ارتمت في أحضانه ذات مساء، خوفا من الكلاب الضالة التي ظلت تلاحقها في وضح النهار وأمام عيون المارة، محاولة نهش لحمها الثمين، لكنها عندما نظرت إليه وجدت أن أنيابه قد برزت ولعابه قد سال فور اكتمال القمر، فتراجعت خطوة إلى الخلف وأعلنت الانسحاب في صمت، فانقض عليها وغرس أنيابه في جيدها الطويل حتى تطايرت الدماء في أرجاء الغرفة، ولفظت أنفاسها الأخيرة بين يديه كغزال برية مغدورة.
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام
رد: غدر الذئاب:
[align=justify]مصاص الدماء هذا ذكّرني بالكثير..رمزية جميلة في ومضة سردية قوية! سأعود إن شاء الله لتفحّص النسيج وربما معي صاحب المشرط نفسه!! (ابتسامة) ..شكرا لك مبدعتنا الواعدة القاصة الأستاذة خديجة..[/align]
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب
رد: غدر الذئاب:
الأخت خديجة..
مُتشجِّعاً بضوء أخضر مَنَحْتِه لي في ردودكِ على تعليقات لي سابقة على بعض قصصكِ، سأقول:
قصصكِ السابقة أقوى وأجمل.. أمَّا هذه القصة، فأَحْسَبُ، والله أعلم، أنَّك كَتَبْتِها بعد انتهائك من مشاهدة فيلم عن مصاصي الدماء، فجاءت قصتك على غير ما يُلائمُ طبيعتكِ اللطيفة، إنسانةً وقاصَّة..
هذا رأيي الشخصي، وقد يكون لغيري رأي مختلف، وهذا طبيعي، لكنني لا أعرف أن أُخفي ما أشعر به، ولا أُريد..
وبهذا الصدد، دعيني أَقُلْ لك: إنني لستُ ضد أن يتأثر الفنان بأيِّ عمل فني، من أي نوع، وأن يستلهمه في إبداع نصٍّ شعري أو نثري، ولكن شرط أن لا يكون الاستلهام آنياً مباشِراً ووليد الانفعال اللحظي بالمؤثر مكتوباً كان أم مرئياً أم مسموعاً..، بل على الفنان أن يترك المؤثر يتفاعل مع مشاعره وأحاسيسه، ليُعطيَ تفاعلُه خلقاً آخر، يحمل بصمة إبداعية جديدة مختلفة عن بصمة المؤثِّر..
أكتب هكذا، بشيء من القسوة، لأنني أحببتُ ما تُبدعين، منذ أول قصة قرأتُها لك، وأرفض أن أراك إلا متقدمة نحو الأفضل، خصوصاً وأنني مقتنع بأن لديك كل الإمكانيات لتحقيق الأفضل..
لك محبتي وتقديري..
الأستاذ محمد الصواف، أتفق معكم في كون القصة تبدو مقتبسة عن فيلم رعب، لكن هذا غير صحيح بل مستمدة من الواقع المرير لفتاة كانت تخاف الغرباء وتأمن للأقارب، فحدث ذات يوم أن غابت زوجة أحد جيرانها عن المنزل دون علم أحد... وأرسلت الأم عند تلك الجارة لتطلب بعض الخضر الخاصة بالكسكس، فاستغل الجار الذي كانت تدعوه ب " با العربي" ( الباء مشددة) الموقف، وأوهمها بأن زوجته موجودة لتدخل إلى البيت مطئنة الفؤاد، مرتاحة البال، ويفعل بها فعلته الشنيعة دون شوشرة، وقد نجح في ذلك. عادت الفتاة بالخضر ولزمت الصمت خوفا من الفضيحة ومن ردت فعل الأهل، مما أدى إلى تدمير حياتها مع خطيبها... أما بخصوص اكتمال القمر فقد وظفته هنا من أجل الإشارة إلى التحول الذي يطرأ على الرجل ( ليس كل الرجال مثل بعض) فور حصوله على فرصة ما تتيح له القيام بأفعاله الشيطانية الغادرة.
أردت التوضيح لا غير أستاذي وسأعمل بنصيحتكم بطبيعة الحال ... تحياتي لكم جميعا. (ابتسامة) سعيدة بانتقادكم مودتي
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب
رد: غدر الذئاب:
[align=justify]الأخت خديجة.. أسعد الله أوقاتك..
وشكراً على احتمالكِ لي ولنقدي وملاحظاتي..
لكن أتصدقينني لو قلتُ لك الآن، أنك لو أدخلتِ التفاصيل الواقعية التي ذكرتِها آنفاً في ردِّك على تعليقي لنجت قصتك من العجز عن إقناع القارئ بمضمونها، ولجاءت أكثر إمتاعاً..؟!
أرجوك فَكِّري قليلاً بما أقترحه الآن عليك.. أعيدي كتابة القصة نفسها بتلك التفاصيل الواقعية، وبأسلوبك الرائع، ثم أعيدي قراءتها وأخبريني بالنتيجة، حتى ولو لم ترغبي بإعادة نشر هذه القصة بحلتها الجديدة..
شكراً لك مرة أخرى، مبدعةً أنتظر منها الكثير وأرجو لها الكثير.. [/align]