رحيل المراكب البعيد
[align=justify]تقمّصني الحزنُ يا سيّد الحزنِ يا موحش الشعراء !
تمقصني الحزنُ ..
يا آخر الراجعين الى الدمع
يا مشتهى الرّوح حين يطول طريق الوداعِ
على الغرباء !
كأن الرياح الجريحة جاشت وظلَّ خريف الأسى
يترقرقُ بالعبرات على جدول اللّيل
واللّيل ناءْ
تقمصّني الحزنُ
صيحات روحي تصرخ باكيةً في القفار البعيدة
يا قفرُ رخِّم مواويل ريح الكآبة قبراً فقبراً
وغَنِّ بأوجاع اصواتك السّود مرثيةً للغناءْ !!
هي امرأةٌ للطفولة في شاطئ البحرِ
تجمع اصدافها للصغيراتْ ..
وااا أسفاه كيف أُصدّقُ رجع اناشيدها
والزوارق راحلةٌ والمناديل مرفوعةٌ
لوداع الشتاء ؟
أنا الراجعُ اليوم عن شاطئِ العمر
تُبحرُ روحي كشبّابةِ الحزنِ في الريّح ..
أذكر زهرات قلبي الصّغيرات يملأنَ بالدمعِ
كلّ الجرار
وينأئ بعيداً
بعيداً
على الدرب خيط الدماءِ !
تقمّصني الحزنُ
فالدمع
فالشجو
فاليأس
قمصانُ قلبي تضيقُ
فيا حاملينَ الغرابيل َ
هزّوا نحيبَ الريّاح المعشّشِ بين الشبابيكِ !
هزّوا زهور الرياحينِ
فوقً أيادي الصّبايا الصّغيرات
شدّوا خيوطَ الهديلِ الى وحشة في الحنايا
فما يجرحُ القلب غير بكاءِ النساءِ .
تقمّصني الحزنُ يا آخرَ الّليل
سهران ُ ..
ينعسُ بين المصابيحِ ضوءُ العيونِ
وشيئاً فشيئاً
يشفُّ السَّواد الحميم
ويغفو رضيعاً على ركبتيَّ
كجرّة ماء
كتابُ البكاء .[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|