من الحياة إلى الحيلة
أرجو تصحيح العنوان فهو من الحياة إلى الحياة.. وشكرا
فريدة
فريدة هي تلك المرأة التي عددت كما يعدد الرجال ، وهي على قناعة تامة أنها لم تخالف الشرع في أية ناحية من مناحيه ، وربما هي لا تعلم ماذا تعني كلمة الشرع !؟
وقفت متصلبة الأعين مفتوحة الفيه ، كالتي أسقط فوق رأسها دلوا من الماء البارد ، في ليلة باردة ، لا أعلم من أي الأبواب أدخل عليها ، ومن أي نافذة أطل مشيرة إلى الذنب العظيم ، الذي أسقطت بهوته نفسها !! وهل أبدأ من الدين ، والحرام والحلال ، الذي ناهزت فريدة سبع وثلاثون عام ، ولم تعرف منه سوى ما ليس منه ، كحرمانية الشبشب المقلوب على وجهه ، والكنس الذي لا يجوز ليلا ، ولعبة فتح وغلق المقص المزعوم أنها من المهلكات ، وإثارة الفتن ، وإشعال المنازعات بين الأسرة !! ومن المسؤل عن ذلك الجهل الأعمى ؟؟ أهي المدرسة التي تعلمت فيها فريدة وشبيهاتها ؟ أم وسائل الإعلام التي همشت الدين ، حتى أن بعض القنوات التليفزيونية ، عزفت عن إذاعة مواقيت الصلاة والآذان ، واقتصرت على بث كل ما هو تافه ، ومشين !! لا ينهض بمجتمع ، ولا يشد بأزره للخروج من بوتقة الجهل المنصهر فيها ،
حارت رؤياي ، هل أبدء من العلم الذي أثبتت أبحاثه المخاطر والكوارث الصحية ، والإجتماعية التي يتسبب فيها الزنا عياذا بالله !؟ حيث لا دور علم يدرس فيها ذلك ، ولا مراكزا تتبنى نشر الوعي بالخطورة الصحية والإجتماعية ، والدينية لتلك الممارسات ، خلا القليل من برامج التلفيزيون ، والتي لا يهتم بمشاهدتها الكثيرين ، أو تعرض خلال أفلام ساقطة فنيا ، بحجة أنها بابا يفتح لوعي المجتمع ، وهي في حقيقة الأمر بابا يفتح للتقليد الأعمى ، ونافذة منحطة تطل على خسيس الرذائل ، وذميم الخصال ، ولتعلم الناس مزيدا من الفساد ، حيث أنها لا تخاطب جمهورا متنورا ! بل على العكس تماما ، وكيف تعالج الأدواء ، بأوبئة أشد منها مرضا وخطرا !؟
لا أعلم كيف أرد عليها ؟ وكيف ارشدها ، وهي التي مردت على الجهل والتخلف ، منذ نعومة أظافر تخلفها ، وإلى أن تطاولت براثن جهلها ، تنشب في عنق الحياة إفسادا .
في المسجد .. وتحديدا في حلقة من حلقات الرقائق ، كان هناك بعضا من الوقت يسمح فيه للنساء بالأسئلة الفقهية وغيرها ، وقد لاحظت خارج باب المسجد إمرأة تشير إلى صديقتها لكي تقوم من المجلس وتخرج للتحدث إليها ، فأشارت الأخرى إليها ، أن تدخل هي لتحضر الحلقة ، فلم تستجب !! وظلت بالخارج تطل برأسها من حين إلى أخر وتشير لصديقتها !
فأخذني الفضول ،
وسألت صديقتها : لما لم تدخل صديقتك ، وتحضر معنا الحلقة ؟
فأجابتني : هداها الله ، ولو حضرت خمسمائة حلقة لا أظنها تتأثر ..
قلت : والعياذ بالله لماذا !؟
قالت : هل سمعتي يوما عن إمرأة تزوجت اثنين !؟
قلت : وما معنى اثنين ؟ وقد توهمت للوهلة الأولى ، أنها إما أن تكون قد طلقت ، وإما أن يكون قد مات زوجها ، فتزوجت بالأخر ، وذلك أمرا عاديا لا بأس به ! إلا أنها أعادت الكلمة للتوكيد : إنها متزوجة من رجلين في وقت واحد !!
قلت بفزع : وكيف ذلك !؟
قالت : سوف أدعوها للدخول إلى المسجد ، مخبرة إياه أنك تريدين التحدث إليها ..
فقلت : نعم سأنتظر ..
فأتت المرأة ، وتعارفنا فيما بيننا ، وتجاذبنا أطراف الحديث إلى أن سألتها : عن حقيقة ما سمعت من صديقتها !!
فصعقتني للمرة الثانية بإجابتها إياي : نعم وما فيها !؟ وهل ذلك أفضل أم ( أصاحبه في طريق الحرام ) وضعت يدي مخبئة وجهي ، ومن ثم فوق رأسي ، من هول الصاعقة التي ألمت بي ، وقلت : والآن أنت في طريق الحلال !؟
قالت نعم تزوجنا على سنة الله ورسوله !! وهناك شهودا على العقد ،
قلت : شهودا !! على ماذا !!؟ وأردفت ، أنت في مصيبة الآن ، ويجب عليك ان تتركي أحدهما ، وإلا مكانك في الجحيم ، قالت بثقة أكبر، وكانت الكارثة الأعظم ، أن زوجها الأول يعلم بفعلتها ، ولا يمانع في ذلك أبدا بل أنه حضر العقد الباطل مباركا إياه ، وذلك لأن الزوج الثاني يقوم بالإنفاق على أسرتها والتكفل بها ، بما فيها الزوج الأول !! فعلمت انني في أمر جلل لا يرده من راد إلا الله .
القاهرة ٦ - ٢٠٠٩
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|