أوبرا الوطن الخالد
أوبرا الوطن الخالد
امتهنا صنع الحياة وسط صقيع الغرية، كنا ننبش وسط الثلوج كهوف إيواءٍ لنا، استوطننا توحشٌ من نوع غير مالوف، نمت فوق أكفنا واحات سلامٍ، كُنا دُعاة أمنٍ، وكانوا أكثر استسلاماً.تمازج هدير محركاتهم بنحيب نسائهم، تحالف المعتدون، وسلبت منا الحقوق..ليلة إيوائهم عنترة، كانت حناجرنا تبتهل همساً اللهم أنقذ هذا البلد الذي كان آمناً! اِغتابنا بِضعُ ذئابٍ، ومازلنا في حضرة الملكوت نبتهلُ، وبانتظار أن يُستجاب لنا دعاء! توقف هلال عند هذا الهم من الأفكار التي كانت تُداهِمُ رأسه طيلة الطريق..كان في طريقه إلى الهاوية، بشحنة إنسانية، كأنها العالم الآخر، وكأنه ميتٌ لامحالة، استجمع كل مايملك من قوة لمغالبة نعاسه، لكنه لم يتمكن من ذلك، فتوقف بالقرب من مركبةٍ زراعيةٍ، وكأنها منسية بين ركامٍ من قشٍ، خالهً فراشا للوهلةِ الأولى، ما إن استلقى فوقهُ، حتى دخل في سباتٍ عميقٍ.مرت الساعات سريعة لتبدأ خيوط الفجربالتسلل خِلسةٍ إلى أكوام القش.كان كُل شيء ساكِناً، حتى بدأت الشمسُ تُرسِل أشعتها الذهبية بتأنٍ، فوق تلك الرُقعة الممتدة ألماً على الناحية الشرقية من المتوسط، ظلل الغمام أكوام القش التي توسدها همام، وانتصف نهار غزة مودعاً هامته التي خدمت أبناءها سنواتٍ في الأونروا التي استغنت عنه دون سبب..
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|