركات العيون حتى التصحر في الأحداق، والتهاب الحروف في الحناجر، ليُفاجِئنا سالم بِمعبرٍ آمنٍ، يحتضن خوفنا، ويدعنا نمر ببعضٍ من أمان!!

غادرنا آخر نُقطة من مدينتنا الحبيبة لوجهةٍ مجهولة الهوية،نبحث عن حكايات تتكون في المنفى، لتصير تاريخاً.. تفقدنا جوازات السفر، وما اكتنزناه من ذكريات ، لجانب وثائق هامة غالبنا دمعنا بانشغالنا تفقد السماء الحالكة، كُنا نبحثُ عن نجمة شاردة تشاطرنا الهجرة، وتؤنس طريقنا الذي قد يمتد حتى السماء!
عصفت بنا رياحٌ عاتية، أرغمتنا على التوقف دقائق، لنستمتع بزمجرة الطبيعة ، فتسري في النفس أنسامٌ باردة توقظُ الخاطر لِنواكب المسير بجرأة واستبسال حتى نهاية المطاف.


نجونا من القصف مرات عديدة، على امتداد النظر لم نُصادف أي حاجز، اللهم إلا حواجز الخوف القابعة في نفوسنا والتي غالبتها رياحُ كانون وزمجرة الغيوم الواعدة مطراً.
وسط تلاحق الأنفاس انتبه حُسام لبصيص ضوء قادمٍ من بعيد باتجاه مُعاكس، مما اضطره لأن يستوقف سالم ويسأله الإنتظار حتى يتبين أمر ذاك النور الذي يقترب شيئاً فشيئاً!!
وسط تكهناتٍ مُضطربة بدأ الضوء بالتلاشي، فقد اتخذ مُنعطفاً بعيداً عن مسيرنا، هدأت الأنفاسُ، ليبدأ سالم بِمُتابعة القيادة بحذر، وفي خُلد كل مِنا بدأت صفحات الأيام الجميلة، تنفتح رويداً رويداً.


غالبتُ دمعتين حارتين، ملأتا عينيّ التهابا، توسل قلبي إليهما بأن يدعاني أرى سماءنا لآخر مرة بصفاءٍ.. فأودِعُ السِحاب الواعد مطراً أُمنياتي بالعودة، وحضن وسائد الوئام في منزلنا الصغير، الذي استودعته وجعي ومرار تجاربي.. إلا أنني استسلمت مُرغمة لِبكاءٍ داخلي
ليحضن كفي تيك الدمعتين بحرقة و أنين، رافقتهما تنهيدة طويلة، وجمٌ من خواطِرٍ لاتنتهي..
مرت الدقائق ساعات، وسالم يتجه بنا نحو الحدود، حيث نهاية الوجود!!
كانت الحياة ترتسم أمامي كما دفتر تلميذة أوشكت صفحاته على النهاية

في كُل صفحة منه تركت مُدرستها توقيعها مُرفق بعباة أحسنت أو ثابري أو إلى الأمام،، دفتري كانت صفحاته مليئة بعبارات إلى الأمام إلى الأمام،، والسيارة تتقدم بنا إلى الامام،، والصفحات تنقلب،، والدفتر على وشك أن ينتهي.. عِندما استمهلنا حاجز من بعيد .. أرغمنا على تغيير اتجاه المسير، فنحن لا نعلم هل الحاجز داعشي أم نصراوي.
تناولت مِنديلاً من حقيبتي التي كانت آخر ما حملته يدي قبل المُغادرة من غُرفتي، ووداع جُدرانها بِكُلِ ما فيها من آلامٍ وأحزان
أفراحٍ ومسرات.. مسحت ما تبقى من دمع غسل الوجنتين، ليرتسم أمامي طيفه قبل الرحيل.. كم كان يُشبه الأيام بغدره.. وساعات الإنتظار بنزقه
جاءني بعضاً من رائحة عطره.. حملتها لي الريح الباردة عبر الأجواء الشتوية.. بينما سالم مازال يقود بنا السيارة ببطئ، باحثاً عن مفر من ذلك الحاجز مجهول الهوية..
تسللت أيامه لذاكرتي خِلسةً.. تباً للآلام كيف لها أن تعبر دونما أن يستوقِفها حاجز أو يقصِفها عابرٌ ناريٌ، قبل أن تخترق صدورنا لتقتلنا
أو تفتك بضلوعِنا فتحرِقُنا!
تمكن سالم من الإفلات من الحاجز ببراعة تامة، كان كما البحار وسط عاصفةٍ هوجاء، تأني في القيادة، رافِعاً شراع التحدي حتى الوصول إلى شاطئ الأمان.. عادت الدموع لِتُجدد ألم العيون، أي أمان
والوطن على شفا أن ينفجر.. تبادلنا نظرات اتهام.. وشيء من عتب وتساؤل.. لِما نُغادر.. لِما نستسلم.. رُبما في البقاء تضحية بأحلامِنا
وربما في المُغادرة تضحية بحبنا.. كما فعل سامي.
لقد غادرنا سامي إلى قلب الوطن.. كان عليه أن يُخضِبَ صحف كل صباح بذكر شهيد أو أكثر، وكان علينا المُغادرة لملاحقة الأنفاس خارج الوطن الساكِن في أعماقنا.. وتدوين مُنغصات الحياة حين تكون بطل الأخبار على فضائيات العالم، فتضيق بك الدائرة حتى لن تعد تتسعك رقعة خيمة. أو يستظِلُك فيُّ شجرة.. ويكبرُ حجم الألم في داخلنا.. لِتتسع المسافات الدامية بين شرايين الأرصفة العتيقة.. لقد خرقوا اتفاق وقف إطلاق النار.. أسرع ياسالم، أو عُدّ بِنا نواجه الموت .. ولتنكسر أقلامنا..وتذهب مُهمتنا أدراج الرياح.. عُد بِنا نلحق بسامي.. ونكتفي بتغريداتٍ نتناقلها عبر وسائل التواصل المُنتشرة.. أسرع ياسالم.. سابق الريح لِتنجو.. أسرع يا سالم.. أسرع .
حل مساء الدروب باكياً.. يغسِلُ الدماء التي انسكبت إثر مواجهاتٍ عنيفة.. كُنت أتخيل الجُثث مرمية، وقد شوه ملامِحها غضب التحدي..
لا شك وأن هطول المطر سيمُد الجميع بشيء مِن الطاقة، والاستيعاب.. المطر يمنحني الأمل والتفاؤل، رغم ضبابية سحابه، وغضب سمائه!!

بدأت الطريق تبدو هادئة، غير مُطمئِنة.. حين تناول حُسام كوب قهوة بارد.. مُلقي بجواله جانباً.. تعبنا مِن مُتابعة الطريق الممتد .. استلقى كلٌ مِنا ليستريح بإغماض قصير.. أيقظ من جديد ذكريات الماضي.. ليقترب إلى مسامعنا صوت مروحيات قادمة باتجاهنا. تابع يا سالم، قال حُسام هادِئاً، المنطقة مكشوفة، وليس بإمكاننا سوى المُتابعة!
حلقت المروحيات فوقنا دونما إزعاج، كانت تسير عكس اتجاهنا
لا شك وأنها ذاهِبة إلى المدينة التي خرجنا مِنها، قلبي معك يا مدينتي
قلوبنا معها.. تناوبنا الدُعاء.. والسيارة تتجه بنا نحو المنعطف الأخير
لنقترب من نُقطة الحدود..

كانت المناطق الحدودية مضطربة ومزدحمة، لك أن تتخيل حصول انفجار في كُل لحظة، ولك أن تستعد لمغادرة وطنك، وتعده بعودة إن تيسر لك ذلك، أبرزنا جوازات السفر بعد انتظار دام ساعات، تمكنتُ خِلالها رصد قصص التشرد، وحكايات اللجوء..
جمعت صور الأطفال الذين افترشوا الأرض في حاسوبي، وصور النساء اللائي كُن ضحايا أبي لهب، وضحايا الجاهلية المُستفحلة، لتلفظها الديار ضحية لاأمل لها بِمصافحة الكبرياء من جديد..
أنهينا اجراءات السفر، لنستقل السيارة مُغادرين، نرصد حكايات الوطن عن بُعد،، واعدين العودة وإن أضنانا المسير..

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع Arouba Shankan
 

مازلت ابنة بلاط رباه في أعالي المجد بين الكواكب ذكره
أحيا على نجدة الأباة ..استنهض همم النبلاء.. وأجود كرما وإباءً
Arouba Shankan غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13 / 05 / 2016, 36 : 10 PM   رقم المشاركة : [2]
د. رجاء بنحيدا
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام

 





د. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: نزوح

الأديبة الفضلى عروبة
وتتوالى حكايات النزوح والابتعاد .. قهرا وظلما وخوفا!!
أسجل مروري وإعجابي
د. رجاء بنحيدا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14 / 05 / 2016, 46 : 12 AM   رقم المشاركة : [3]
ليلى مرجان
موظفة إدارية-قطاع التعليم العالي-حاصلة على الإجازة في الأدب العربي

 الصورة الرمزية ليلى مرجان
 





ليلى مرجان is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: نزوح


نزوح وألم لا لون ولا حد له
أستاذة عروبة أبدعت فأوجعت
لبلدك السلام ولروحك الأمان والاطمئنان
ليلى مرجان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14 / 05 / 2016, 11 : 08 PM   رقم المشاركة : [4]
Arouba Shankan
عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف

 الصورة الرمزية Arouba Shankan
 




Arouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond repute

رد: نزوح

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. رجاء بنحيدا
الأديبة الفضلى عروبة
وتتوالى حكايات النزوح والابتعاد .. قهرا وظلما وخوفا!!
أسجل مروري وإعجابي

رغم أحزاني، مرورك وإعجابك يُرسل إلى نفسي اشارات الطمأنينة والسرور
تحيتي وتقديري
د. رجاء
توقيع Arouba Shankan
 

مازلت ابنة بلاط رباه في أعالي المجد بين الكواكب ذكره
أحيا على نجدة الأباة ..استنهض همم النبلاء.. وأجود كرما وإباءً
Arouba Shankan غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14 / 05 / 2016, 13 : 08 PM   رقم المشاركة : [5]
Arouba Shankan
عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف

 الصورة الرمزية Arouba Shankan
 




Arouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond repute

رد: نزوح

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى مرجان

نزوح وألم لا لون ولا حد له
أستاذة عروبة أبدعت فأوجعت
لبلدك السلام ولروحك الأمان والاطمئنان

مستمرة عمليات النزوح كما سريان الألم دونما علاج
شُكراً لمرورك وتعليقك الغالية ليلى
تحيتي ومحبتي
توقيع Arouba Shankan
 

مازلت ابنة بلاط رباه في أعالي المجد بين الكواكب ذكره
أحيا على نجدة الأباة ..استنهض همم النبلاء.. وأجود كرما وإباءً
Arouba Shankan غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسود


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أسود الأطلس فتيحة الدرابي فضاءات الزاجل والنبطي والشعبي 10 15 / 11 / 2017 42 : 03 PM
نزوح ونزوع .. د. رجاء بنحيدا كلـمــــــــات 2 09 / 07 / 2016 58 : 07 PM
(( أسود ، زهري ، أصفر ثم الأخطر !)) رأفت العزي المقالة السياسية 15 26 / 04 / 2014 06 : 12 AM
قصة قصيرة.... أسود الرأس مختار سعيدي الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 0 14 / 10 / 2009 34 : 10 PM


الساعة الآن 47 : 01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|