[نجاة دينار]

[frame="4 90"]
[align=justify]

لِـــقاء مع الأستـــاذة / ناديـــة باجسيــــر
مديرة معاهد البيان لإعــداد معلمات القرآن الكريم
المملكة العربية السعودية

مُديرَة مَعَهد البًيان لَشهدِ الفتيات:
نَسعى لتِخريج أَلف مُعلمة حَافظة لِكتَاب الله
أجرت الحوار: غادة نافع

§كيًف تمَخَّضت فِكرة انطلاقة المعهد؟
وعياً مِنَّا أن المعلمة هِيَ ركن أساسي في توعيةِ أبناء ِ الأٌمَّة والجِيلِ القادِم وما يٌحيطُ بِهِ من تَحدِّيات وأخطار وهي الأَمل المعَّول عليِهِ بِناء هذا الجيل العودَة بِهِ إلى دينِ الله ومنابعه الأصلية التي على رأسِها القرآن الكريم.. من هُنا جاءت العناية بمعلمةِ القرآن التي يتطلب منها أن تَكون متسَّلحة بالعلم الشرعي.. حافظة لكتابِ الله ، مُلمًّة بأصول تلاوته الحقة ومعلمه لها ومؤهلة عِلمياً وشرعياً ومهنياً لما يناط بِها من مهام.. ومن هنا جاءت الإنطلاقة والتفكير في إنشاء هذا المعهد.

§ إِلى ماذا يهدف هذا المعهد وماأبرز اسهاماته ِ في خدمة الدعوة؟
الإسترِاتيِجية العَامة للمَعهد تتمثل في عدة نقاط منها:
العَمل علَى تخَريج ألف مُعلمة قرآن مُؤهلة شَرعياً وترَبوياً ومِهنياً وتَطوير أنظمة العَمل باِلمعَهد والتطوير المهني النوعي في الجهاز الفني والإداري،
بالإضافة إلى سعي المعهد إلى توفير مناخ ملائم تربوياً ومحفز على الإنتاج والإبداع،
وكذلك تحسين الإمكانات المادية والفنية،
ومن الأهداف أيضاً السعي إلى تحقيق التفاعل الإيجابي مع المجتمع وعند هذة النقطة نقف كثيراً ..
فالمجتمع مؤلف من لبنة أساسية ودعامة رئيسية يقوم عليها وهي الأسرة، وماهي في الأصل إلا أفراد يتفاعلون إيجابياً في جميع نشاطات الحياة لإثراء ورفع منسوب الإنتاج والتنمية لكافة قطاعاته العلمية والإجتماعية والتربوية .. والتعاون موجود مع مؤسسات التعليم الرسمية التي تخدم هذا الهدف، وتحقق غاية سامية في تعليم القرآن لأهل القرآن وخدمة الدور النسائية وإعداد الكفاءات من المعلمات لهن وهو الهدف الأساسي.
أما يِالنسبة لإسهَامَات المعَهد في خِدمة الدعوة فهو بدون شك يسهم في هذا الجانب وبشكل كبير من خلال تخريج المعلمة المًعدَّة والنَاضِجَة وَعياً وفكراً وثَقافة ِبما يلزمها ويناط بها نحو مجتمعها وأمتها من تخريج جيل اسلامي واعي متمسك بكتابه وبالركائز الرئيسية التي يقوم عليها هذا الدين العظيم ، وهذة هي أسَمى متطلبات الدعوة.

§ هل يختَّص المَعهد بِخدمة الفتيات من منسوبات المدارس النسائية لتحفيظ القرآن أم أن المجال متاح لكل راغبة ومتعطشة للنهل من معين العلم الشرعي والإجتهاد في ميادينه؟
بَالطبع فنحنٌ نوجِّه اهتِمامِنا لكلِ رَاغبة لِدراسَة العِلم الشَرعي فتًجدين من منسُوباتنا طَالبة الجَامعة وخريجة الكلية وطالبات قد أنهين دراستهن الثانوية والجامعية وليس لهن أيَِ اتِّصال مبُاشر سَابق مع دُور التَحفيظ النسائية, فَقط لو توفَّرت الرغبة والإرادة لحفظ كتاب الله والحصول على إجازة فيه.

§ مالضوابط والمعايير التي يتم على ضوئها اختيار الطالبات الملتحقات بهذا المعهد؟
هناكَ شُروط أسَاسية لقُبول الطَالبة في بَرنامج الدُبلوم حَيث ينبغي أن تكون الطالبة سُعودية الجنسية.. حَاصلة عَلى شَهادة الثَانوية العَامَّة كَحد أدنى والأفضَلية للجَامعيات وأن تكَون كَذلك حَافظَة لخمًسة أَجزاء من كتِاب الله،
أمَّا بالنسبة لبرنامج القًبول فَهو يمَر بعِدة مَراحل فبعد أن تعبىِّء الطَالبة استمارة القبول تخضع لإمتحان تحديد المستوى التحريري في التجويد والتفسير وعلوم القرآن والتربية والقدرات الشخصية وبعد أن تجتازه بنجاح تنتقل لخوض مرحلة اختبار القرآن الكريم والمقابلة الشخصية التي تعتمد على اختبار تحديد المستوى وبعد أن تجتاز الطالبة هذة الإختبارات بنجاح تستكمل إجراءات قبولها من تعبئة الإستمارات والكَشف الطبِّي وغيرها.

§بماذا يتميز هذا المعهد عن سَواه من دُور التَحفيظ النسائية؟
الدراسة أكاديمية، المعهد شرعي تربوي، نُظم الدِرَاسَة فِي المَعهد مُرتبَطة بنِظام الدراسة الحكومية في مؤسسات التعليم العام في المملكة العربية السعودية ارتباطاً وثيقاً من حيث بدء الدراسة وانتهائها ودور التحفيظ تختلف في هذا الشأن.. حيث أن الدراسة لدينا لمدة سنتين متتاليتين مجزأة لأربعة فصول دراسية.. فترة الدوام صباحية فقط ولمدة خمسة أيام في الأسبوع.. تمنح الطالبة بعد اجتيازها لهذة المراحل شهادة الدبلوم فالمعهد يجمع بين الإقراء والتأهيل التربوي وهذا مهم جداً في سياسة العملية التربوية حيث تتم الطالبة حفظ كتاب الله كاملاً خلال ثلاثة فصول دراسية بواقع عشرة أجزاء في الفصل الدراسي الواحد وفي الفصل الرابع تجاز برواية حفص عن عاصم حسب الضوابط المقررة لمنح الإجازة حيث ينبغي أن تحصل الطالبة على تقدير ممتاز طيلة فترة دراستها في الفصل الأول والثاني والثالث في مقررات التجويد والقرآن وأن تكون منضبطة حضوراً وغياباً، تتميز بالسمت الحسن والخلق الرفيع والإنضباط الشرعي ثم يتم إخضاعها من قبل لجنة مختصة داخل المعهد وبعدها تخرج للتطبيق حسب قدراتها التربوية في مدارس تحفيظ القرآن الكريم التابعة لوزارة التربية والتعليم حسب حيثيات اتفاقية التعاون بيننا وبينهم.

§ هذة التجربة الوليدة في ميادين العمل التربوي لابد لها من عوامل نجاح وتأثير على الجمهور للوصول إلى مرحلة القبول.. هل يمكن أن تحديثنا عن ذلك؟
العامل الرئيس في تقديري يكمن في رؤية الأثر الملموس والثمرة المشاهدة .. فحين ترى الفتيات مستوى الخريجات وهن على درجة رفيعة من العلم والثقافة والتأهيل التربوي فهذا سيحفزهن دون شك على الإقبال على المعهد وسيدعوهن كذلك إلى دعوة الأخريات إلى الإنضمام إلى هذا السلك الخيري، وتفعيل المشاركة فيه كذلك لانغفل دور الإعلام الهادف متمثلاً في طرح الإعلانات بغرض التعريف بالمعهد وإبراز نشاطاته واستقصاء إسهاماتِِه في خدمة الدعوة.

§ وهل هناك إشكاليات وصعوبات واجهتكم في مراحل الإعداد والتدشين لهذا المشروع؟
لايوجد مشروع إلا ويواجه عقبات في مراحل التأسيس والتطبيق، ونحن ولله الحمد لم نواجه صعوبات كبيرة بالدرجة التي قد تتبادر إلى الأذهان، لابد لنا مع كل مرحلة نتجاوزها أن نقف وقفة مع ذواتنا لنراجع حساباتنا ونتلمس خطواتنا خلال السنوات الأربع المنصرمة وبكثير من الصبر والإستشارة يتحقق الهدف إن شاء الله، قد نواجه بعض الإشكاليات اليسيرة من حيث ندرة الحصول على معلمات متمكنات على درجة عالية من المؤهلات الرفيعة ولكن مع تخريج الدفعة الأولى من طالبات المعهد حاولنا أن نختار من بينهن من هي أهل للقيام بهذة المهمة تبعاً للضوابط المقررة بهذا الجانب مثل أن تكون الطالبة حافظة لكتاب الله وحاصلة على مجموع مرتفع يؤهلها للقيام برسالتها على أكمل وجه.

§ نضع بين يديك مساحة مشرعة لبوح شفيف وكلمة تأتي في خاتمة لقائك مع القارئات فماذا تقولين لهن؟
أقول: إن حكومتنا الرشيدة دعمت بكل سخاء ولله الحمد المناشط الثقافية الدعوية وسخرت كافة جهودها لإنجاح هذا الدعم، وأنتِ يافتاة المستقبل لديكِ فرصة متاحة أينما توجهت يميناً ويساراً فثمة من يحتضنك ِ بالتوجيه السليم الذي يرضي الله، فلاتبخلي على نفسك ِ قطف الثمرة المتدلية لكِ، اقطفيها واشغلي وقتكِ وشبابكِ في حفظِ كتاب ِ الله، وهذة هي أسمى المطالب وأرفع الغايات في زمن تكاثرت فيه الفتن والمغريات، لنعد إلى منبعنا الصافي ودستورنا المشرق، أبواب المعهد مفتوحة لكِ، وقلوبنا مشرعة لإحتضانكِ.. وعين الله ترعاكِ.. فسيري على بركةِ الله وفضله.

مجلة شهد الفتيات، عدد رمضان 1427هــ
موقع بيت الجود
[/align][/frame]