حَقَائِبُ السَّفرِ قصيدة على بحر الرِّجز شعر : عصام كمال
.................................................. ..........
يَا أَيُّهَا النَّائِي عَنِ الْأَوطَانِ ..... فِي مَرْكِبِ التَّرْحَالِ ، وَ الْأَشْجَانِ
إِلَى مَتَى يَا غُرْبَةَ الرُّوْحِ النَّوَى ..... وَ الشَّوقُ فِي حَقَائِبِ النِّسْيَانِ
قُلْ لِي إِلَى مَتَى الرَّحِيْلُ ، وَ الْمُنَى ...... فِي دَوْحَةٍ ضَلَّتْ عَنِ الْبُسْتَانِ
أَنْتَ الْغَرِيبُ ، وَ التَّمَنِي صَاحِبٌ ...... وَ الْغَيْبُ ، وَ الْأَوْهَامُ كَالطُّوفَانِ
تَمْشِي بِآمَالٍ عَلَى الدُّنيَا عَسَى ..... أَنْ تَهْتَدِيْ يَومًا إلَى العُنْوَانِ
هُنَاكَ شُطْآنٌ ، وَ أَحْلَامٌ لَهَا ...... عَلَى الدُّرُوبِ بَصْمَةُ الْأَقْرَانِ
وَ كُلَّمَا لَاحَ اللِّقَاءُ ، وَ اهْتَدَى ..... بَدَا سَرَابًا صُحْبَةَ الظَّمْآنِ
سَلِ السَّفَائنَ الَّتِي اشْتَاقَتْ إِلَى ..... رُؤيَا عُيُونِ الْأَهْلِ ، وَ الْخِلَّانِ
كَمْ غَائِبٍ ، وَ رَاحِلٍ ، وَ شَارِدٍ ..... كَمْ مِنْ رَفِيْقٍ حَائِرِ الْوِجْدَانِ
الْبَيْنُ قَد أَزْرَى بِهِ وَ الرِّيْحُ تَضْــ ..... رِبُ الْمَدَى فِي غَيْبَةِ الرُّبَانِ
الْيَومُ مِثْلُ الْأَمْسِ ذِكْرَى ، وَ غَدًا ...... فِي مَرْجَلِ الآهَاتِ ، وَ السُّلْوَانِ
تَنْتَابُكَ الظُّنُونُ عَنْ لُقْيَا يَقِيــْ .... نٍ فِي غِيَابِ النُّورِ ، وَ الْبُرْهَانِ
غَابَتْ عَنِ الْفِكْرِ السَّديْدِ حِكْمَةٌ ..... وَ الْقَلْبُ فِيْهِ لَوعَةُ الْهِجْرَانْ
إِنَّ الرَّحِيلَ لَو نَأَى عَنْ خَاطِرٍ ..... لَعَادَتِ الْأَسْفَارُ لِلْأوطَانِ