شكرا للاستاذة الفاضلة الدكتورة رجاء على هذا الطرح البليغ والبديع في آن معا وكأنه أتى على صيغة/ منطق البلغاء أي النطق باللسان الذي يميز هذا الأخير عن غيره من الكائنات ولذلك قالوا: أن الإنسان حيوان ناطق كما جاء في مقدمة قاموس المحيط للفيروز أبادي بمعنى ناطقا بلسان فصيح أو بلغو بليغ من فيه كما جاء في الحديث فمن لغى فلاجمعة له ,,
ومن القول البليغ عن الليل ماقاله امرؤ القيس في معلقته :
وليل كموج البحر أرخى سدوله علي بأنواع الهموم ليبتلي
وكذلك ماجاء في المثل العربي :
عند الصباح يحمد القوم السرى وتنجلي عنهم غيابات الكرى
قال الميداني في مَجْمَع الأمثال :
قال المفضّل : إن أول من قال ذلك خالد بن الوليد لما بَعث إليه أبو بكر رضي الله عنهما وهو باليمامة : أنْ سِر إلى العراق . فأراد سلوك المفازة ، فقال له رافع الطائي : قد سَلَكْتُها في الجاهلية ، وهي خَمْسٌ للإبل الواردة ، ولا أظنك تَقْدِر عليها إلا أن تَحْمِل من الماء ، فاشترى مائة شَارِف فَعَطّشها ، ثم سَقاها الماء حتى رَويت ، ثم كتبها وكَعَمَ أفواهها ، ثم سَلَك المفازة حتى إذا مَضى يومان وخاف العطش على الناس والخيل وخَشِي أن يَذهب ما في بُطون الإبل نَحَرَ الإبل واستخرج ما في بطونها من الماء ، فَسَقَى الناس والخيل ، ومَضَى ، فلما كان في الليلة الرابعة قال رافع : انظروا هل تَرون سِدرا عظاما ؟ فإن رأيتموها وإلا فهو الهلاك ! فنظر الناس فرأوا السِّدْر فأخبروه فَكَبّر وكَبّر الناس ، ثم هجموا على الماء ، فقال خالد :
لله در رافع أنَّى اهْتَدَى = فوز من قراقر إلى نَوى
خَمْسًا إذا سَار به الجيش بَكى = ما سَارَها قَبْلك إنْسِيّ يُرى
عند الصباح يَحْمَد القوم السُّرى = وتَنجلي عنهم عيابات الكَرى
وذكرها ابن كثير في التاريخ في قصة وقعة اليرموك
والمعنَى : أن الذي يسْرِي ليلاً يَحمَد مَسِيرَه إذا أصِبَح .
فالذي يمشي بالليل يَفرَح بمسِيرِه إذا طَلَع النهار
بِخلاف الذي ينام ليله ، فإنه يَندم إذا طَلَع النهار
فالسُّرَى هو سَيْر الليل خاصة .
ولك كامل الود والتقدير والإحترام