زهر لربيع آخر ..
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/10.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
الشبابيك يا حبيبي هي الشبابيك .. وتلويحة اليد ما زالت على عهدها واقفة مثل لوحة مرسومة على جدار الأفق المفتوح .. ستقول لي " إنه الحب " وسأمطر على يديك صلاة سنبلة من قمح ونداء وأقول " نعم يا سيدي إنه الحب ".. ومن عادتنا أن نذهب طويلا في تشابك اليد باليد .. ونحكي في حارات تضيق أو تتسع عن أيام رائعة ما زالت في البال .. شائك درب الوصول إلى حديقة الذكريات ، لا لأن البعد الزمني بوابة صعبة الولوج ، لكن لأن الدخول في فضاء الوقت المزروع هناك يفتح شهية الواحد منا للبكاء .. نبكي على جمال تلك الأيام ، على الصور المهدورة الضائعة ، على خطوات مسكونة برائحة الليل وانشغال الذاكرة بإطلالة وجه الحبيب..
شيء ما يداخلني حين أتذكر فأحس بأنها الساعة الموزعة عقاربها داخلي تعلن أن الوقت وقت ربيع .. وتفتح الباب على النيروز كي تشعل الأصابع برائحة الحبر الطري المأخوذ من شهوة الروح لزهر ربيع آخر .. هل للربيع أن يتعدد فينا مسابقا دورة الزمن؟؟..
تمر الأيام كما يطيب لها أن تمر ..يسألني أحد الأصدقاء بشيء من ريبة " ما معنى أن نعيش الزمن على هذا الشكل من العبثية "؟؟.. ربما أتذكر ألبير كامو في فلسفته .. أقول " من المضحك أن يكون هذا السؤال شائكا وغريبا وعائما على سطح الذهن مثل شفرة حادة ".. يضحك " أنت كعادتك تلعب بالمفردات كما تريد .. لكنك لم تجبني "!!... قلت:" أبحث عن زهر لربيع آخر .. لي فلسفتي في هذا الأمر ".. يطوي يديه أمام صدره ويصرخ " هات حدثني عن فلسفتك ؟؟".. أقول :" أول محور في فلسفتي هذه أن مجرد طرح السؤال على هذا الشكل لا معنى له وهو طرح عبثي!!".. يقول :" ومتى كان طرح الأسئلة عبثيا ؟؟".. أجيب :" هذا السؤال ومثله ، وليس كل سؤال ، بعض الأسئلة تكون عبثية أكثر من المغزى ومن الأجوبة .. لذلك من الأفضل ألا نسأل مثل هذه الأسئلة .. وكما قلت لك هذا ما يجعلني أبحث عن زهر لربيع آخر .. ألست معي ؟؟".. قال :" لم أفهم شيئا حتى أكون معك أو دونك أو بعيدا عنك ".. ضحكت وتابعت طريقي ..
ذات يوم حين يشرق زهر لربيع آخر ، ويطلع النيروز مثل قصيدة تأخذ بالألباب ، ستفهم أن السؤال يكون في كثير من الأحيان مفرغا من معناه لأنه سؤال يضرب الجدران الصماء في الحياة دون أن يخرج إلى فضاء مشتهى ، وعندها تكون رائحة الصمت أعلى ضجيجا من الصيحات .. هو البحث عن زهر ربيع آخر .. عن معنى لأن تكون الشبابيك المطلة على الوقت أكثر ثقلا من كل الأمكنة الراسخة في البال .. عندها يضيء المكان الذي تحب برائحة وشكل زهر الربيع .. وحين يتفيأ المكان زهر الربيع الذي نعشق ، تصير البوابات أعلى، مما يجعلنا نعبر ببساطة إلى حيث نريد ..
سألتني بشيء من ريبة " هل تحبها ؟؟..".. قلت :" حتى الحب يكون أحيانا مفتوحا على الاحتمال .. قد أحبها حتى جسد القصيدة .. وقد ينتهي هذا الحب حين يصل الحرف إلى ما يريد .. إذن هي حالة كتابة .. حالة بحث عن زهر لربيع آخر ".. وكان شيء من وقت ما زال على شباك بعيد ...
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|