إلا أنت
إلا أنت
[align=justify]كانت وحيدة المغفور لهما والديها.. قاطعتها عائلتها.. جفاها كل المقربين.. لما وثق المرحومان معظم إرثهما باسمها.. فكان شريك حياتها الشمس التي تضيء نهارها.. والقمر الذي يؤنس وحدتها.
غير بعيد زارتني والغضب يتفجر لآلئ من عينيها.. تهدئتها تطلبت مني صبرا كبيرا.. أخبرتني أنها قررت ذات اشتياق مفاجئته بالاحتفال بذكرى زواجهما معا بعد غياب فرضه القدر.. طوت مسافة طويلة تحمل إليه الفرحة وقلبا فاض حبا به.
لم تكتف الصدمة بهدم فرحتها حين قابلها بنظرات مستهزئة.. غاضبة.. لائمة موقفها منه آناء مغادرته بعيدا عنها.. إرضاء لترف حياته.. لكنها كانت فوق الاحتمال حين خرج عليها من غرفته أثناء هذا الموقف الحرج.. صبي يتهجى الخطو والكلام.. وناداه متلعثما "بابا".. دكت الغضب في أعماقها.. ودون مساءلته قفلت راجعة تشكو ألمها إلي.
بعد مدة حمل ريح حالها إلى قلبه أشواقا جرفته إليها.. رغب في إعادة المياه إلى مجاريها.. بكت حد الإغماء عليها من المصاب في الرابط القوي الذي كان يجمع بينهما.. ثم لامته على كي قلبها تباعا.. طلب الصفح منها.. وعدها بأيام ضاحكة.. أصرت على الرفض قائلة:
- أتقبل أن توجعني كل الخلائق.. أن تجافيني الدنيا وما فيها.. إلا أنت.
وبعد أخذ ورد وجهد غير يسير في إقناعها بتغيير رأيها.. اشترطت أن يبصر بعينيها أثر سياطه على قلبها.. وأن ينتظر إلى أن تشفى من جرحه الذي اكتفت منه.. لم يعترض شرطها بل أكد التوبة عن صنيعه.
ولينعم بزينة الحياة الدنيا.. أتى إليها في موعد غير متوقع.. قدم لها أكبر مفاجئة.. حين وضع في حجرها فلذة كبده اليتيم الأم.. لم يكن لديها خيار.. حضنته وهي امرأة قاحل رحمها.[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|