للمؤرخ المدلس
أيها المؤرخ الكاذب تنسج التاريخ كما تفتعل خيوطه الواهية يد عقلك الخرب وعينيك المحدوتين القاصرتين على رؤياك ..
فأين التاريخ في عيون الأخرين ممن عاصروه ،
وشهدوا عليه بما لم تشهد غير الزور !؟ ..التاريخ للناس بمثابة الدين ..والتأريخ المحرف لا دين له يضل به الناس وتضل به .. إنما المؤرخ الكاذب لا يقل ضلالا عن النبي الكاذب أو مدعي النبوة
..طال الزمان أو قصر يكشف عن رسالته قناع التدليس ..وعند الغليان يعرف الحليب المغشوش ..حين يتكثف بخار الحكايا والتآويل ..وبقدر الغش تمطر الحقيقة في عقول ذوي العقول .. وحين تعرض لهم الرسالة ينهار منطقها ليعرف مسيلمة كم هو كذاب أشر .. إنك حين تؤرخ وتنظم الأحداث على غرارها إلا من وجهتك المقدسة .. تقوم بالحكم على ذوي العقول سواك بالإعدام .. تبني جدارا طلاؤه الكذب يعيق ويشتت ويشوه .. لن تقبل الأجيال إلا ذلك اللوح الشفاف الذي لا غبار يطمسه ليروا من خلاله العهد والزمان السالف ..ليعلموا من أين انتهى الأسلاف لتكون بدايتهم عند ما انتهى إليه أسلافهم فإن صح وصدق استقامت حياتهم وإلا ،
فلتحمل على ظهرك جبابلا
من آثام الأجيال والأمم .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|