التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,857
عدد  مرات الظهور : 162,349,713

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > أوراق الشاعر طلعت سقيرق > القصص
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 21 / 06 / 2008, 11 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

أسرار صغيرة

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/11.gif');background-color:silver;border:4px outset green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
فتشوه.. قلبوا البيت وما تركوا شيئاً.. كان في وهمهم أنه وضعه في مكان ما لا تصل إليه الأيدي، فحاولوا أن يدخلوا في الثقوب الصغيرة والكبيرة.. لكن شيئاً لم يحدث.. ما وجدوا شيئاً ولم يقل لهم حرفاً واحداً يمكن أن يدلهم على الطريق.. كان صامتاً مثل قبر.. أو هكذا هيئ لهم.. عندما خرجوا من بيته دار في خلده أنهم ملوا البحث، لكنهم عادوا بعد قليل، وعادت دورة البحث والتنقيب من جديد.. حتى أنهم أخذوا يبحثون في جسده، ظناً منهم أنه خبأه في هذا المكان أو ذاك..
كان يحلم بالنوم وإن لساعات قليلة.. حتى النوم صار مصادراً مثل الوطن.. مرة، بينما كانوا يبحثون، أغمض عينيه خلسة، فانقضوا عليه مثل الكلاب الجائعة، فارتعش وبقي مفتوح العينين يحلم بالنوم.. الصورة أعجبته رغم إرهاقه وتعبه وألمه، فما تعود أن يحلم الناس بالنوم، إذ من المعروف أن الناس ينامون ثم يحلمون.. لكنه، ولطرافة الحدث أو لغرابته، كان يحلم بالنوم، كان يحلم أن يبتعد جنود الاحتلال قليلاً كي ينام.. أراد أن يصرخ بأعلى صوته: تعبت يا أولاد الـ… لكنه آثر الصمت.. قرر أن يبقى هكذا مثل إشارة استفهام أمامهم مهما فعلوا، ومهما تمادوا في التعذيب والبحث..
زوجته الشيماء أوصته مرات قبل موتها أن يحافظ عليه في مكان أمين، ومرات جعلته يحلف بالله وبكل المقدسات وبرأس أبيه أن يدافع عنه حتى الموت.. قالت: «لا تسلمه إلا لابننا يا أبا عبد الله.. أقسم..» وأقسم.. وها هو يحافظ على القسم.. ها هو يدافع عن سنوات عمره الطويلة.. يدافع عن ثمانين عاماً.. يعرف رغم كبره وانحناء ظهره أنه أقوى منهم، لأنه صاحب البيت والشارع وحتى الهواء الذي يتنفسون..!! قال: «أخذتم كل شيء يا أولاد الزانية.. ماذا تريدون بعد؟؟ حتى شجرة الليمون التي عشقتني وعشقتها لم تنج منكم يا أولاد الحرام.. ألا تعرفون غير السرقة والقتل والتخريب..» سقطت الضربة فوق رأسه، غاب عن الوعي، حقق حلمه في أن ينام، لكنهم أيقظوه من غيبوبته بعد أن دلقوا عليه من الماء ما دلقوا، وكأنه ماء أبيهم.. صاح أحدهم محاولاً لفظ الحروف العربية بشكل صحيح دون جدوى: «لن نتركك قبل أن نعرف أين هو.. إلى متى ستصمد يا خرفان!!.. هل تظن أننا سنتعب.. لا تخف الوقت أمامنا طويل!!» ضحك في سره.. «قال الوقت أمامهم طويل قال!!» قرر أن يحلم أنه نائم.. ليكن حلم يقظة.. لماذا لا يحقق المعادلة الغريبة العجيبة، أن يحلم حلم يقظة أنه نائم.. وذهب.. كانوا يتكلمون ويسألون ويلوحون ويصرخون.. ولم يكن معهم.. حقق معادلته واستطاع أن يهرب على طريقته.. استطاع أن يبعد وجوههم الكالحة وأن يفرد جناحي الحلم كما يريد..
قال في حلمه مخاطباً الزوجة التي رحلت: «ماذا يريدون أن يفعلوا به.. لماذا كل هذا الإصرار على الحصول عليه..»؟؟.. قالت الزوجة: «يا أبا عبد الله حتى إذا أخذوه فلن يكون لهم، سيرفضهم، لكن من واجبنا المحافظة عليه.. كل واحد منا يسلمه إلى الآخر، فكيف نتيح لهم الحصول عليه..» ضحك في حلمه وقال: «ماذا لو فتشوا قلب الواحد منا.. افرضي يا امرأة..» ضحكت في حلمه أيضاً وقالت: «حتى لو فعلوا فلن يجدوه.. يا أبا عبد الله المهم أن يروه.. هناك أشياء كثيرة لا تراها كل العيون.. هم أعجز من هذا!! دعهم يقلبون الدنيا فلن يجدوا غير فشلهم..»!! ضحك في حلمه قال: «عندما يعود عبد الله سيجده وإن وجدني ميتاً.. ما أسهل أن يجده.. أما هؤلاء المجانين، فلن تجدي بنادقهم شيئاً.. سيدورون في حلقة مفرغة.. لن يجدوه!!».. قالت خارج حلمه بعد أن ضربوه وسال الدم من عينه على وجهه: «جن جنونهم يا أبا عبد الله.. الآن عليك أن تصمد.. إياك ثم إياك أن تستسلم..» هز رأسه.. قال «صعب.. الرجال لا يستسلمون».. قالوا: «ماذا تقول أيها الخرفان؟؟» مسح الدم.. نظر إلى كل واحد منهم من خلال الغبش الأحمر.. كانوا غرباء في كل شيء.. الوجوه.. الملامح.. الحركات.. الكلمات.. الخطوات.. طريقة البحث.. صاح أحدهم بسخرية: «والآن هل ستقول أين هو؟؟» كان الدم يسيل من عينه اليمنى.. وكان الألم يتفجر من كل مكان في جسده.. قال: «لن أقول.. ولن تعرفوا»!! دفعة واحدة انهالوا عليه بأعقاب البنادق.. أرادوا أن يكسروا كل قطعة من جسمه.. صارت دوائر الدم تزداد اتساعاً.. قال ببرود: «الآن سأقول لكم..!!» توقفوا عن ضربه.. تحولوا إلى آذان مصغية .. فرد سنواته الثمانين.. ضحك.. أغمض عينيه.. بقي واقفاً.. رغم موته الغريب العجيب، بقي واقفاً مثل شجرة رائعة العطاء.

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أسرار صغيرة - قصة - طلعت سقيرق هدى نورالدين الخطيب القصص 6 26 / 11 / 2024 19 : 02 AM
أسرار صغيرة.. طلعت سقيرق مازن شما أوراق الشاعر طلعت سقيرق 8 31 / 03 / 2014 49 : 08 PM
حرائق صغيرة طلعت سقيرق كلمات 0 21 / 08 / 2009 17 : 02 PM
صغيرة,امرأة صغيرة نصيرة تختوخ الخاطـرة 8 19 / 05 / 2008 33 : 10 PM


الساعة الآن 44 : 11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|