الاستاذة الأديبة فابيولا حفظك الله
أشكرك على هذا الموضوع الذي يستحق الطرح
إن العلاقه بين الحماة و الكنه هي من العقد المزمنه على مدى التاريخ
الانساني و لولا ذلك لما اكتسبت الكثير من الاقوال الشائعه و النكات
و لما وردت في الامثال و لكن ذلك لا يعني استحاله التعايش الودي
بين المرأتين و كل المطلوب منهما هو السعي لتحديد مناطق
النفوذ و الصلاحيات و مناقشه كل تلك الامور العالقه بروح يسودها
التفاهم اما العبء الاكبر في تحقيق ذلك فيقع على عاتق الزوجه ...
فأذا اعتبرت الزوجه أن حماتها أماً ثانيه لها و تقربت منها بكل حب و موده
و جعلت الحوار وسيله للتقرب منها فستكون العلاقه بينهما حب و تفاهم ..
و كذلك يجب على الحماة ان تعبتر زوجه ابنها كأبنتها و تعاملها بيسر و رفق
فهذا التعايش السلمي سيحقق التفاهم و الموده بينهما ...
الحقيقة لو كانت كل كنة تتمتع بهذا الوعي وتفكر بهذا المنطق لكانت اختصرت الكثير من المشاكل التي تنغص حياتها قبل كل شيء .. ولكن المشكلة أن الكنة من قبل أن تدخل بيت الزوجية يكون عقلها محملا" بأفكار مسبقة عن الحماة ما عدا النصائح التي تنهمر عليها :حددي علاقتك بها منذ البدء ... لاتسمحي لها بالتدخل وإلا ستسيطر عليك ... عامليها بشكل رسمي .. لاتعوديها على الخروج معك أو استقبال ضيوفك ..وإلى اّخره .. فتبدأ الحواجز بينهما من قبل أن تكتشف الكنة الجوانب الإيجابية من وجود الحماة إلى جانبها فبالمعاملة الحسنة والكلمة الطيبة ممكن أن تكون أما" ثانية حتى وإن كانت طباعها صعبة .. لكل إنسان مفتاح يدار به بالنتيجة الكنة هي الرابحة في هذه العلاقة إذا عرفت كيف تديرها..
و عندما نتكلم عن الحماة و الكنة فنحن نتكلم عن النساء
و النساء غالبا معروفون بسطحية تفكيرهم عندما يتعلق الأمر بالغيرة و حب التملك و الحسد و بالتالي ما نشهده امر طبيعي بين الكنة و حماتها و ليس حالة استثنائية أو خاصة.
لو تحدثنا بشكل عام .. دائما" الإنسان اللطيف والطيب والمتسامح يشعر الشخص الذي أمامه بأريحية التعامل معه.. بعكس الإنسان الجاف القاسي أو ذي اللسان اللاذع أو الذي يضع الحواجز بينه وبين الاَخرين.. حيث يتلافى كثيرون معاملته إما اجتنابا" لطباعه أو لفشلهم في إيجاد صيغة للتواصل معه .. أي أن الحماة عندما تكون كنتها من هذا الصنف لانستطيع الجزم أنها تحترمها .. بل قد تشعر تجاهها بالخوف وربما تتجنب التدخل بأمورها حفاظا" على ماء وجهها من مبدأ : داروا سفهاءكم .... فتجاملها في وجهها بينما تكرهها في الباطن ..
بالنهاية كنا صغاراً وكبرنا وتزوجنا واصبح لكلٍ منا حماة وغداً سنزداد كبراً ونزوج أولادنا ونصبح حموات وكيفما تُدين تدان
دمت وأدام الله قلمك