فصُحت لكِ لكنتي العامية
واحترقت لكِ مشاعري الندية
زرتكِ في أحلامي الأبدية
وجلست وراء نوافذ بيوتك الشاطئية
أتأمل حركة أمواجك العاتية
وعطاء السماء لكِ من الأمطار الموسمية
في البيت أشعلت ضوء القنديل الخافت
ونار المدفئة الملتهب
غادرت البيت
وظلت أرجاؤه تصدح باللعنات
في حق من اغتصب العذراء في الخدر
شربت اكسير الحياة
وركبت كبسولة الزمان
وانطلقت أجول بين الأحياء
كانت ليلى جالسة وصويحباتها
تعلمهن لعبة الحصاة
وكان جميل يتباهى
وهو يدير خيط خذروفه المتين
في أقصى الدرب كانت خالتي
ترحي الرحى
وتفتل الخيوط بالمغزل
على المرفأ أنهيت جولتي
كان البحارة يلقون الشباك بتهليل
راجين من الرب فتح أبواب الرزق
قد خط الزمان خطوطا على وجوه شيبهم البهية
ورسم العرق مسارات على عضلات شبابهم المفتولة
ككل ظهيرة كان عمي في انتظاري
ليلف رفاقه حول صحن الثريد
في زرقة الأفق كانت تتمايل قوارب بتناغم
في مناظرة بين السماء والبحر
أيهما مرآة للأخر
في حين أرست أخرى على رمال
أقرت بأن مرآتها من ذهب
كافأتها أمواج البحر على هذا الإعتراف
وألقت على أطرافها أصدافا من كل قد ونوع
طال بي المقام وأنا أتفقد عناصر المكان
حتى أعلنت الشمس عن موعد رحيلها القريب
ليطل علينا من الغرب ليل أخدر
حط على كل أخضر ويابس
لكن ظلامه عجز عن بلوغ ضياء قمر
سيعلن عن شروق يوم جديد
يعيد لليلى وجميل أفراح الصيف
وللبحارة أهازيج البلدة
ويعيد لي عمي وخالتي وهويتي
التي شُردت بين الأقطار
يافا
لو أحاطوك بأسلاك حقدهم الشائكة
دمي وصدى صوتي وقلمي
لجمالك وحريتي