التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,866
عدد  مرات الظهور : 162,389,576

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > على مرافئ العروبة وفي ساحات الوطن > أحداث وقضايا الأمّة > القضايا الوطنية الملحّة
القضايا الوطنية الملحّة منتدى خاص بالقضية الفلسطينية العاجلة و كل قضايا الأمة الوطنية الملّحة لتسليط الضوء والتفاعل على وجه السرعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 10 / 06 / 2008, 17 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
تيسير محي الدين الكوجك
ضيف
 


ثقافة النكبة

ثـقـافة الـنكـبة..
بقلم :عبده وازن ـ الحياة
أعربت إسرائيل عن استيائها من استخدام منظمة الأمم المتحدة كلمة «النكبة» في معناها الفلسطيني ودعتها إلى حذف هذه الكلمة من قاموسها لأنها «غير مقبولة» إسرائيلياً.. ولو كان لها أن تطالبها باستبدال هذه الكلمة بأخرى عزيزة عليها هي «الانتصار» لما قصّرت، لكنها تعلم أن صفاقتها بلغت حدّها الأقصى على أمل أن تتمكن يوماً من تحقيق هذا «الاستبدال» اللغوي، بعدما بدلت أسماء الكثير من المدن والقرى في فلسطين من العربية إلى العبرية لاغية بذلك أسماءها العربية.
هل تخشى إسرائيل حقاً كلمة «النكبة» أم أنها تبغي إزالتها عالمياً لتكتسب ذكرى العام 1948 معنى واحداً هو الانتصار الإسرائيلي؟ هذا الانتصار يعني في ما يعني قيام الدولة العبرية على أنقاض الأرض الفلسطينية وفوق بحيرات الدم الفلسطيني. إنها تشاء هذه الذكرى إسرائيلية لا فلسطينية، تشاءها ذكرى للعودة لا ذكرى للتهجير والتشريد والمقتلات الجماعية.
إلا أن إسرائيل لن تتمكن من حذف هذه الكلمة من المعجم العالمي، التاريخي والسياسي، مهما حاولت ومهما دعمها حلفاؤها في ذلك. هذه الكلمة لم تبق مجرد مفردة من مفردات اللغة بل أصبحت مصطلحاً سياسياً وتاريخياً، إنسانياً ووجودياً. وباتت هذه الكلمة رائجة في لغات عالمية عدة بلفظها العربي مرفقاً بتفسير معناها. بل إن مجرد لفظها بالعربية في أي لغة أخرى أضحى يدل على معناها المأسوي.
أوقعت إسرائيل الفلسطينيين والعرب أجمعين في أسر «النكبة» وتريدهم الآن أن يتجاهلوا هذه الكلمة ليس حرفياً فقط وإنما في دلالتها أيضاً، وتريد من العالم الذي تواطأ معها لتحقيق حلمها التوراتي أن يتناسى هذه الكلمة لينساها من ثمّ تماماً. الجزّار لا يكتفي بما ارتكب من جرائم بل يفرض على الضحية تجاهل ما فعل بها. إنها لبادرة مستهجنة كل الاستهجان، بادرة تدل على الصفاقة الإسرائيلية والعجرفة الإسرائيلية والتجبر والعداء والبغض...
إنها إسرائيل نفسها التي ترفض أن يشكك أي مؤرخ بأرقام ضحايا المحرقة النازية التي ارتكبت في حق اليهود، والتي استطاعت أن تفرض على الدول الغربية قوانين تمنع مثل هذا التشكيك وتحول دون قراءة المحرقة قراءة أخرى تختلف عن قراءتها «الرسمية» لها. حتى مجرد التشكيك في هذه القراءة ممنوع ويعدّ بمثابة اعتداء على اليهود. ونعمت كلمة «المحرقة» بمرادفات كثيرة منها على سبيل المثل: الهولوكوست، الشوا، معتقلات أوشفيتز... وكلها تدل على الوحشية التي مارسها النازيون وحلفاؤهم على اليهود الأوروبيين. لا أحد يستطيع أن ينكر حجم المأساة التي حلت بهؤلاء اليهود، ومن حقهم فعلاً أن يتذكروا هذه المأساة المرعبة بألم وحسرة. لكنّ الحركة الصهيونية عرفت كيف توظف هذه المأساة لتأسر أوروبا في شباك عقدة الذنب التي لم تشعر بها إزاء جريمتها الكبرى ضد فلسطين، ولتبني من ثم دولة إسرائيل على الأرض الفلسطينية المغتصبة. ونجحت إسرائيل في استخدام قناع الضحية لتمارس دور الجزار النازي على الشعب الفلسطيني مشبعة إياه قتلاً وتشريداً وتهجيراً... حينذاك كان عدد المهجرين الفلسطينيين يتجاوز المليون ونصف المليون وقد أصبحوا الآن سبعة ملايين، ما عدا الفلسطينيين الذين استطاعوا أن يتشبثوا بأرضهم ويحاصروا ليدعوا من ثم «عرب 1948» أو عرب الداخل. ودحضت أرقام المهجرين الذين سيقوا إلى المنفى مقولة «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض» التي تذرعت بها الصهيونية لتغتصب المدن والقرى الفلسطينية.
كتب المفكرون العرب والمؤرخون والروائيون والشعراء صفحات لا تحصى عن «النكبة» وربما كتبوا أكثر مما يلزم. ونشأت بدءاً من نهاية الأربعينيات ثقافة تدعى «ثقافة النكبة»، ومنها خرجت أجيال ومدارس وتيارات عمت العالم العربي. ثم ترسخت هذه الثقافة في العام 1967 مكتسبة اسماً آخر هو «ثقافة النكسة» بعدما احتلت إسرائيل الضفة الغربية وسيناء والجولان. ولم تلبث أن توالت الهزائم على رغم النصر الذي حققه العرب عام 1973 في «حرب الغفران» ثم في الجنوب اللبناني صيف 2006 عندما أجبرت المقاومة الجنود الإسرائيليين على التراجع إلى حدودهم مكبدة إياهم خسائر جمة.
إلا أن «النكبة» تظل الذكرى الأشد إيلاماً، إنها ذكرى اقتلاع شعب بكامله، ذكرى اغتصاب أرض وذاكرة عامة ووجدان عام، ذكرى مأساة توازي المآسي الكبرى في التاريخ البشري.
لا تريد إسرائيل أن يستعيد العالم ذكرى «النكبة»، تريده أن يحتفل بذكرى «الانتصار»، انتصار الجزار الذي كان ضحية على ضحية أخرى. لا تريد إسرائيل من العالم العربي أن يقف على «الأطلال»، لا تريده أن يتذكر الإثم الفاحش الذي ارتكبته، تريده أن ينسى، أن يصبح بلا ذاكرة.
الناشر:
كتاب «النكبة» سيظل مفتوحاً ولن تتمكن إسرائيل وغيرها من طي صــفحاتها السوداء مهما تجبرت.. أما التاريخ فوحده يظل شــاهداً على «النكبة».

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
  رد مع اقتباس
قديم 13 / 06 / 2008, 30 : 08 PM   رقم المشاركة : [2]
غالية فاضل
كاتب نور أدبي ينشط
 




غالية فاضل is a jewel in the roughغالية فاضل is a jewel in the roughغالية فاضل is a jewel in the roughغالية فاضل is a jewel in the rough

رد: ثقافة النكبة

على قدر حرصهم على محو معالم ذاكرة فلسطينية مليئة بالمجازر والتهجير والاقتلاع الممنهج
يفترض أن يكون حرصنا كمسلمين وعرب على احياء هذه الذاكرة لدى الاجيال الصاعدة كبيرا
لأن اسرائيل تعول على صياغة جيل جديد حتى داخل فلسطين لم يعايش الظلم والهمجية الاسرائيلية
ابان رغبتها في السيطرة واغتصاب الارض...جيل يؤمن بحق الشعوب في التعاش السلمي
وحق اسرائيل في الوجود...وأن التطبيع ضرورة عقلانية وتاريخية...والتفاوض هو الخيار الاوحد والسبيل الاسلم
هذا التاريخ هو الذي يفضح ويكشف زيف حقيقة اسرائيل فيجب أن نحرص على بقائه حيا

[align=center][/align]
غالية فاضل غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما هي النكبة؟ وهل مازالت النكبة مستمرة؟ مازن شما حق العودة وحقوق الأسرى 2 15 / 05 / 2014 11 : 07 AM
معرض النكبة في نور الأدب صور لمن لايعرف حكاية النكبة و لمن يعرف أيضا. نصيرة تختوخ الرسم.والفن.التشكيلي.والكاريكاتير والخطوط 13 06 / 10 / 2011 28 : 10 PM
ثقافة حب ..... حياة شهد قصيدة النثر 25 29 / 04 / 2011 45 : 09 PM
ثقافة الاعتدال أم ثقافة الهزيمة أم خيانة المصطلحات؟؟ ـــ د.حسن الباش د.حسن الباش مقاومة التفتت والتصدي للتطبيع مع العدو + رابطة التصدي( الخزي والعار) 1 10 / 06 / 2010 35 : 10 PM
ذكرى النكبة / دموع النكبة شموع العودة طلعت سقيرق القضايا الوطنية الملحّة 1 14 / 05 / 2010 43 : 08 PM


الساعة الآن 44 : 01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|