كلّما أغمضت عينيّ اقتحمني العوسج
غطّى ظلّي ومضى يبحث عن ضحيته
الليلة
يحتويني الحلم مصبوغاً بدماء العذارى
ويأتي حارس الوهم دون دعوة
يرفع قبضته في الهواء لحظاتٍ قبل أن ينفطر
القلب
أكلّما اقتربت منك خطوة
ابتعدت عنّي فرسخين
وقفزت على عجلٍ بين مدينتين
واندلقت ماءً في شراييني
وتركتني جثّة هامدة مرّة بل
مرّتين.
أخشى البقاء على القمّة بين الجوارح
تسرق النسور الحليب من أفواه الغمام
وتمضي نحو الغروب ومياه البحر
يا حبيبتي ما تزال مالحة
ما تزال مالحة.
سأعبث بجدائلك المنثورة فوق الكتفين
تمتدّ حتّى الركبتين
وسأغنّي لعينك الكحلى كي تنامي
قبل أن يفتح النهار أذرعه المعدنيّة
ثمّ أمضي نحو المغيب مجدّداً
يَحْتَويني الكلام .. يُسْكِتُ صَمْتي
ثَرْثَرَةٌ فوق نيل محفوظ
كان أسير حلمه في الزقاقيق
حين طُعِنَ في أصل العنق غدراً
وماد الكلام شرقيّاً غبيّاً في
جموحه
نرفع الكؤوس مليئة بعصائر
الحياة
ثمّ ندلق الغرام عند خلاخيل جارية
ونغنّي مواويل مذبوحة
ونستجدي الذكرى لحظيّة كما الأسماك
تقتات على صغارها، ويكاد الحوت لا
يشبع.
يَحْتَويني الكَلامُ يُسْكِتُ صَمْتي
والحريق يشتعل في بؤبؤ العين
ثمّ يرتقي الى سِدْرَةِ المنتهى
تكاد المدينةُ تضْمُرُ وتضيقُ
لا تتّسِعُ الباراتُ لفوضى الليل
إنّهم يرقصون، يتخاصرون
يُعْلِنون ولادة الفجرِ والقيثارة
لا تفتأ تجأرُ دون كلَلْ.
دَعيني أبكي على صَدْرُكِ الليلة
لمن تحتفِظين بهذا الكرمِ سيّدتي؟
حُصْرُمً يرتقي أصل النهد
يَلْعَنُ جمود شراييني، يناديني
يَسْفُكُ الخجلَ، يَطْعَنُ خاصرة الغدر
ويعلِنُ دون مواربة
هذه الحالة المتقدّمة من الغرام.