قالت له وهي تمضي نحو الهاوية، أنظر مليا إلى جسدي الذي ملأته التجاعيد وإلى أسناني التي أسقطتها عليك وعلى أمثالك، كنت كالزهرة البرية في الحقول وأصبحت كالفطر المسموم في المزابل الذي يهابه الجميع... بعد أن كان الرجال يحومون من حولي كالكلاب الضالة أصبحت وحيدة في محطتي الأخيرة... لم يعد أحد يأبه لأمري، حتى جسدي لم يعد قادرا على حملي... أحسه أحيانا ينتقم مني... رفعت رأسها إليه فوجدته ينظر إليها باستغراب وقبل أن يهجرها كالبقية قال لها: إن البحر الذي دخلته بقدميك هاتين راكضة خلف أمواجه العاتية لن يتركك ترحلين كما دخلته لابد أن تدفعي الثمن غاليا، وها أنت تدفعينه في الحياة قبل الممات ... لم تستطع حبس دموعها التي تساقطة كالحجر على خديها عندما أدركت أن خطيئتها لا تغتفر، فاختارت الارتماء في أحضان الموت بملء إرادتها عوض أن يأتيها وهي طريحة الفراش متأكلة الأطراف ويسحبها من رجلها اليسرى أمام من فاقتهم حسنا وجمالا ذات يوم.
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام
رد: التفاتة غاوية
[frame="13 98"][align=justify]..وها قد عدتُ ومعي سلال من الملاحظات ، أرجو أن يتسع لها صدرك ـ فمشرط الدكتور الصواف مازال معي ـ وهذه بعض وخزاته (ابتسامة): 1 ـ من حيث الرسم : كان يمكن جعل الجملة الحالية (وهي تمضي نحو الهاوية) جملة اعتراضية أفضل ووضع نقطتي الحوار بعدها ، هكذا: قالت له ـ وهي تمضي نحو الهاوية ـ : أنظر مليا.....
لأن الفاصلة لم تؤدّي الغرض ! 2 ـ بعد قولك ( أسقطتها عليك وعلى أمثالك ) كان من المفروض وضع علامة وقف أخرى غير الفاصلة ، لأن جملة (كنتُ كالزهرة البريّة....) جملة تحمل دلالات وصفية أخرى وكأنها جملة جديدة ابتدائية أو استئنافية! 3 ـ الجملة الموصولة (الذي يهابه الجميع) والتي هي جملة نعتية ، كان من الأفضل جعلها حالية حتى نستسيغ السياق لتوسّط شبه الجملة (في المزابل) ، فيكون التعبير هكذا:(وأصبحتُ كالفطر المسموم في المزابل والذي كان يهابه الجميع). 4 ـ هل كانت هذه الغانية مزهوة لكونها فريسة رخيصة ، لذلك وضعتِ هذا التشبيه (كالكلاب الضالة)؟ أظنّ لو حذفنا التشبيه أفضل فنقول: (بعد أن كان الرجال يحومون حولي ، أصبحتُ وحيدة في محطتي الأخيرة..) لأنّ في وهمي حالتها الأخيرة أحسن ، بينما الفكرة توحي بأنها كانت أفضل حال عندما كانت تشعر بأنوثتها الفاتنة!!؟ 5 ـ في هذا السياق كان الأفضل تقديم شبه الجملة (على خدّيها) في قولك: (لم تستطع حبس دموعها ......) فيكون كالآتي: ( ...التي تساقطت على خدّيها كالحجر ، عندما أدركت...) و (تساقطة) بتاء مفتوحة ! أظنّها هفوة ناتجة عن التسرّع وعدم المراجعة لا غير! 6 ـ جملة (ويسحبها من رجلها....) أرى الأفضل لو ألحقتها بفاء أي هكذا : ( وهي طريحة الفراش متآكلة الأطراف فيسحبها من رجلها....) 7 ـ في هذا التعبير خطآن وإن كانا بسيطين : (متأكلة) ــــ متآكلة ــــ و (فاقتهم) ـــ فاقتهنّ ـــ **********************
وصفوة القول : قصة تناولت ما كان يُعرف بالطابوهات أو المسكوت عنه في مجتمعنا المحافظ ، فالقصة هادفة وتضمّنت تعابير غاية في القوة ، وعلى سبيل المثال لا الحصر: ــــــ (لم يعد أحد يأبه لأمري،حتى جسدي لم يعد قادرا على حملي... أحسه أحيانا ينتقم مني..) ـــــ (إن البحرالذي دخلته بقدميك هاتين راكضة خلف أمواجه العاتية لن يتركك ترحلين كمادخلته لابد أن تدفعي الثمن غاليا..) ــــ (فاختارت الارتماء في أحضان الموت بملء إرادتها عوض أن يأتيها وهي طريحة الفراش متآكلة..).. **************************
فاستمرّي أديبتنا المبدعة الأستاذة خديجة ، فأنت قلم يعد بالكثير الكثير..شكرا لك..مع فائق احترامي وإعجابي بما تعرضين من تحف..[/align][/frame]
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب
رد: التفاتة غاوية
تحياتي أستاذة خديجة،
وأضمُّ إعجابي إلى إعجاب أخي الصالح بهذا النص الجميل الذي يُبشِّر بميلاد قاصة رائعة إن شاء الله..
ويبدو أن أخي الصالح لم يُبقِ لي دوراً في النقد، فقد قال كل ما كنتُ سأقوله، وأنا مسرورٌ لأنني أرى من يُمسك الدفة أفضل مني..
صدقاً مسرور..
وأما بالنسبة لانشغالي ببهلول، فنعم.. ولو لم تتركوه يُغادر مُغضَباً لكان شغل الموقع كله../ابتسامة كبيرة..
تحياتي لمبدعة النصّ ولناقدها القدير معاً..
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام
رد: التفاتة غاوية
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد توفيق الصواف
تحياتي أستاذة خديجة،
وأضمُّ إعجابي إلى إعجاب أخي الصالح بهذا النص الجميل الذي يُبشِّر بميلاد قاصة رائعة إن شاء الله..
ويبدو أن أخي الصالح لم يُبقِ لي دوراً في النقد، فقد قال كل ما كنتُ سأقوله، وأنا مسرورٌ لأنني أرى من يُمسك الدفة أفضل مني..
صدقاً مسرور..
وأما بالنسبة لانشغالي ببهلول، فنعم.. ولو لم تتركوه يُغادر مُغضَباً لكان شغل الموقع كله../ابتسامة كبيرة..
تحياتي لمبدعة النصّ ولناقدها القدير معاً..
[frame="10 98"][align=justify] المشرط (ذاتيّ التشغيل) ــ ابتسامة ـــ ما عليّ إلا الضغط على الزرّ..شكرا لك أخي الأكبر الدكتور الصواف على الدعم اللامشروط لحامل مشرطك ..وأنتظر معك مرور البقية ، وردّة فعل صاحبة النص مبدعتنا القديرة (خديجة)..[/align][/frame]
أستاذي محمد الصالح الجزائري آنا جد سعيدة بملاحظاتكم القيمة التي أسديتموها لي، سأضعها نصب عيني عند كل كتابة إن شاء الله... أشكركم جزيل الشكر على نصائحكم القيمة وتشجيعكم لي تحياتي
أستاذي محمد الصواف سعيدة بسماع رأيكم في قصصي المتواضعة، وبانتقاداتكم القيمة، وبمشرطكم الحديدي، لطالما بحث عمن يسدي لي النصائح ويقيم أعمالي، وقد وجدت في هذا المنتدى ضالتي، لذا لا ترحموني في انتقاداتكم ولا تكترثوا لأمري فأنا مستعدة لتحمل وخز مشرطكم في سبيل التعلم .... لكم مني أسمى عبارات الاحترام والتقدير على مجهوداتكم القيمة وتشجيعكم للمواهب ..
موظفة إدارية-قطاع التعليم العالي-حاصلة على الإجازة في الأدب العربي
رد: التفاتة غاوية
بالإضافة إلى أن قلمك يعد بالكثير كما جاء على لسان أستاذي الغالي وكما تنبأت له سابقا
فإنه قلم شجاع يخوض في المسكوت عنه برسم مبدع وسرد ممتع
شكرا لك خديجة على هذا النص وعلى تواضعك في تقبل نصائح الأساتذة الأفاضل
تحياتي