التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,848
عدد  مرات الظهور : 162,315,713

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > أوراق الشاعر طلعت سقيرق > القصص
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 21 / 06 / 2008, 54 : 04 AM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

الفراغ

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/10.gif');border:4px double green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
استبد به الخوف.. زحف بين المقاعد .. أراد أن يرفع رأسه.. تراجع.. رائحة الغبار تغتال فتحتي أنفه.. تحركت أرنبة أنفه ..ضغط بالإبهام و لم يعطس.. شعر أن الدنيا كلها تحاصره.. كبرت ظنونه حين أصغى لقطرات الماء و هي تنزلق من الصنبور و تقرع طرف الوعاء المعدني.. سمع صوتا يناديه (يا إبراهيم أخرج.. أريد أن أحدثك) تجاهل الصوت و النداء و الرغبة في الحديث .. قال(( ربما هو مجرد وهم)) عاد الصوت يرن ويطن .. تمنى أن يدخل المنادي إلى البيت.. أن يدفع باب الغرفة بقدمه..ثم يضغط على زر الكهرباء.. عندها يكون كل شيء عل ما يرام.. لكنه الآن خائف.. خائف حتى الموت..
* * *
عندما تزوج ياسمين منذ سنوات طويلة, ربما كان ذلك في شرخ الشباب، و هو الآن في الخمسين.. لم تدم العشرة بينهما طويلا.. أخبرت الجميع و أقسمت أن إبراهيم مجنون.. و أن الحياة معه مستحيلة.. حكت عن محاولاته المستمرة و سعيه الدائب إلى خنقها .. قالت إنها كانت تقوم في الليل فزعة وهو يضغط على عنقها.. يشد و يشد.. و حين تبعده بكل قوتها.. ينزوي جانبا و يأخذ في البكاء.. طلبت الطلاق فطلقوها..
ياسمين هذه كانت زهرة حياته ..أغنية لا تماثلها أي أغنية .. حلوة أكثر من كل ما يقال عن الحلاوة والجمال .. كل ما في الأمر أنها لم تكن تحبه .. لا يدري لماذا اخترعت ما اخترعت !!.. من أين جاءتها هذه الأفكار الخبيثة التي جعلتهم يحكمون لها بالطلاق .. يومها وقف في المحكمة وصاح بكل الجراح والآلام والعذاب (( هذا حرام ..إنها زوجتي يا ناس .. زوجتي .. إنها توأم العمر يا ناس .. توأم العمر )) .. يومها ضحك القاضي .. ضحك المحامي .. وضحكت ياسمين ثم أعطته ظهرها وذهبت ، حتى أنها لم تقل كلمة وداع واحدة !!..
ما تزال صورتها في عينيه وعل جدران كل خفقة من خفقات قلبه .. ركض في شوارع العمر وأقسم أنها الروح والريحان وكل ما في الحياة من معنى .. لكنها آثرت أن ترحل .. تتركه وترحل .. كان يحبها كما لم يحب أي إنسان في الوجود ..وكان جزاؤه أن أطلقت عليه صفة (( المجنون )) فصار في نظر الناس مجنونا .. الكل تعاملوا معه على أنه مجنون ..يمشي في الطرقات فيتهامسون .. يتوقف فيشيرون إليه بحركات غريبة ثم يضحكون .. حاول قدر استطاعته أن يثبت أنه عاقل أكثر من أي واحد منهم ، فكانت محاولاته تدخل عندهم في مجرى إثبات جنونه ..
***
ترسخ في ذهنه أنهم سيقتلونه بعد حين .. ملامح وجوههم نطقت بذلك .. كلماتهم أوحت بأن الجريمة ستقع .. لذلك قرر أن يغلق باب البيت عليه وفعل .. انتظر أن يأتي الشخص الوحيد الذي يثق به ليخلصه .. هذا الشخص ارتسم واضح الملامح في أحلامه .. كان يردد يا إبراهيم أخرج حين آتيك فأنا مخلصك .. انتظر وانتظر .. وحين سمع الصوت بعد أيام من الجوع والعطش والنعاس والخوف ظن أن صاحب الصوت لا يمكن أن يكون صاحبه الذي يأتي في الأحلام ... يسمع بوضوح شديد ((يا إبراهيم أخرج .. تعال ...أنا مخلصك )) فلا يصدق .. بقي هكذا بين الصحو والغيبوبة ودوامة الفوضى عدة أيام طويلة ، بعدها ما عاد أحد يعرف ماذا حدث لإبراهيم .. فالبيت الذي فتح بعد شهور كان خاليا خاويا !!.. ولم يسأل أحد : أين ذهب إبراهيم المجنون ؟؟.. فالأمر على ما يبدو لم يكن يعنيهم في كثير أو قليل ..
***
هامش أول : مختار الحارة الذي سئل بعد أيام طويلة جدا وهو يشرب الشاي مع القرفة عنه قال : يا أولاد الحلال مات إبراهيم المجنون الشهير بالحلواني منتحرا .. وقد وجدت سكين حادة في الغرفة التي تعود أن يقيم فيها .. وحين سئل عن جثته قال: - بعد أن فتل شاربيه – يا أولاد الحلال جثته كما قيل لي في بئر البيت ، ولم يفكر أحد بالبحث عنها ..
هامش ثان : ياسمين زوجته السابقة قالت : كان إبراهيم طيبا ، لكنه فقد عقله وصارت أفعاله لا تطاق .. أحيانا كان يظن أنه من كوكب آخر تصوروا !!.. مرات كثيرة قال إنني أريد القضاء عليه .. لولا محاولاته التي قام بها لقتلي لما طلبت الطلاق يشهد الله .. لكن الحياة غالية ..
هامش ثالث: أحد الجيران قال/مازلنا نسمع صوت إبراهيم يشق سكون الليل صارخا(( زوجتي راحت ..العمر كله ضاع .. فمن يعيد لي الأمان يا ناس؟؟))..وبعدها كنا نسمع بكاء يفتت قلب الصخر /..


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لا شيء غيرك في الفراغ طلعت سقيرق في الصمت ....متكأ .. 5 05 / 09 / 2018 05 : 06 AM
في الفراغ خالد مخلوف قصيدة النثر 6 01 / 05 / 2015 48 : 01 AM
نعمة الفراغ د. محمد رأفت عثمان الإعجاز.القرآني.والمناسبات.الدينية والمناظرات 0 04 / 11 / 2014 14 : 12 PM
يوم الفراغ محمد بوحوش قصيدة النثر 3 05 / 01 / 2013 49 : 11 PM
اوقات الفراغ.. كيف نتغلب عليها؟ عبدالله الخطيب قضايا الشباب العربي بأقلامهم 2 06 / 05 / 2010 36 : 11 PM


الساعة الآن 00 : 10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|