المساءات
المـسـاءات
أحبُّ الـمـسـاءات أكثر من الصباحات..
فالصّباحات رائعة البدايات؛ كقُبْلةِ العشقِ الأولى. فاتنة الجمال؛ كغانيةٍ تتلمّس وجنيتك بسبابتها وتختفي .
تسلب القلوب؛ ثم ما تلبث أن ترحل فجأة؛ كهجرِ حبيب. تسحر الأذهان؛ ثم تأخذك بذات سكْرةٍ وتذهب دونما وداع.
تُثْلجُ روحك بالبَرَدِ ثم ترْجُمُه بلظى يخنقه الرماد.
أمّــا المـساءات تُنْذرُ بانبلاج صباحٍ جديد، وتكشفُ عن ثغرِ فجر وليد. مدلهمّة، لكنّها تهْدي نجومَ الأمل،
ترْعى أمنياتنا في السماوات. تقسو؛ ثمّ تُعانِقُنا بحضنٍ وديع، تُسْكِنُ الروحَ بتشوّقٍ للأفق القريب،
تتعهّد بالنور بعد اسوداد الدّجى. لا تغدِرُ، ولا تنْكِثُ العهْدَ، ولا تحتال، صادقة النهايات،
بريئة كبراءة طفلٍ يظنّ أنّ أحداً ليس يراه عندما يغمضُ عينيه، حنونة كأمّنا البتول ...
فيَا لِدُرِّ المساءات!
فاطمة البشر
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|