(المِرآةُ) قصيدةٌ على بحر الرِّجز - شعر : عصام كمال
.................................................. ......
مَاذَا دَهَاكُمْ ،،، !
صَامِتُونَ ، تَنظُرُونَ ،،،
وَ الرِّثَاءُ بَيْنَكُمْ عَهدٌ ، وَ وَعدٌ ،،،
نَحْنُ أَشبَاحٌ ، وَ أَطيَافٌ سَقِيمَةٌ ،،،
وَ وَهْمٌ قَد سَبَى فِيْنَا الرُّؤى
هَاجَتْ مَرَاثِينَا وَ قَتْلَانَا أُلُوفٌ بِينَنَا
وَ لَا نَرَى رَغْمَ النُّوَاحِ ،،،
غَيرَ مِرآةٍ بِهَا مَجدُ الجُدُودِ ،،،
ارْتضَينَا الأَمسَ سَلْوَى ، ثُمَّ نَجوَى ،،،
وَ احْتَفَيْنَا المَوتَ عُرْسًا فِي البِلَادِ ،،،
إنَّها مرآةُ يَومٍ ،،،
كُلُّ يَومٍ بِانْكِسَارٍ عَارِمٍ
تَنْعَى لَنَا مَأسَاةَ أمَّةٍ ،،،
تَعِيشُ أُمنيَاتِ النَّصْرِ في مِرآةِ أَمْسِ ،،،
وَ الزَّمَانُ لَمْ يَعُدْ حَلِيفَهَا
صَارَتْ فُصُولُهَا خرِيفًا دَاميًا
يَا أُمَّةَ الحَاضِرِ فِي مِرآةِ أمسٍ لَمْ تَزَلْ
بَينَ الغِنَاءِ ، وَ الرَّجَاءِ وَ انْتِصَارَاتٍ مَضَتْ
أَعدَاؤُكِ اليَومَ اهْتَدُوا إِلَى الْعُلَا
وَ أَنتِ فِي ذَيلِ الدُّنَا
هَا هُمْ بَنُو صُهيُونَ بِالأَمَانِ يَنعَمونَ ،،،
ثُمَّ أَنتِ تَقتُلِينَ أَزهَارَ الشَّبَابِ ، وَ الصِّبَا
هَيَّا أَفيقِي مِنْ سُبَاتٍ طَالَ أَجيَالًا دَمَتْ
هيَّا اكْسَرِي مِرآةَ أَمسِ وَ انْظُرِي
مِرآةَ حَاضِرٍ بِلَا دَمْعِ الرَّجَاءِ ، وَ الأَسَى
مَنْ ذَا الَّذِي أَسرَى بِنَا
صَوبَ الوَعيدِ ، وَ اللَّهِيبِ ، وَ الرَّدَي
صَوبَ انْقسَامٍ هَزَّ أَجبَالَ الدُّنَا
مِرآةُ أمسِ بِانكسَارٍ قَد تَدَاعَتْ مِنْ بَلَا
اليَومَ فِي المِرآةِ لَا نَرَى سِوَى
أَرضٍ تَهَدَّمَتْ ، وَ نَفْسٍ حُطِّمَتْ
قَذَائِفُ الْأعدَاءِ بِاسمِ السِّلْمِ ،،،
أحْرَقَت زُهُورًا أَيْنَعَتْ
مِنْ فوقنا السَّمَا بِأَلوَانِ الدَّمَارِ ، والدُّخَانِ ،،،
قَد تزيَّنت ،،،
فَأَينَ الأَمسُ وَ الَمجدُ الَّذِي شَدَا ،،،
وَ يَومٌ بَعْدَ يَومٍ فِي عَزَاءٍ ، وَ انتِحَابٍ ،،،
وَ المَصِيرُ مِثْلُ سَقْفٍ قَد هَوَى
قَالُوا رَبيعًا ،،،
وَ الرَّبيعُ قَد أَتِي الأَعدَاء ،،،
بِالخَيرَاتِ ، وَ الآمَالِ،،،
وَ الوَيلِ لَنَا
أنَّى لِأطيَارٍ تُغنِّي لِلرَّبِيعِ ،،،
وَ الزُّهُورُ ، وَ الغُصُونُ ، وَ الرَّوَابِي كَالهَشِيمِ ،،،
نَحنُ سِرنَا خَلفَ وَهْمٍ ،،،
وَ السَّرَابُ حَاقَ أَرجَاءَ المُنَى ؟
أَمِ الرُّعَاةُ أخْلَفُوا الوُعُودَ ؟َ ،،،
حتَّى اسْتَبدَلُوهَا بِالوَعيدِ ، وَ القيودِ ،،،
وَ الفَنَا ؟