عزيزى/ الكاتب الفاضل أرسل لك تلك الرسالة المُترجمة لحياة جمراء لا أدرى لماذا أرسلها لك وأنا لن أقرأها، لكن ربما كنت أريد أن أترك ُوريقة تبقى منى لعل أحد يقرأها ..ويجد حلا للواقفين صفا بعدى إنتظارا لدورهم المفروض عليهم للدخول فى ذلك النفق المظلم ربما ينجون من رعب الإنزلاق البطىء الخانق المرعب إلى داخله..وبذلك أكون قد فعلت شيئا فى وطن لا يجد أبناؤه فرصة لفعل شىء؛ لأن من يملكون أقدارنا فى ذلك الوطن لا يتركون لنا شيئا حتى إرادتنا وقدرتنا على الإختيار مُغتصبة منا بعنف وتجبر
قد تسير الحياة بنا بخطوات تبدو بطيئة لكن أحيانا ماتكون مُبهجة ولذيذة خاصة فى سنوات الطفولة التى قضيتها فى أحضان أسرة متوسطة الحال، لكنها أسرة دافئة المشاعر يعشش رب تلك الأسرة على أفراخه بما أوتى من حول وقوة.ولكن تكون الكارثة الكبرى عندما يسقط رب الأسرة فى منتصف الطريق ويترك أفراخه التى لم يكتمل ريشها بعد عُرضة لرياح ماكينة حياة أُنتزع من قلبها الشرس قطرات الرحمة لن أحدثك عن معاناة أم تناطح العمر والأيام لتجعل لأنوفنا ثغرة نتنفس منها نسمات تحيينا فى حجرة الحياة المتزاحمة.تخرجت..وجدت عملا ، أيام كانت هناك فرص عمل للمواطن سارت الأيام!!؟؟ ولا يهم كيف سارت بمرها قبل حلوها النادر ثم تزوجت مثل كل البشر الطبيعيين ولا يهم وقتها كيف ومن تزوجت، لكن المهم أننى الآن عندى أربعة من الأولاد والبنات وبدأت الحياة تبطىء من خطواتها متثاقلة تلقينى فى وجه أعتى لحظات الضيق والألم وقلة الحيلة،أمام أفواه تريد أن تحيا وتعيش لا يهم كيف ولكن..الوالد لابد أن يوفر لهذه الإفواه على الأقل خبز وفول وعدس وأرز وقليل من الزيت!!هذه هى مشكلتى..لم أستطع توفير تلك المطالب من أين أحضر لهم تلك الأشياء كل شهر بمرتب لا يتجاوز ستمائة جنيه، أى عشرين جنيه يوميا..إنتبه سيدى مازال هناك متطلبات عديدة لم أذكرها مثل:فاتورة الكهرباء والنظافة المُجحفة وأنبوبة الغاز والعلاج(لأننا نمرض مثل كل البشر) أو الأسمال التى نريد أن أستر بها الأجساد طرقت كل أبواب البحث عن العمل وكانت الإجابة شبه واحدة:-
(الشباب العاطل اللى بشتغل بصحة أحسن منك ميت مرة مش لاقيين له شغل يبقى أنت هنلاقى لك شغل..روح ياعم ربنا يسهل لك)
وجاء يوم لم يكن فى البيت سوى بقايا لقيمات جافة وقطعة من الجبن وسمعت الأولاد وهم يتصارعون على تلك الغنيمة..وصرخوا ينادون من ألم الجوع بعد فناء تلك اللقيمات.. وبعد أن تأهبت المعدة لتلقى العون(بابا إحنا لسةجعانيين) وتناهى إلى سمعى من بعيدصوت أمهم تحاول مواستهم ومد حبل الأمل بأننى سوف أحضر لهم طعاما
وشعرت لحظتها كأن حجرتى البالية تضيق على جسدى حتى كادت تحطم ضلوعى وأمتلأت الحجيرة بأناس آخرين ماهذا ؟...أكتاف الآخرين تقتحم عظام كتفى وأنفاسهم تكاد تخترق رئتيى بصوت فحيح ورائحة عطنة ونظرت إلى أقدامى أريد أن أتحرك ولكن من أين سأجد مساحة الحركة،رفعت رأسى لأعلى ربما وجدت نافذة يتبعث منها قليل من الهواء شبه المنعش ، ولكن الجدران صماء والضوء شحيح يجعلك فقط ترى عذاب تواجدك مع أشباح الأكتاف التى تزاحمك فى الحجرة تنظر إليك بعيون باردة كالثلج ،صماء كالحجر منزوعة الروح.. صرخت ماذا تريدون منى لماذا تزاحمون أنفاسى؟ كيف تسلبون هوائى الذى أتنفسه؟ ولم أسمع مجيبا..وزاد التدافع وتطاحن الأكتاف ..وأصبح الهواء يدخل صدرى كأنه كرابيج إفعوانية تلهب الصدر والقلب، تصبب العرق من جسدى ..لم يجد مكانا يتساقط فيه فظل العرق المحمل بكل همومى متشبسا بجسدىوزاد إندفاع العرق. .ثم تهاويت من فرط ثقله.صرخت بأعلى صوتى..ولا مُغيث.. تهاويت ووأنا لا أسمع سوى صوت (طقطقة) عظام جسدى وهى تتحطم..وقرقعة بقاييا وهى تُطحن ثم وجدتنى محمولا إلى نفق مظلم...خرجت من نفق مظلم إلى نفق مظلم وتبدو على بعد من النفق وشوشات ضوء قادم
قرأتها واستوعبت ..... هذا هو الواقع في وطننا العربي ,,,, فماذا تغير منذ ذاك التاريخ ؟ وثورة من هي,,,,؟ فأين هي الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية؟
شكرا لك أيها الأديب رسالة قصة معبرة عن واقع مرير
لك الود والإحترام وحفظك الله
قرأتها واستوعبت ..... هذا هو الواقع في وطننا العربي ,,,, فماذا تغير منذ ذاك التاريخ ؟ وثورة من هي,,,,؟ فأين هي الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية؟
شكرا لك أيها الأديب رسالة قصة معبرة عن واقع مرير
لك الود والإحترام وحفظك الله