[frame="6 85"]ذاكرة ترفل أبدية
ذاكرتي مثقلة بالراحلين
لا يفارقون نهاري وفي الليل يحضرون
لا يستأذون كثيرًا
يجدون الأعذار لطرق أبوابي ولا يتردّدون كثيرًا
يدلفون وبين أيديهم دلّة قهوة تبتسم ساخنة
يمرحون، يضحكون، يمازحون، يركضون ويعشقون
ينامون في نومي، يحاكون كوابيسي يرتدون ثيابي.
ذاكرتي مثقلة بالهاربين من بهو الأبدية
يتربّعون على حصير المدى ومن تحتهم موج
يرتقون سلالم الذاكرة دون حبال، يعصفون العواصف
يواجهون الرصاص دون سترات واقية، يسبحون ولا يبتلّون
يقرّرون البقاء طويلا، ذاكرتي مزدحمة ولا يأبهون
يتحمّسون لفكرة اللقاء ويهمسون "بقي على حضورك شهقة أخرى".
في طريق الأبدية تتقافز الدلافين، تنهار الأسوار العازلة
وقبل أن تعلن الذاكرة استسلامها سأدقّ بابكِ
لن أنتظر أن تفتحي هواء النافذة
أدلف إلى مخدعك
أرشّ عطر النسيان بين جدائل شعرك
أنام على وسادتك وأسرق حلمك القادم على متن أهزوجة. [/frame]