[مجيد حسيسي]

مجيد حسيسي
نون الـعرين

سقطتْ أكاليلُ الإباءْ..
فتنفـّـستْ لونا ً..
وبعضا من تلاوين الطـّـلاءْ..
وبقيـّـة ً من سيفِ عنترْ..
وتقمـّـصتْ ..
ثوبا ً منَ التاريخ ِ من أمجادنا..
وحضارةً بادتْ..
وصارتْ معجما ً..
قاموسَ ناموس ٍ ..
ودفترْ ..
وبكتْ بعينـَـي سارق ٍ..
نورَ النـّـهارْ
وبكتْ دموعاً..
ذابت ِ الأملاحُ فيها..
واستوتْ..
كالكحلِ في عينِ الطبيعة ِ..
جُـلـّـنارْ ..
صلبتْ شموساً كاذبهْ
جرحتْ قلوباً..ناحبه..
وشـَـوَتْ ضلوعاً ..في خـِـمارْ !!

سقطت أكاليلُ الوفاءْ
فتلوّنتْ..
وتجرّدتْ ..عن فارس ٍ..حملَ الحصانَ على الجبينْ..
وتنازلت..
عن شاعر ٍ ..فقدَ الحنينْ
ولأرض ِ أحلام السـّـموأل ِ ينتمي
" إنّ الكرامَ..قليلُهم.."
فكثيـــرُهم..
فقدوا الكرامةَ واستباحوا..
حرمةَ الثوبِ الحزينْ..
وتدافعوا..
وتحاربوا..
وترافعوا..وتجاوبوا..
فتواصلتْ كلّ ُ النجوم ِ على الأثيرْ
وتكلـّـلتْ رايات ُ عنترَ بالعفيرْ
وتعطـلتْ
لغةُ الطيور ِ ..فعاتبتْ..
ضادا ً تكسـّـرَ سنـّـُـها..
حينَ استـُـبيحـَتْ..يومـَـها..زمنَ الأميرْ
خلعـَـتْ كرامتُـهم جلودَها
وتراجعوا..
وتضاجعوا..
قد ولـّـدوا فيهـِـم..جنينْ..
صرخـَتْ زوايا رحمـِهِ ..فتمزّقتْ ..نونُ العرينْ !!!