تفسير معاني الايات القرانية بأذن الله ..... تابعوني
قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون
يقول تعالى ذكره : يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله ( قوا أنفسكم ) يقول : علموا بعضكم بعضا ما تقون به من تعلمونه النار ، وتدفعونها عنه إذا عمل به من طاعة الله ، واعملوا بطاعة الله .
وقوله : ( وأهليكم نارا ) يقول : وعلموا أهليكم من العمل بطاعة الله ما يقون به أنفسهم من النار .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
عن علي بن أبي طالب رضى الله عنه قال: ( قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة )
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله : ( قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) يقول : اعملوا بطاعة الله ، واتقوا معاصي الله ، ومروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ) قال : قال : يقيهم أن يأمرهم بطاعة الله ، وينهاهم عن معصيته ، وأن يقوم عليه بأمر الله ، يأمرهم به ويساعدهم عليه ، فإذا رأيت لله معصية ردعتهم عنها ، وزجرتهم عنها
وقوله : ( وقودها الناس ) يقول : حطبها الذي يوقد على هذه النار بنو آدم وحجارة الكبريت .
وقوله : ( عليها ملائكة غلاظ شداد ) يقول : على هذه النار ملائكة من ملائكة الله ، غلاظ على أهل النار ، شداد عليهم ( لا يعصون الله ما أمرهم ) يقول : لا يخالفون الله في أمره الذي يأمرهم به ( ويفعلون ما يؤمرون ) يقول : وينتهون إلى ما يأمرهم به ربهم .
قوله تعالى: "واتقوا يوما" يذكرهم بهذا اليوم. وهو يوم القيامة الذي لا ينفع الإنسان فيه إلا عمله. ويطلب الحق سبحانه وتعالى منهم أن يجعلوا بينهم وبين صفات الجلال لله تعالى في ذلك اليوم وقاية.*
أن هناك آية أخرى تقول:*
وهذه الآية وردت مرتين. وصدر الآيتين متفق. ولكن الآية الأولى تقول: "ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولاهم ينصرون" والآية الثانية: "ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولاهم ينصرون" هل هذا تكرار؟ نقول لا. والمسألة تحتاج إلى فهم. فالآيتان متفقتان في مطلعهما: في قوله تعالى: "واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا". ففي الآية الأولى قدم الشفاعة وقال: لا تقبل. والثانية أخر الشفاعة وقال لا تنفع. الشفاعة في الآية الأولى لا يقبل منها شفاعة. وفي الآية الثانية .. لا تنفعها شفاعة.
والمقصود بقوله تعالى: "اتقوا يوما" هو يوم القيامة الذي قال عنه سبحانه وتعالى:*
وقوله تعالى: "ولا تجزي نفس عن نفس شيئا" كم نفسا هنا؟ أنهما اثنتان. نفس عن نفس. هناك نفس أولى ونفس ثانية. فما هي النفس الأولى؟ النفس الأولى هي الجازية. والنفس الثانية .. هي المجزي عنها .. ومادام هناك نفسان فقوله تعالى: "لا تقبل منها شفاعة" هل من النفس الأولى أو الثانية؟ إذا نظرت إلي المعنى فالمعنى أنه سيأتي إنسان صالح في يوم القيامة ويقول يا رب أنا سأجزي عن فلان أو أغني عن فلان أو أقضي حق فلان. النفس الأولى أي النفس الجازية تحاول أن تتحمل عن النفس المجزي عنها.*
ولكي نقرب المعنى ولله المثل الأعلى نفترض أن حاكما غضب على أحد من الناس وقرر أن ينتقم منه أبشع انتقام. يأتي صديق لهذا الحاكم ويحاول أن يجزي عن المغضوب عليه. فبما لهذا الرجل من منزلة عند الحاكم يحاول أن يشفع للطرف الثالث. وفي هذه الحالة أما أن يقبل شفاعته أو لا يقبلها. فإذا لم يقبل شفاعته فأنه سيقول للحاكم أنا سأسدد ما عليه .. أي سيدفع عنه فدية، ولا يتم ذلك إلا إذا فسدت الشفاعة.*
فإذا كانت المساومة في يوم القيامة ومع الله سبحانه وتعالى .. يأتي إنسان صالح ليشفع عند الله تبارك وتعالى لإنسان أسرف على نفسه. فلابد أن يكون هذا الإنسان المشفع من الصالحين حتى تقبل شفاعته*
يوجه القرآن اليهود الذين كان يواجههم أولا , ويوجه الناس كلهم ضمنا , إلى الاستعانة بالصبر والاستعانة بالصلاة . . وفي حالة اليهود كان مطلوبا منهم أن يؤثروا الحق الذي يعلمونه على المركز الخاص الذي يتمتعون به في المدينة , وعلى الثمن القليل - سواء كان ثمن الخدمات الدينية أو هو الدنيا كلها - وأن يدخلوا في موكب الإيمان وهم يدعون الناس إلى الإيمان ! وكان هذا كله يقتضي قوة وشجاعة وتجردا . واستعانة بالصبر والصلاة:.
والغالب أن الضمير في أنها ضمير الشأن , أي إن هذه الدعوة إلى الاعتراف بالحق في وجه هذه العوامل كبيرة وصعبة وشاقة , إلا على الخاشعين الخاضعين لله ,
والاستعانة بالصبر تتكرر كثيرا ; فهو الزاد الذي لا بد منه لمواجهة كل مشقة , وأول المشقات مشقة النزول عن القيادة والرياسة والنفع والكسب احتراما للحق وإيثارا له , واعترافا بالحقيقة وخضوعا لها .
فما الاستعانة بالصلاة ?
إن الصلاة صلة ولقاء بين العبد والرب . صلة يستمد منها القلب قوة , وتحس فيها الروح صلة ; وتجد فيها النفس زادا أنفس من أعراض الحياة الدنيا . . ولقد كان رسول الله [ ص ] إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة , وهو الوثيق الصلة بربه الموصول الروح بالوحي والإلهام . . وما يزال هذا الينبوع الدافق في متناول كل مؤمن يريد زادا للطريق , وريا في الهجير , ومددا حين ينقطع المدد , ورصيدا حين ينفد الرصيد . .
واليقين بلقاء الله - واستعمال ظن ومشتقاتها في معنى اليقين كثير في القرآن وفي لغة العرب عامة - واليقين بالرجعة إليه وحده في كل الأمور .
وكذلك يجد المتدبر للقرآن في التوجيه الذي قصد به بنو إسرائيل أول مرة , توجيها دائما مستمر الإيحاء للجميع . .
التعديل الأخير تم بواسطة ناهد شما ; 16 / 01 / 2015 الساعة 37 : 09 PM.
سبب آخر: حرف
قوله:*( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ )*يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين آمنوا صدّقوا الله ورسوله، لم تقولون القول الذي لا تصدّقونه بالعمل، فأعمالكم مخالفة أقوالكم*( كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ )*يقول: عظم مقتًا عند ربكم قولكم ما لا تفعلون.
واختلف أهل التأويل في السبب الذي من أجله أُنـزلت هذه الآية، فقال بعضهم: أُنـزلت توبيخًا من الله لقوم من المؤمنين، تمنوا معرفة أفضل الأعمال، فعرّفهم الله إياه، فلما عرفوا قصروا، فعوتبوا بهذه الآية.
عن ابن عباس، في قوله:*( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ )قال: كان ناس من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولون: لوددنا أن الله دلنا على أحبّ الأعمال إليه، فنعمل به، فأخبر الله نبيه أن أحب الأعمال إليه إيمان بالله لا شكّ فيه، وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان ولم يقرّوا به؛ فلما نـزل الجهاد، كره ذلك أُناس من المؤمنين، وشقّ عليهم أمره،قال: كان قوم يقولون: والله لو أنا نعلم ما أحب الأعمال إلى الله؟ لعملناه، فأنـزل الله على نبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:*( يَا أَيُّهَا الَّذِين آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا )*... إلى قوله: بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ فدلهم على أحبّ الأعمال إليه.
حدثنا ابن حُمَيْد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن محمد بن جحادة، عن أَبي صالح، قال: قالوا: لو كنا نعلم أيّ الأعمال أحبّ إلى الله وأفضل، فنـزلت: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ فكرهوا، فنـزلت*( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ )*.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله*( لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ )*... إلى قوله: مَرْصُوصٌ فيما بين ذلك في نفر من الأنصار فيهم عبد الله بن رواحة، قالوا في مجلس: لو نعلم أيّ الأعمال أحب إلى الله لعملنا بها حتى نموت، فأنـزل الله هذا فيهم، فقال عبد الله بن رواحة: لا أزال حبيسًا في سبيل الله حتى أموت، فقتل شهيدا.
وقال آخرون: بل نـزلت هذه الآية في توبيخ قوم من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، كان أحدهم يفتخر بالفعل من أفعال الخير التي لم يفعلها، فيقول فعلت كذا وكذا، فعذلهم الله على افتخارهم بما لم يفعلوا كذّبا.
* ذكر من قال ذلك :
حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال : ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله:*( لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ )*قال: بلغني أنها كانت في الجهاد، كان الرجل يقول: قاتلت وفعلت، ولم يكن فعل، فوعظهم الله في ذلك أشدّ الموعظة.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:*( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ )*يؤذنهم ويعلمهم كما تسمعون.
رد: تفسير معاني الايات القرانية بأذن الله ..... تابعوني
قال الله تعالى :
“وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ”
النحل (9)
في لحظة واحدة ممكن أن تضع قدمك في طريق غير صحيح وينتهي بك الأمر وتكون خارج الطريق المستقيم.
ما في أحد يبيت ليلته مستأمن نفسه أن تزيغ إنما بت ليلتك وأنت متعلق بالله أن يحفظ عليك إيمانك
(وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر) ،
إذن أول قصد السبيل الآن الذي نعايشه ونطلبه ونسأل الله عز وجل أن يهدينا إليه هو وقت استهداءنا لله عز وجل أن يدفعنا إلى الصراط المستقيم وأن يوصلنا إليه سبحانه وتعالى ونحن في سلامة من شأن ديننا وأن يحفظنا من الجائر من الطرق ، وهو وحده الذي يدل خلقه الطريق ، وهو وحده الذي يحفظ خلقه من الطرق الجائرة ،
وحده لا شريك له.
فلا يميل قلبك أبدا لأي سبب آخر تظن أنه سبب لهدايتك ،
ولا يميل قلبك أبدا لأي سبب آخر تظن أنه سبب لحفظك من الانحراف ، لا تكلمني عن بيئتك ولا عن نفسيتك ولا عن ترددك على الدروس ولا عن أعمالك الخيرية التي قمت بها ، ولا على أي شيء ، ما في أحد يدلك على الصراط المستقيم ويحفظ عليه ويمنعك من أن تنزلق قدمك على الطرق
الجائرة إلا الله.
فإذا كنت تريد الهداية فعليك بتوحيد الله بطلبها ، أي من أنواع التوحيد التي يستحقها الله عز وجل
أن تطلبه وحده أن يهديك الصراط المستقيم .