[طلعت سقيرق]

[align=justify]
حتى لا نطيل في توصيف ما لا يحتاج إلى كثير فحص وتمحيص ، نقول ببساطة شديدة ، قد لا تناسب نقادنا الأشاوس !!.. وهم نقاد مناسبات أو ما يشبه المناسبات ، من مثل تقديم النقد عما تكتبه حسناء ما ، كل ما تتميز به أنها تملك ضوءا من الجمال أو نصف ضوء !!.. أقول بما يشبه اليقين ، إن نقدنا مقعد مشلول يحتاج إلى نقد حتى يصحو من غفوته التي طالت واستطالت وصارت مضرب المثل في النوم والتثاؤب والبحث عن الحسناوات .. !!..
ناقد واحد ليعذرني لأنه بعيد عن هذه الجوقة المنتفخة بهواء وفراغ ، هو أستاذنا يوسف اليوسف لأننا لا يمكن أن نخلط القمح بالشعير .. فالرجل ناقد حقيقي وأصيل.. مدحنا فيما نكتب من أدب أو قوّم ضعفنا لا فرق .. فهو معبأ بثقافة كبيرة وقدرة استثنائية على النقد .. وللعلم فقط،فقد سرقه ونسخه وردد مقولاته أقرب أصدقائه ومن يدعون الوفاء !!.. ولا حاجة هنا لأن ننكأ الجراح ، فالتاريخ ، رغم حمقه أحيانا سيضع كل شيء في مكانه الصحيح ، وسيعيد المسروق والمسلوخ إلى صاحبه .. ولو ذكرنا الأسماء ، لانقلبنا على الظهور من الضحك .. المهم أحببت أن أشير حتى لا يكون التعميم ماسا بمن أقدر وأحب واحترم وأجل .. فيوسف اليوسف يبقى هو يوسف اليوسف الناقد الحق.. أما البقية الباقية ، وللأسف لا أستثني ، فهم يسلقون النقد ويسلخون جلده بجهل وسوء نية .. ومشكلتهم أقصد مشكلة النقاد – والتسمية وهمية وليست حقيقية – أن أكثرهم ضائع بين الإبداع والنقد ، وهؤلاء أتوا من ساحة النقد ليجربوا في الإبداع ، فضيعوا هذا وذاك .. فالشاعر الفاشل وهو ناقد فاشل بطبيعته ، ينتقم من الشعراء بسلخ جلدهم وجلد الشعر .. وحين تقرأ شعره تعرف سبب نتف شعر رأسه في نقده !!.. والقاص الفاشل ، وهو أيضا ناقد فاشل من قبل ، يلعن الساعة التي كتب فيها سواه قصة جميلة !!..لذلك تراه يمسخ كل من كتب ومن يفكر في كتابة القصة .. وقس ذلك على كل صنوف الأدب ولا تقف عند حد .. فكلهم من بئر واحد يشربون !!..
قلت من قبل ولا أزال ليس من السوء في شيء أن يأتي الناقد من عالم الإبداع ، لأنه في أحسن الأحوال لن يسيء كما يكون العكس عندما يتحول الناقد إلى مبدع .. فالمبدع يبقى ناقدا انطباعيا في أكثر الأحوال ، وهو يتحدث من خلال مشاعره وأحاسيسه ، لا من خلال أحقاده وعقد النقص عنده!!.. وهو مهما مضى في طريق النقد يعرف
انه مبدع أولا .. وسيبقى في حيز الإبداع ..والإبداع يستوعب كل ما في داخله دون حاجة لزيادة أو نقصان ..
سيقول قائل تعميمك هذا على النقاد سيجلب عداوتهم وربما كرههم !!.. وأرى ببساطة
أن العداوة والكره من فاقد الشيء لا يعني شيئا .. فهم في أحسن الأحوال سيثيرون زوبعة في فنجان ، ويذهب كل إلى حاله مفضلا الفوز بغنيمة الإياب .. إذ نعرف جميعا أن مقترفي جريمة النقد هؤلاء أكثر هشاشة من الهجوم النقدي
أو رفع رؤوس النقد شبرا أعلى مما يجب .. وليتهم وقفوا عند النقد وحده ، لحموا أنفسهم من جريرة الهجوم على إبداعهم الآيل للسقوط .. فهم لا يدافعون عن أنفسهم ونقدهم ، لأن الرعشة تركبهم من مجرد التفكير بأن أحدا سيستلم ما يسمونه
إبداعا عندهم .. لذلك فهم غير مخيفين ولا يحزنون .. !!.. لأن الحائط المائل لا يحتاج لأكثر من نفخة حتى يقع !!..
نريد ثقافة .. فمن أين نأتي بها ؟؟.. من الشارع ؟؟.. نريد نقدا فهل نخترع نقادا أو ما يشبه النقاد .. ؟؟.. نريد إبداعا راقيا فهل نستورد شعراء وكتابا غير مصابين بالورم الفارغ ؟؟.. لنبدأ من البداية ونبحث عن النقد فهو ما نحتاجه ، لأنه يبني كل ذلك .. والحل في إقناع النقاد بأن يتركوا الإبداع ويتفرغوا للنقد .. فإذا كان اتحاد كتاب العرب كما يقول أستاذنا يوسف اليوسف يضم مائتين وخمسين شاعرا ، فتلك كارثة !!.. إذ لا نسمع عن شاعر من هؤلاء يستطيع أن يقف نصف ساعة ليقنع الجمهور بأنه شاعر!!.. فماذا يفعل النقد إذا كنا نحتاج لنصف ناقد ولا نجد !!.. والمشكلة أن يقرر الشعراء مصير ما سيطبع من شعر ، والنقاد مصير ما سيطبع من نقد .. وكل واحد يلف رجلا على رجله الأخرى ، أو رجل غيره لا فرق !! وينظّر ساعات عن الشعر والنقد والمسرح والسياسة ، وفي طريقه ، عن حل مشاكل المجاعات في العالم كله !!..

[/align]

[خولة السعيد]

هل يمكن ان يدرج هذا المقال ضمن النقد الساخر؟
مصيب بحق السيد الأديب طلعت سقيرق بكل كلمة خطها، ومضحك في الآن نفسه، فهو يناقش قضية النقد المزيف الذي يطال النصوص الإبداعية باسم ناقد ماهو بناقد..
فعلا علينا أن ننظر لأنفسنا في المرآة و مؤلفاتنا العربية نصب أعيننا..
كنت رائعا يا طلعت بهذه المواجهة وهذه الحقيقة