التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,846
عدد  مرات الظهور : 162,308,918

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > أوراق الشاعر طلعت سقيرق > القصص
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 21 / 06 / 2008, 16 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

برجاوي والوقوع في المكان

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/10.gif');border:8px outset green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
وقف برجاوي في البداية على الدرج المتحرك بتردد وتصلب وخوف، وكأن شيئا ما يلاحقه ، ولكنه بعد أن ألف الصعود والنزول على الدرج المتحرك، وكأنه يمتطي حصانا أبيض في قريته ، اختلفت الأمور إلى حد بعيد . فالرجل برجاوي صار يشعر كلما مضى به الدرج المتحرك صعودا أو نزولا أن هناك دغدغة لذيذة دافئة في الخاصرة . أخذ يضحك مثل طفل ، حتى ظن البعض أن به لوثة ما !! وإلا ما المعنى من تنقله بين الدرجين المتحركين الصاعد والنازل هكذا بسرعة ودون هدف ، غير هذا الضحك الهستيري المجنون إذا اعتبرنا الضحك هدفا في مثل هذا الأمر !!.. بصراحة ، فقد كان برجاوي غير مبال حتى بالعيون الكثيرة التي رسمت دهشة وتعجبا وأكثر من إشارات استفهام !!.. فالمهم أن يضحك ويضحك ، وهو يحقق هذه الغاية كما يريد تماما ، فليستغرب من يريد الاستغراب ، وليندهش من يريد الدهشة ، ولينفلق من يريد الانفلاق ، فالرجل يريد الضحك ، وهم يريدون ما يريدون ولكل منا ما يريد !! كان يظن أن الكركرة الحاصلة في الخاصرة حق طبيعي من الحقوق المشروعة في ممارسته للحياة كما يشاء .. وهو في الوقت نفسه ، كان مؤمنا أن من حق الآخرين أن يتمتعوا برقابهم المطاطية كما شاءوا – هو يعتبر أن الناس يملكون رقابا مطاطية في تعبير منه عن هز رؤوسهم باستمرار دون أي معنى - فالحياة في النهاية حق شخصي مكتسب .. هكذا كانت فلسفة برجاوي وهكذا كانت نظرته للحياة.. وهو حسب اعتقاده يملك من الحكمة ما يكفي لتكون الحياة في غاية الجمال..!!..
عندما انتقل برجاوي ، بعد وقت طال في امتطاء الدرج المتحرك ، إلى امتطاء الأرض الثابتة الراسخة المتماسكة ، توقفت موجات الكركرة الجميلة الدافئة في الخاصرة . تمنى بطبيعة الحال أن يعود إلى ممارسة متعته في امتطاء الدرج المتحرك ، وكاد أن يفعل لولا ظهورها المفاجئ بغتة – وهو للمرة الأولى يستعمل مفردة بغتة التي سمعها من أحد الأدباء دون أن يفقه كثيرا أبعادها الاستراتيجية لتكون في مواجهته تماما .. قال جملة واحدة – يمكن أن تسجل له في باب الاختراعات أو أي باب آخر - : (( أشعر أن الأرض تشبه المثلث المتساوي الساقين وليس الكرة كما يقولون )) وبعدها ركبته الدهشة وبقي صامتا عن الكلام المباح وغير المباح !!..
لم تكن هيفاء ، رغم أن الدرج المتحرك ما زال على حاله ، تعرف من قبل أن الأستاذ برجاوي يحبها كل هذا الحب ويكاد يذوب بها عشقا .. كانت مثل كل الفتيات في المدرسة الثانوية التي تضم مئات الفتيات ، تحب المزاح والضحك وتمضية الوقت في أي شيء أحيانا .. تثرثر ..تخترع القصص .. تحكي عن فارس الأحلام والمستقبل المبتسم الزاهر .. وكان كل المدرسين بالنسبة لها ، سواسية كأسنان المشط .. صحيح أنها مثل بقية الفتيات ، تعلق على ملابس هذا وصلعة ذاك وحركات فلان ووسامة آخر ، لكن يبقى الأمر بالنسبة لها مجرد لهو بريء ، وتسلية لتمضية الوقت .. ولم تكن في يوم من الأيام ، تفكر بأن يكون الحبيب من مدرسيها ، وكل واحد بمثل سن والدها ،وبرجاوي خاصة كان أكبر منها بثلاثين عاما على الأقل .. وكانت على يقين أن أصغر أولاده ، أكبر منها سنا .. فكيف وبأي شكل من الأشكال يمكن أن تفكر بحبه ، مجرد تفكير ؟؟!!..
هناك شيء آخر لم تقله هيفاء صراحة ، فالأستاذ برجاوي ، وإن عاد ثلاثين عاما إلى الوراء ، لا يمكن أن يكون فارس أحلام أي فتاة ، لا من حيث المظهر ولا من حيث الجوهر ، خاصة أن صوته كان يشبه في نغمته الغريبة مواء القطط .. وتذكر هيفاء بصريح العبارة ، أن الطالبات المشاغبات كن – وما أكثرهن – يكتمن الضحكات كلما تحدث ، وبعضهن كن ينزلن تحت المقاعد ليطلقن العنان لضحكات تكاد تجلجل في جو الصف .. والمشكلة أنه كان مدرسا للغة العربية ، وكان عليه أن يلقي بصوت كهذا قصائد لجميل بن معمر وامرئ القيس ومجنون ليلى وسواهم ، فكانت القصيدة تتحول بقدرة قادر – والجملة هنا تقال هكذا ولا تؤدي الغرض الصحيح لأن القصائد كانت تتحول بفعل صوته– إلى صورة كاريكاتيرية تشعل الضحكات ولا تجد من يطفئها .. وللحق فقد كان هذا يحدث حتى وإن كانت القصيدة لأكثر الشعراء نواحا وتتحدث في كل أبياتها عن مأتم !!..فكيف إذا كانت القصيدة كاريكاتيرية فعلا وفيها من صور الهجاء ما فيها .. وهل تنسى ذلك اليوم الذي ألقى فيه – وهو الأصلع - :
هب من له شيب له حيلة فما الذي يحتاله الأصلع
يومها تحول الصف إلى مهرجان من الضحك ..!!..
كيف أحب الأستاذ برجاوي هيفاء ومتى ؟؟.. رغم أن الدرج المتحرك ما زال على حاله ، لا يستطيع أحد أن يخمن مجرد تخمين !!.. كانت هي في الصف الأول ثانوي ، ورأسها كان مزروعا بين أربعين رأسا على أقل تقدير ،أو حسب إحصاءات الموجهة التي تقرأ التفقد في كل حصة وكأنه ضمن المنهاج المقرر من الجهات المسؤولة..
صحيح أن هيفاء كانت تشبه قطعة القشدة – التشبيه هنا لبرجاوي ولا يمت للحقيقة بصلة – أو أنها كانت محط إعجاب الفتيان كلما مشت في الطريق من وإلى المدرسة – هذا الكلام منسوب لهيفاء وعلى ذمتها فيما ترويه هنا – لكن هناك كثيرات في الصف ، والصفوف الأخرى في المدرسة ، أجمل منها بكثير – هذا الكلام ضد رغبة برجاوي وهيفاء لكنه حقيقي - .. وكثيرات منهن كان يطيب لهن أن يمازحن الأستاذ برجاوي ، على سبيل التسلية ليس إلا ، حتى أن واحدة منهن – وهي الأكثر مشاغبة – كتبت له رسالة ووضعتها في جيب سترته الرمادية الكالحة دون أن يدري ..!!
على ما يبدو ، وهذا مجرد تخمين ، فإن الأستاذ برجاوي ، وبعد أن ذهب إلى البيت ، مد يده إلى جيب سترته ليخرج محرمة يمسح بها عرق وجهه الغزير ، بعد رحلة الإياب المريرة إلى البيت ، فإذا بالرسالة تصدم أصابعه السميكة .. أخرجها بذهول..قرأها بذهول ..- كل هذا مجرد تخمين – إذ ربما كان الأمر ، أمر إخراج الرسالة وقراءتها ، قد جرى بصورة مغايرة لتلك التي رسمناها .. لكن ما يهمنا أن برجاوي قرأها وجاء إلى المدرسة في اليوم الثاني ، وحدث ما حدث !!..
في الباحة ، وعند الاجتماع الصباحي الذي يسبق دخول الطالبات إلى صفوفهن ، فرد الرسالة وأخذ يلوح بها وكأنه في مزاد علني ، بعدها قال بالحرف الواحد :
- تصورن يا بنات حواء / طبعا لم يكن يقصد أي إساءة إلى أمنا حواء وجنسها اللطيف / أن تكتب إحداكن رسالة غرام وهيام وعشق لمدرسها !! .. لمن .. لمدرسها!!يا الله لمدرسها !!.. ولمن لمدرس اللغة العربية !!.. كان الأمر يهون لو أنها كتبتها لمدرس اللغة الأجنبية – ربما كان بينه وبين مدرس اللغة الأجنبية ثأر وجاءت الفرصة – هذا حرام !! يا ناس هذا حرام !! .. – تابع بعد أن توقف توقفا دراميا تطلبه الموقف – عشرة أخطاء إملائية في سبعة سطور !!.. يا لطيف الطف بعبادك واسترنا بسترك يا رب العالمين .. وفوقها عشرون خطأ نحويا ، يا لطيف يا مجير ، أكاد لا أصدق !!.. أنتن في الثانوية وكل هذه الأخطاء كيف وصلتن إلى هنا أريد أن أعرف ؟؟!!.. أيجوز هذا وأنا من أنا في تدريس اللغة العربية ..؟؟.. أيعقل أن يتدنى مستواكن إلى هذا الحد ؟؟.. هذه جريمة لا تغتفر !!.. إنها لغة الآباء والأجداد ، أنتن أمهات المستقبل ، يا ستار !!!.. والآن ادخلن إلى صفوفكن .. !!..
هكذا انتهى الأمر وكأن شيئا لم يكن ، لكنه خلف في النفوس ما خلف من ضحك يكاد يشبه المعادلة ذات الحدين ، فما أن تذكر كلمة رسالة ، حتى تصل عند الطالبات إلى نتيجة مفادها الضحك الطويل والقهقهة الممتدة ..
هذه الحادثة ، رغم أن الدرج المتحرك ما زال متحركا ، لا يمكن أن تعبر عن مدرس متزن ، أو مدرس يمكن أن يميل إلى واحدة من الطالبات .. المقدمات ، مهما حاولنا أن نتلاعب بها ،لا تصل بنا إلى هذه النتائج التي تقول بحبه لهيفاء .. صحيح أنه كان أعزب حتى هذا الوقت ، وأنه لم يعرف أي أنثى في حياته معرفة عاطفية ، وأنه في قرارة نفسه كان يشعر بحاجة طاغية للحب والعطف والحنان والدفء العائلي . لكن الرياح جرت ضد كل رغباته ، وبقي أعزب وحيدا ، لا صاحب له إلا الكتب والأوراق والأقلام .. لكن كل هذا ، وبعد أن أوردنا ما أوردنا ، لا يجعله يميل هذا الميل الغريب إلى البنت هيفاء ..
قبل أن تعرف هيفاء بحبه الخطير هذا ، رغم أن الدرج المتحرك مازال على حاله ، مدت يدها مسلمة على أستاذها بكل براءة ، لكن وقوفه الأبله الذاهل جعلها ترجع يدها بحيرة وارتباك .. كانت الجملة التي قالها تحمل الكثير وتعبر عن الكثير .. ولم تعرف ماذا عليها أن تفعل في موقف كهذا !!.. الرجل وقف مثل إشارة استفهام .. كل شيء كان يتحرك إلا هو !!.. كأنه تحول إلى صنم مزروع هناك منذ آلاف السنين..عندها ودون مقدمات ، قررت هيفاء أن تمتطي الدرج المتحرك النازل ، ورغم حيرتها وذهولها من موقف أستاذها برجاوي الذي تركته معلقا في مكانه ، فقد انتابتها موجة غريبة من الضحك ، لم تستطع إيقافها ، وذلك عندما هاجمتها دغدغة في الخاصرة راحت تحرك كل صنوف الضحك عندها دون توقف ..أما برجاوي !!.. عفوا الأستاذ برجاوي فقد بقي معلقا هناك ذاهلا محتارا ضائعا.. ولا أحد يدي ماذا جرى بعد ذلك !!..
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يا تـرى بأي بلد هذا المكان !!؟؟ رولا نظمي الأحاديث النبوية، السيرة ومكارم الأخلاق والشمائل 9 08 / 10 / 2010 25 : 01 AM
وجعي هو المكان عدنان كنفاني الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 1 18 / 03 / 2010 52 : 04 PM
الذهاب في المكان.. طلعت سقيرق كلمات 0 10 / 07 / 2008 34 : 10 PM
مطر على صدر المكان طلعت سقيرق الشعر 0 13 / 06 / 2008 21 : 03 AM
خاص:أحلى أرزة للقاضي هشام برجاوي و عامة للجميع آنست نوراً وصفات الطعام العربية والعالمية 3 16 / 03 / 2008 17 : 10 AM


الساعة الآن 43 : 09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|