أعلى النموذج
لنفهم من المنتصر و الخاسر في أي لعبة يجب أولاً أن نفهم قواعد اللعبة
لو طبقنا هذا الكلام على ما يحدث في فلسطين وطبقنا نظرية د/عبد الوهاب المسيري الذي أنفق هو وفريق من الباحثين 25 سنة من عمرهم في كتابة موسوعة عن الصهيونية ليُعرفنا كيف نضربها في مقتل ، نجده انتهى من بحثه بعبارة واحدة لو فهمناها وحتى لو كسلنا عن أن نقرأ موسوعة الصهيونية فإننا نستطيع هزيمة الصهيونية في أقل من 20 سنة .
(كما تنبأ بذلك الشيخ ياسين الذي قرر أن دولة إسرائيل لن تشرق عليها شمس عام 2027 وعندما راجعه أحد الصحفيين في هذا قبل استشهاده رد عليه بأنه أكثر تشاؤما من بعض مفكري وقيادات وعلماء الصهاينة الذين يشككون في تجاوز الدولة العبرية عام 2017).
نعود إلى خلاصة المسيري
هذه الخلاصة هي "الصهيوني أتى من أنحاء العالم إلى فلسطين ليعيش حياه أفضل من التي يمكنه أن يعيشها في أوربا وأمريكا وأن الصهيوني الذي يقتنع بالفعل أن المقاومة مستمرة وقادرة على إزعاجه مجرد إزعاجه بتهشيم زجاج سيارته أو إسماعه دوي انفجار كل مدة من الزمن أو إرغامه على المبيت في الملاجئ بعض الأيام من كل سنة .. فإن اقتنع الصهيوني أن هذا الوضع سيستمر لا أمل في إنهائه فإنه لا يتردد مطلقا في الهجرة من فلسطين وتركها للأبد وعلى من يريد رصد نجاح المقاومة أو فشلها أن يتجنب النظر لأعداد القتلى عندنا وعندهملأن من الطبيعي في كل تاريخ الحروب والمقاومة في العالم فإن الطرف المستعمر كانت خسائره المادية أقل كثيرا من الشعوب المقاومة و لكن لو أردنا قياس مدى نجاح المقاومة فعلينا البحث عن أرقام أخرى أكثر دلالة فإن حسابات الموت لايهتم بها إلا من يشتري الدنيا بكل شيء وليس للآخرة عنده مثقال ذرة ، فله ما له ولنا ما لنا.
ما هي هذه الأرقام؟
1.أرقام الهجرة التي توقفت و التي لم تكن تنقطع قبل الانتفاضة و في فترات هدوئها.
2.أرقام الصهاينة الحريصين على التجنس بجنسيات أجنبية بجوار الجنسية الإسرائيلية رغم أن هذا كان من المحرمات في العقيدة و الفكر الصهيوني لكن الواقع أن ما يقارب ثلث الصهاينة حاليا يحملون جنسيات و جوازات سفر أجنبية.
3.أرقام من يقضون الأعياد بما فيها الأعياد اليهودية خارج حدود فلسطين بينما كان اليهود حتى وقت قريب من كل أنحاء العالم يقضون الأعياد المقدسة في فلسطين في مقابل ازدياد الرغبة الفلسطينية في صلاة العيد في ساحات المسجد الأقصى رغم التهديد الإسرائيلي بالقصف.
4.أرقام المتهربين من التجنيد.
5.متابعة إعلانات و تسهيلات البنوك الإسرائيلية لشراء عقارات في أمريكا و أوروبا (فرنسا تحديدا) و بالتقسيط مما يعني أن إعداد كل مستوطن صهيوني لمكان بديل حالة استمرار المقاومة و أن هذه أصبحت رغبة منتشرة ما بين الصهاينة.
6.أعداد من يحملون الجنسية الإسرائيلية اسما بينما يعيشون أغلب أوقات السنة خارج فلسطين.
7.الإعفاءات الضريبية و التسهيلات و الخدمات المجانية التي يتم رشوة المستوطنين بها للإقامة في المدن التي تطالها أعمال المقاومة (الصواريخ العبثية كما نقول عنها).
ومن ضمن معايير المسيري لقياس عمر الدولة الصهيونية بحثه في النكتة الإسرائيلية و قد كان له في هذا بحث طريف منه هذه النكتة و من النكات المتداولة في الشارع الإسرائيلي نكتة تقول:
طبيب يسأل المريض ما مهنتك؟
المريض : كاتب
الطبيب: في أي المجالات تكتب؟
المريض : مستقبل دولتنا
الطبيب : إذن أنت تكتب قصص قصيرة
انتهى.
ما لخصته بتصرف من كلام المسيري في خلاصات بحثه عن نقطة ضعف هذه الدولة وشيكة الزوال
هل كلام المسيري مجاملة لحماس أو لغيرها من الفصائل؟
هل هو كلام غير علمي و أن الرجل أضاع عمره في أوهام؟
هل قيادات الاستخبارات في أمريكا و إسرائيل لا يهمها هذا الكلام و تعتبره فلسفة و كل ما يهمها هو قتل أكبر عدد من الطرف الآخر دون حساب جدوى؟
ليست هذه هي الحقيقة
الحقيقة أن الأمريكان و الصهاينة يحسبون الأ
مور بحسابات أكثر فلسفة و تعقيدا مما نتخيل
الدليل:
أيام ازدهار المقاطعة تعرضت شركة كوكاكولا مصر لخسائر فادحة قدرت بثلثي راس المال و نشر هذا في إعلانات رسمية في الأهرام و غيرها و بحسابات الربح و الخسارة كان يجب انسحاب كوكاكولا من السوق المصرية لكن الواقع أنه تم دعم الشركة بعدة ملايين لتستمر في السوق المصري برغم الخسائر
أي أن هناك حسابات أخرى غير مشروع خاسر أو كسبان
ولقد قرأت مرة مقال مترجم عن انزعاج دوائر الاستخبارات في أمريكا و إسرائيل لأن المقاطعة حققت أقصى نجاح لها في سلع الأطفال مما جعلهم يخرجون بنتيجة أن الجيل القادم (من كانوا أطفال عام 2000) هو جيل أكثر شراسة و أكثر رغبة في المقاومة في حين أن الجيل الجديد في إسرائيل أسرع مللا من قصة تأسيس الدولة و كفاح الآباء و أكثر تهربا من الجندية و أكثر رغبة في الحياة الرغدة البعيدة عن المشكلات من الجيل الذي أسس الدولة
إذن هناك حسابات أخرى ,
غير حسابات الإعلام العربي الساذج الذي يكتفي بتغطية إخبارية سطحية تقول لنا مات عشرة هناك مقابل 400 عندنا و كأن النتيجة النهائية للمعارك ستتحدد بعدد القتلى من الطرفين
الواقع يقول
إن كل أسرة فلسطينية يموت لها طفل أو شيخ في فلسطين فإنها تزداد تمسكا بالأرض (الِأم الفلسطينية تقول عايزة أموت بجوار أولادي)
الأسرة الإسرائيلية التي يتعرض زجاج منزل جيرانها للكسر تفكر بجدية في الهجرة من الدولة المزعومة و لا يثنيها عن قرارها إلا وعود السياسيين الصهاينة عن خطط جديدة لنزع فتيل المقاومة أو طرح مبادرة عربية جديدة للسلام
و قد اثبت المسيري رحمه الله هذا بجداول و إحصاءات عن نسب الهجرة و الاستيطان و ارتباطها بمواسم المقاومة و مبادرات السلام آو الاستسلام
و نخلص مما سبق
طائرات الـ
f16أثبتت أن الفلسطينيين نائمين في بيوتهم رغم القصف المستمر و أنهم حتى لم يفكروا في ترك المنازل و المبيت في ملجأ أو نفق
و أن طائرات الـ
f16 تدعو الفلسطينيين إلى مزيد من الارتباط بالأرض و إنجاب المزيد من الأبناء ليعوضوا من مات بما هو آت
صواريخ المقاومة العبثية أو الصوتية من وجهة نظر إعلامنا السطحي كل صاروخ منها يبيت مدينة كاملة في الملاجئ و يغلق المدارس لأيام و يضطر الصهاينة لتخفيض الضرائب و زيادة الخدمات رشوة للمستوطن الإسرائيلي حتى لا يهاجر و يتخلى عن حلم الدولة المزعومة
و في النهاية أختم مقالتي الطويلة التي بدأت بالكره و انتهت بالحرب اختمها بالاسم الذي أطلقته الآلة الحربية الصهيونية على المعركة
"كسر الإرادات"
صواريخ المقاومة العبثية أصابتهم بانهيار عصبي
فهل كسرت إرادتكم يا أهل المقاومة
هل ستتخلى حماس و الفصائل الفلسطينية عن العبث بالصواريخ؟
و هل سيخرج الشارع العربي متظاهرا ضد المقاومة يقول لها أوقفي هذا العبث؟
أما أنا فأقول إستمري يا مقاومة في الــ............ . الـجــهـــاد.
ايميل الكتروني وصلني , أعجبني وأحببت أن تطلعوا عليه
أسفل النموذج
{0}