الموسوعة الفلسطينية من الفكرة الى الواقع

بوران شما · 25 / 06 / 2008, 20 : 02 AM

[frame="2 95"]
[align=justify]

الموسوعة الفلسطينية من الفكرة الى الواقع

إن المجابهة مع الصهيونية والاستعمار مجابهة شاملة . والقضية الفلسطينية قضية وجود أو فناء. والمعركة مع العدو متعددة الجبهات والميادين. بل لعل ميدانها الأخطر ـ على المدى الطويل ـ هو ميدان الحضارة والفكر, وسلاحها المؤثر هو الكلمة.
من هذا الوعي لشمولية المعركة وأبعادها خاض الشعب العربي الفلسطيني بخاصة, والشعب العربي بعامة ميدان الفكر وحمــــــــــــــل سلاح الكلمة, وأخرج إلى عالم النور المئات والمئات من الدراسات والكتب, باللغة العربية وباللغات الأجنبية, حول القضيـة الفلسطينية والحق العربي, يجابه بها العدو بسلاحه الذي أتقن استخدامه, ويكشف زيفه وتزويره وبهتانه.

على أن ذلك كله ـ على الرغم من غناه وفائدته ـ كان غير كاف. كان جهودا مفرقة مشتتة, لاجهدا متماسكا ومتكاملا. وظل الميدان خاليا من مؤلف واحد جامع شامل يتعرض لجميع جوانب القضية الفلسطينية, ويعرف المطالع فيه على كل مايهمه من أمر فلسطين, أرضا, وشعبا, وحضارة, وقضية, قديما وحديثا, بأسلوب متطور معاصر, وبمنهج علمي حديث.
وقد قوى الشعور بالحاجة إلى هذا المؤلف الشامل عن فلسطين عند نفر خيَر من أبناء شعبنا, ووجد تجسيدا له في مشروع تأليف (موسوعة فلسطينية ) تضم بين ضفتيها كل مايتعلق بفلسطين, وتقف بنمط تأليفها وأسلوب تبويبها وإخراجها على قدم المساواة مع أحدث أساليب التصنيف الموسوعي الجامع .

وانتقل المشروع من عالم الفكرة المتصورة إلى أرض الواقع, وخطا أولى خطواته على طريق الوجود والتحقق حين طرحت دائرة الشؤون التربوية والثقافية في منظمة التحرير الفلسطينية (دائرة التربية والتعليم العالي حاليا) هذا الموضوع بين يدي المؤتمـــر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التابعة لجامعة الدول العربية, في دورته الثالثة, فأقر هذا المؤتمر العام إصدار (الموسوعة الفلسطينية) على أن يتم ذلك بالتعاون بين المنظمتين. وكانت الخطوة الثانية في العاشر من شهر كانون الأول/ ديسمبر 1974, يوم عقدت هاتان المنظمتان اتفاقية بينهما, جعلت الموسوعة الفلسطينية بموجبها هيئة مستقلة ذات صفة اعتبارية, لها مجلس استشاري, ومجلس إدارة, وجهاز فني وبذلك لاح في الأفق فجر عهد جديد في عالم التأليف على الصعيدين العربي والفلسطيني .

هيئة الموسوعة الفلسطينية ـ التكوين والبنية :
قامت ,فور توقيع الاتفاقية بين منظمة التحرير الفلسطينية, والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "هيئة الموسوعة الفلسطينية" ,وأنشئ لها مجلس استشاري من خمسة وعشرين عضوا من كبار المسؤولين والمفكرين في الوطن العربي, يؤلفون بمجموعهم هيئة علمية متميزة, تتولى التوجيه وإبداء المشورة في كل مايتعلق بأمور الموسوعة, من تحديد أهدافها,ووضع مواصفاتها وخطتها العلمية,ومتابعة تنفيذها, وتقديم الرأي العلمي والفني الخاص بعملها.
وأقرت الاتفاقية إنشاء مجلس إدارة للموسوعة الفلسطينية,يسمي أعضاءه المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالتشاور مع دائرة التربية والتعليم العالي في منظمة التحرير, ويضم هذا المجلس عددا من كبار الأساتذة والعلماء المختصين,مهمته وضع البرامج التنفيذية للموسوعة وإعداد نظامها الادارى والمالي, وتعيين العاملين في جهازها الفني, ورئيس مجلس الإدارة هو رئيس الجهاز الفني للموسوعة, ويتولى الإشراف المباشر على العمل.
وقد انصرف المسؤولون في هيئة الموسوعة الفلسطينية ,بعدئذ, إلى إنفاذ أحكام الاتفاقية, فدعوا إلى لجنة تحضيرية متخصصة ,قدمت توصياتها إلى مجلس الإدارة, فرفعها المجلس بدوره إلى المجلس الاستشاري في اجتماعه الأول, فوافق على صيغة معدَلة لأهداف الموسوعة ولخطتها العلمية .
وألفت هيئة الموسوعة الفلسطينية فريق عمل من عدد من الأساتذة المتخصصين العاملين في الجامعات العربية,أوكلت إليه اختيار عناوين المواد التفصيلية التي ينبغي للموسوعة الفلسطينية أن تعالجها في قطاعات الأرض والشعب والحضارة والقضية والإعلام. ورشَح فريق العمل طائفة من الباحثين المعروفين بكفايتهم وتخصصهم ليسهموا في تحرير المواد التي تدخل في اختصاصهم.واتصلت هيئة الموسوعة ببعض الهيئات الثقافية تسألها موافاتها باقتراحاتها حول المواد,وما تراه من آراء في مجال تحقيق مشروع الموسوعة.

الأهداف والخطة العلمية :
الموسوعة الفلسطينية موسوعة متخصصة,شاملة عن فلسطين العربية, أرضا وشعبا وحضارة وقضية, تقدم الحقائق الأساسية في صورة معارف ومعلومات مركزة بأسلوب علمي, مرتبة ترتيبا هجائيا لمواد موضوعية, تكون مرجعا وأداة علمية لقضية حية قائمة, ويتم ذلك في إطار نظرة عربية حضارية متكاملة, بعيدة عن المفاهيم الإقليمية والانعزالية, ترمي إلى الكشف عن الجذور الحضارية للكيان العربي الفلسطيني والى تأكيد الارتباط المصيري بين أرض فلسطين وشعبها,وبينه وبين أمته العربية وتسعى لإبراز المنجزات التي حققها الشعب العربي الفلسطيني بفئاته المختلفة وتعرض تراث الآباء والأجداد وتبين مدى إسهام هذا في الحضارة العربية والحضارة الإنسانية.

وقد نصت الخطة العلمية عل أن تتألف الموسوعة من أقسام ثلاثة :
الأول: قسم عام ينظم على أساس هجائي لمواده المختلفة. وهو هذه المجلدات الأربعة التي تم انجازها عام 1984
الثاني: قسم خاص يضم الموضوعات الرئيسية التي تستحق التوسع وقد صدر بستة مجلدات وفهرس عام 1990
الثالث: قسم فني يعد بمقام مفتاح للموسوعة, ويشمل الدليل الموضوعي والمراجع , والأطالس, والإحصاءات, والوثائق, والصور .

وانتهى الاستخلاص الأخير لعناوين المواد في القسم العام إلى تصنيفها في ثلاثة مستويات:
الأول: مستوى المواد الرئيسية التي تكتب في حدود ثلاثة آلاف كلمة, وقد تزيد بحسب أهمية الموضوع واتساع جوانبه.
الثاني: مستوى المواد الفرعية التي تكتب في حدود ألف كلمة
الثالث: مستوى المواد الإضافية التي تكتب في حدود مائتي كلمة

وقد قسمت المواد ـ بمستوياتها الثلاثة ـ إلى قطاعات أو أبواب هي:
باب الأرض
باب الشعب والحضارة
باب القضية .

والى اللقاء في مسيرة العمل
الدؤوبة والطويلة

[/align][/frame]

25 / 06 / 2008, 32 : 02 AM

جزاك الله كل خير
ويعطيكِ العافية

وهذا الذي ننتظره من ابداع كإبداعك
ولك مني تحياتي

بوران شما · 25 / 06 / 2008, 01 : 03 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا لتعليقكم على ماكتبته في الأمس عن فكرة الموسوعة الفلسطينية
وان شاء الله ساستمر بتقديم المزيد عن هذه التجربة الرائعة
ولكم مني خالص التحية والمحبة

بوران شما · 26 / 06 / 2008, 35 : 08 PM

[frame="2 95"][align=justify]

عمل دؤوب ومسيرة طويلة

مضت مرحلة الاعداد متروية متأنية , لتبدأ بعدها مرحلة التنفيذ والعمل في أول أقسام الموسوعة الفلسطينية . وقد تكامل خلال ذلك الجهاز الفني في مقر هيئة الموسوعة في دمشق وعينت لجنة من المحررين المتفرغين ,ضمت نخبة من الأساتذة المتخصصين , توزعوا أبواب القسم العام بحسب اختصاصهم. وترأس لجنة التحرير رئيس للتحرير قام بدور الموجه المرشد, والمراجع والمنسق بين الأقسام المختلفة, يعاونه جهاز من الموظفين الفنيين والاداريين, يتولون أعمال الفهرسة والتبويب والمتابعة والمراسلة .

وقد أشرف على هذا الجهاز , بمحرريه وفنييه وادارييه, رئيس مجلس ادارة هيئة الموسوعة الفلسطينية , الذي يملك – بحكم منصبه- وبحكم رئاسته لمجلس الادارة في الوقت نفسه وعضويته في المجلس الاستشارى – يملك السلطة التنفيذية في اتخاذ القرارات بشأن سير العمل ويشرف على تنفيذ قرارات مجلس الادارة وتوصيات المجلس الاستشارى , وينقل الى هذين المجلسين – في اجتماعاتهما الدورية والطارئة – صورة وافية عن مراحل الاعداد المختلفة .

كان العمل في اعداد مواد القسم العام من الموسوعة الفلسطينية يجرى بمنهجية وانتظام , فهو يبدأ بتوجيه كتاب الى الباحث الذي اعتمدته هيئة الموسوعة لكتابة احدى المواد فيها , تكلفه فيه الكتابة , وتطلعه عل أهداف الموسوعة وخطتها العلمية وتعلمه بمستوى المادة وبالمواد القريبة من موضوع مادته حتى يكون على بينة من أمره فلا يخرج فيما يكتب عن حدود المطلوب , أو يستطرد الى ماهو معروض في مواد أخرى , أو يتجاوز الأهداف العامة للموسوعة.

بوصول المادة المؤلفة من الباحث المشارك , تبدأ في لجنة تحرير الموسوعة مرحلة فنية دقيقة متمهلة , يتم فيها التدقيق والتمحيص والمراجعة والتنسيق مع المواد الأخرى . ويتولى ذلك كل محرر في بابه, بتوجيه واشراف رئيس التحرير وبالتشاور بين المحررين بعضهم مع بعض خلال اجتماعات لجنة التحرير الدورية كل ذلك سعيا للوصول بالمادة المكتوبة الى أحسن مستوى مطلوب في الموسوعة , وخلال ذلك كان الاتصال لاينقطع بين لجنة التحرير والباحثين المشاركين , تنقل اليهم الملاحظات حول ماكتبوا, ويطلب اليهم تنفيذ المقترحات التي تراها اللجنة ضرورية واجراء التعديلات اللازمة على موادهم المكتوبة, حتى تخرج , في شكلها ومضمونها, موافقة للأهداف المرسومة وللغايات المقصودة .
وتعرض المادة بعد اعتماد لجنة التحرير وانقضاء هذه المراحل الكثيرة , تعرض على مستشار الموسوعة ليراجعها المراجعة النهائية , ويجيزها للنشر, أو يبدى ملاحظاته عليها ليعمل المحررون على تنفيذها .

اجتمعت لدى هيئة الموسوعة – بعد سنسن من العمل- جميع المواد التي كان قد تقرر أن يضمها القسم العام, عدا بعض المواد القليلة التي حالت ظروف قاهرة دون انجازها , أو فرضت أسباب فنية تأجيلها الى القسم الخاص. وبدأ طور آخر من العمل الفني الدقيق في الصياغة الأخيرة لعناوين المواد وفق نظام خاص يسهل على القارئ المراجعة . ثم رتبت المواد بحسب العناوين ترتيبا هجائيا دون النظ الى موضوعها, ودون تمييز بين مواد الأرض وبين مواد الشعب والحضارة أو مواد القضية, على نحو ماكان يجرى عليه العمل أثناء التحرير والمراجعة. وقد اعتمدت مجموعة من المعايير والقواعد في ترتيب العناوين والفقرات والأقسام والمراجع والخرائط والصور .

في الطريق الى المطبعة

اتخذ مجلس ادارة هيئة الموسوعة الفلسطينية قرارا بصفَ أحرف الموسوعة والتصحيح واعداد اللوحات في بيروت , حيث أنشئ , لهذه الغاية مكتب فرعي , وقد حملت أصول مواد الموسوعة الى تلك المدينة, وكان مقدرا أن يسير العمل سيرا طبيعيا لولا الأحداث الجسام التي مرَ بها لبنان عام 1982 , من الاجتياح الصهيوني الى حصار مدينة بيروت , الى ماتلا ذلك من صعوبات وعقبات. ولكن كان لابد لمسيرة العمل من أن تمضي في طريقها المرسوم. وعاش العاملون في مكتبي بيروت ودمشق ظروفا صعبة وأحوالا قاسية , وعانوا وسهروا حتى يخرجوا الموسوعة الفلسطينية الاخراج الفني الذي يليق باسمها, وحتى ينفوا عن صفحاتها مايعيبها من أخطاء . وقد تمَ لهم انجاز ذلك العمل في زمن يكاد يكون قياسيا بالنسبة الى مارافقه من أحداث وصعوبات .

ونقلت الموسوعة , وقد صفَت حروفها في لوحات أنيقة سليمة مكتملة , نقلت الى ايطاليا , حيث كان قد تمَ التعاقد مع واحدة من أحسن مطابعها وأكثرها خبرة في طباعة مثل هذه الأعمال الكبيرة. وتمت هناك طباعة المجلدات الأربعة على ورق فاخر , باشراف خبراء من الموسوعة, كانوا يراقبون ويستدركون مايجب استدراكه.
القسم العام من الموسوعة الفلسطينية – خلق متكامل:
وقد قدمت هيئة الموسوعة الفلسطينية الى أبناء الأمة العربية , الى كل قارئ مثقف فيها , والى كل مهتم بقضيتها, مؤمن بعدالتها, الثمرة الأولى من ثمرات عملها وقد بذلت في سبيل اخراجه الى عالم النور جهود عظيمة مباركة , وتعاونت لتحقيق وجوده عزائم العشرات , بل المئات من مفكرى هذه الأمة .
فبين أيدى القارئين المثقفين العرب اليوم القسم العام (الأول) من الموسوعة الفلسطينية في مجلدات أربعة ضخمة تجاوز عدد صفحاتها 2500 صفحة من القطع الموسوعي الكبير , وتضم مايقارب الألفي مادة.
يبدأ المجلد الأول بتصدير للمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وآخر لرئيس مجلس ادارة هيئة الموسوعة الفلسطينية , ثم مقدمة رئيس تحرير الموسوعة التي ضمَت ملامح الموسوعة , وأسس العمل فيها , والمنهج الذي اتبع في اختيار الموضوعات وترتيبها وتصنيفها , مع دليل يرشد القارئ الى طريقة المراجعة فيها .
وتلي هذه المقدمات قوائم تعرف القارئ بأسماء العاملين في الموسوعة الذين أسهموا في بنائها , وشاركوا في تأليفها منذ أن كانت مشروعا الى أن تمَ انجازها. وتبدأ القوائم بأسماء أعضاء المجلس الاستشارى ثم أعضاء مجلس الادارة وأسماءالباحثين الذين اشتركوا بكتابة مواد الموسوعة مع تعريف موجز بهم. وقد بلغ عددهم زهاء مائتين وثلاثين باحثا عربيا, الى جانب ثلاث مؤسسات بحث علمي وتدل قائمة أسماءهم على أن بينهم مايزيد على مائة وعشرين أستاذا يحمل لقب دكتور مختص , وما يقارب العشرين من حملة الماجستير , وأكثر من خمسة وعشرين من حملة الشهادات الجامعية الاختصاصية , الى جانب عشرة من المختصين في الكتابة والتأليف في الشؤون العسكرية .
ويتبع ذلك أسماء أعضاء لجنة تحرير الموسوعة الفلسطينية وكبار العاملين فيها, والمراسلين العلميين في مختلف الأقطار, والمشرفين على الطباعة , ثم قائمة ببعض المصطلحات المعتمدة في الموسوعة مع تعريف موجز بها.
تبدأ مواد الموسوعة بعد هذه القوائم , مرتبة ترتيبا هجائيا. وهي تراوح بين المادة القصيرة التي لاتكاد تتعدى عمودا من عمودى الصفحة, والمادة الطويلة التي تملأ الصفحات . وقد أرفقت المواد بالصور والخرائط اللازمة واتبعت بأسماء أبرز المراجع التي يمكن أن يلجأ اليها من يرغب التوسع . وعلى هذا الأساس ضمً القسم العام من الموسوعة الفلسطينية 1933 مادة الى جانب مئات الاحالات.
وقد أثبت في المجلد الأول 446 مادة تبدأ بحرف الهمزة وتنتهي بحرف الثاء , وأثبت في المجلد الثاني 504 مواد من حرف الجيم الى حرف الشين . أما المجلد الثالث فجمعت فيه 501 مادة تبدأمن حرف الصاد وتنتهي بحرف الكاف . واحتوى المجلد الأخير على بقية الحروف وكان عدد مواده 482 مادة .
عالجت مواد القسم العام , بمجلداته الأربعة, مختلف المواضيع التي اعتمدتها هيئة الموسوعة الفلسطينية في جميع أبوابهامنها 622 مادة حول جغرافية فلسطين , يجد فيها القارئ ضالته عن كل مايتعلق بأرض فلسطين وجغرافيتها الطبيعية والاقتصادية والبشرية . فهناك مواد عن جميع مدن فلسطين وبلدانها وقراها الهامةولا سيما تلك التي اندثرت ودمرها العدو الصهيوني , وبنى فوق أراضيها مستعمراته. الى جانب ذلك مواد عن جبال فلسطين وسهولها وأنهارها وبنيتها الطبيعية ومناخها واقتصادها وسكانها وطرق مواصلاتها . كل ذلك معروض بأسلوب علمي هادف , يرمي الى ربط هذه المواقع بالشعب العربي الفلسطيني وقضيته الحيَة , ويسعى الى تعميق الصلة بين الانسان العربي وأرضه .

ويجد القارئ في القسم العام 310 مواد تقدم صورا من تاريخ فلسطين السياسي والحضارى منذ عرف للانسان وجود فوق ترابها , ويطلع منه على تاريخ الأقوام التي مرَت بفلسطين وما خلفت من آثار ,وتركت من حضارات . ويتعرف بالاضافة الى ذلك على ترجمات زهاء 262 علما من أعلام فلسطين وعلى عروض شاملة لآثارهم سواء كانوا حكاما أو قادة أو مفكرين , بما يعمق احساس القارئ العربي بعمق جذوره الضاربة في تراب فلسطين ويزيد شعوره وادراكه بأصالته وبحقه الثابت الذي يحاول الأعداء , عبثا أن يمحوه ويطمسوا معالمه .
وقد ركز القسم العام كثيرا من جهده على القضية الفلسطينية والمعركة المعاصرة مع الصهيونية والاستعمار , فخصها بمواد كثيرة بلغت عدتها نحو 599 مادة عرضت للحركة الصهيونية وكشفت حقيقتها الاستعمارية وعرفت عن طبيعتها العنصرية العدوانية وخططها التوسعية . وعاد من أجل هذه الغاية الى تاريخها البعيد منذ أن كانت فكرة ومشروعا الى أن غدت وجودا غاصبا غريبا فوق الأرض العربية.
وعني هذا القسم بنضال الشعب العربي الفلسطيني, ومن ورائه الشعب العربي كله , وعرض جوانب هذا النضال وأهم الأحداث السياسية منذ العهد العثماني الى أيام الانتداب البريطاني الى ماتلاها من نكبه وتشرد ثم الى كفاح الشعب العربي الفلسطيني المسلح منذ الستينات . وكان لايكاد يترك من ذلك حدثا هاما أو معركة بارزة أو علامة متميزة على طريق النضال الطويل الشاق بكل مافيه من بذل وعطاء وتضحية.
وقد قدم القسم العام – الى جانب هذا التاريخ البطولي الحديث- صورا من نشاط الشعب العربي الفلسطيني المعاصر في مختلف الميادين الحضارية من علم وأدب وفن. كذلك ترجم لنحو 140 علما من أعلام النهضة الحديث في فلسطين , معرفا بفضلهم , عارضا لمآثرهم , مخلدا لنضالهم.

والى اللقاء بالحديث عن القسم الثاني للموسوعة
ومسيرة العمل الدؤوبة والشاقة.
[/align][/frame]

بوران شما · 27 / 06 / 2008, 20 : 01 AM

[frame="2 95"][align=justify]

الموسوعة الفلسطينية من الفكرة الى الواقع

االدعم المالي للموسوعة – عربي مشترك
ماكان للموسوعة الفلسطينية – وهي بهذا المستوى العالي, وعلى هذه الدرجة من الاحاطة والاتقان – أن تجد الفرصة للتحقق والوجود والاستمرار والمتابعة على مدى سنوات , لولا وسائل الدعم المعنوى والمادى الكبيرة الخيرة , التي غذتها في مسيرتها ودفعتها نحو الهدف المرسوم والغاية المرجوة

كان تأليف (موسوعة فلسطينية) املا يتطلع اليه أبناء الشعب العربي, ورغبة صادقة عارمة تضطرم في نفوسهم , على اختلاف الأمصار والأقطار . وقد تلاقت الآمال والرغبات واجتمعت العزائم والارادات من أجل تحقيق هذا المشروع النضالي الرائد , وكانت اللبنة الأولى تلك المبالغ التي خصصتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم من ميزانيتها. وبذلك كانت الموسوعة الفلسطينية عملا عربيا جماعيا وجهدا مشتركا, أسهمت فيه الدول العربية كلها

بيد أن من الأمانة والواجب في نسبة الفضل الى أصحابه أن نذكر أن بعض الدول العربية كانت سبَاقة الى العطاء ولم تقف عند الحد المرسوم في بذلها ولم تكتف بما خصص للموسوعة من موازنة المنظمة العربية , بل مدَت بالعون يدا مباشرة , ورفدت هيئة الموسوعة الفلسطينية بمال وفير ,كان السبب في استمرارها في عملها وتغطية نفقاتها الكبيرة. وتقف في طليعة هذه الدول دولة قطر , والجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية , والجمهورية العراقية .

وليس للموسوعة الفلسطينية أن تنسى اليد البيضاء التي أسبغتها عليها المملكة العربية السعودية واللفته الكريمة السامية التي حباها بها جلالة الملك فهد بن عبد العزيزرحمه الله- فقد تبرعت المملكة – مشكورة محمودة – بجميع نفقات اخراج القسم العام وطباعته, وخصصت مبلغا كبيرا يمكَن الموسوعة من اتمام مشروعها ومواصلة سيرها في طريق انجاز القسم الثاني الخاص , والقسم الثالث الفني . وبذلك تهيأ للموسوعة الفلسطينية من الدعم ماسمح لها ان تكمل المشروع وتبدأ العمل في القسم الثاني من الموسوعة الفلسطينية .التي وقفت على قدم المساواة مع أعظم الانجازات الحضارية التي تفاخر بها الأمم

وسنتابع معا مراحل انجاز القسم الثاني ( الخاص
للموسوعة الفلسطينية
[/align][/frame]

بوران شما · 28 / 06 / 2008, 15 : 02 PM

[frame="2 95"] [align=justify]

الموسوعة الفلسطينية من الفكرة الى الواقع

اصدار القسم الثاني من الموسوعة الفلسطينية

نصت أهداف الموسوعة وخطتها العلمية " وهي الوثيقة الأساسية الرئيسية لعمل الموسوعة الفلسطينية "
على أن تتشكل الموسوعة من ثلاثة أقسام:
1- االقسم الآول العام وينظم على أساس هجائي للمواد المختلفة
2- القسم الثاني الخاص يحوى الموضوعات الرئيسية التي تستحق التوسع
3- وقسم ثالث يعد بمثابة مفتاح للموسوعة يشمل الدليل الموضوعي والمراجع والأطالس والقوائم البلدانية والوثائق والاحصائيات .

وفي أعقاب انجاز القسم الآول العام ودفعه للطباعة عام 1983 وصدوره عام 1984 بدأ التحضير التمهيدى للقسم الثاني (الدراسات الخاصة) من الموسوعة الفلسطينية وكخطوة أولى في هذا السبيل دعا مجلس ادارة هيئة الموسوعة الفلسطينية عشرين عالما عربيا من المختصين في حقول المعرفة المختلفة , ومن أقطار عربية متعددة للاجتماع وقام المجتمعون بوضع الخطط والتصورات العلمية للقسم الثاني من الموسوعة محاوره- ملامحه الرئيسية- موضوعاته – وباحثيه المشاركين – وطرق البحث والمعالجة – وأساليب التعامل والاتصال بين لجنة التحرير والباحثين ودور كل فريق منهما ومسؤولياته .

تابع مجلس الادارة اشرافه على عملية اعداد القسم الثاني وتقديم التوجيهات والملاحظات وتذليل العقبات . واستخلاصا من تجربة تحرير القسم الأول من الموسوعة الفلسطينية أخضعت رئاسة التحرير مواد القسم الثاني لعدد من المراجعات المتعاقبة والدقيقة , يقرأ الدراسة أولا رئيس التحرير في مراجعة تقويمية شاملة ثم تحال الدراسة الى عضو مختص في لجنة التحرير لمراجعة اكاديمية متخصصة وبعد أن يكون الباحث المشارك قد تلقى ملاحظات المراجعين , وردَ عليها, يتولى أحد محررى مكتب التحرير مراجعة الدراسة من جوانب متعددة : التواريخ والاحصاءات والجداول , المصادر والمراجع, الخرائط والصور, المصطلحات والاقتباسات, الوثائق الى جانب التدقيق اللغوى , بعد ذلك كله وبعد أن تكون الدراسة قد أعيدت الى الباحث المشارك ليطلع على مايكون قد جرى على الدراسة من تعديلات لتصبح الدراسة جاهزة للطباعة . كل ذلك لتفادى الأخطاء التي وقعت هيئة الموسوعة بها في الطبعة الأولى من القسم الأول والتي كانت ستستدركها في الطبعة الثانية (وللأسف لم تتم ) . ولم تكن رئاسة التحرير ولا هيئة الموسوعة , تتبنى ككل ,بالضرورة, كل كلمة أو رأى او فكرة وردت في دراسة الباحث , فبعض الآراء تركت كما وردت بناء على اصرار الباحث بعد لفت نظره اليها بالرغم من عدم اقتناع لجنة التحرير او احد من افرادها بذلك.

وقد وضعت رئاسة التحرير في حساباتها وهي تنظر في الأسماء التي كلفت بالكتابة في القسم الثاني عدة اعتبارات:
1- أن يكون الباحثون المشاركون من أصحاب الاختصاص من الأساتذة الجامعيين او الباحثين في مراكز الدراسات , ومن الكتاب ذوى الانتاج الجيد, وأكثر هؤلاء الباحثين هم من العاملين في حقل البحث العلمي والتدريس الجامعي .
2- أن تتسع رقعة التكليف الى أبعد حد , فيشترك أكبر عدد ممكن من الباحثين في معالجة الموضوعات المطروحة, بحيث يتناول الباحث الواحد موضوعا واحدا .
3- أن لايقتصر اختيار الباحثين المكلفين على الفلسطينيين , بل تتسع حلقة الاستكتاب لتشمل اهل الخبرة والعلم من مختلف الأقطار العربية . فالموسوعة اولا واخيرا مشروع عربي لاقطرى , قومي في اتجاهاته وبنيانه وهيكله وأجهزته الاستشارية والتحريرية .
4-أن لاينحصر نطاق الباحثين المكلفين في قطرى اصدار الموسوعة أى سوريا ولبنان, بل أن يمتد الى حيث يوجد باحثون مؤهلون في الاردن وتونس والسعودية والعراق وفلسطين المحتلة والكويت ومصر وبريطانيا وسويسرا وامريكا .

وقد شملت دراسات القسم الثاني (الخاص) مايلي:
1-الدراسات الجغرافيةوتشمل الجغرافية الطبيعية والجغرافية البشرية والاجتماعية والدراسات الاقتصادية
2- الدراسات التاريخية وتشمل ماقبل الفتح العربي الاسلامي ومابعده , والغزو الصليبي والمغولي والعهد المملوكي , والحكم العثماني, والحكم البريطاني
3- اما دراسات الحضارة فتشمل التربية والتعليم في فلسطين والمؤسسات الثقافية والحياة العلمية والفكرية والأدبية والاعلامية والشعبية والفنية في فلسطين
4- واخيرا دراسات القضية الفلسطينية وتشمل البعد الوطني الفلسطينيى والبعد القومي العربي والبعد الدولي والبعد الصهيوني للقضية كما وضعت دراسة مفصلة عن القدس واخيرا النظرة المستقبلية للقضية الفلسسطينية .

وقد كانت الآحوا ل الأمنية المتردية في لبنان في سنوات اعداد القسم الثاني مشكلة أساسية حيث كان هناك مكتب التحرير, ولكن كل ذلك جابهته هيئة الموسوعة الفلسطينية باصرارها, واستمرارها في العمل وقدرتها على مواصلة المسيرة حتى استطاعت أن تحول فكرة القـــــسم الثاني الى حقيقة ملموسة تحتل مجلداتها الستة, هذا اليوم, رفوف المكتبات في مختلف أنحاء العالم عام 1989 وهذا مااعتبره البعض معجزة أو مايشيه المعجزة, لكن هيئة الموسوعة اعتبرته تعبيرا عن ايمانها بالانسان العربي وبالعطاء الخلاق عند المفكر العربي وبصدق الالتزام وبالحاح الشأن الفلسطيني وتصدره الأولوية في أى سلم للاهتمامات العربية والثقافية المعاصرة.

واننا اذ نفخر جميعا بهذا الانتاج ونعتز به وقد تجسدت مخططاته وتصوراته في آلاف الصفحات بعد جهد خمس سنوات, وقد أهدى رئيس مجلس الادارةهذا العمل الكبير في مقدمته في المجلد الأول الى اخواننا الصامدين تحت نير الاحتلال الثائرين على وجوده واستمراره وجنوده ورموزه واعتبر أن أى كلام يصبح اجترارا تافها وترفا فارغا مالم يكن مرتبطا عضويا بحصى المنتفضين ورصاص الثائرين, فلهؤلاء المناضلين قدمنا موسوعتنا المتواضعة امام بطولاتهم, مع اكبارنا لهم ولبطولاتهم وتضحياتهم.

ولقد كانت هيئة الموسوعة الفلسطينية تتطلع الى انجاز الكثير من المشاريع بعد صدور القسم الثاني ومن هذه المشاريع:
1- اعداد ملاحق الموسوعة وهي الوثائق والخرائط والجداول والمراجع والصور والفهارس.
2- البدء باصدار كتب سنوية تغطي الأحداث والتطورات التي تحصل في فترات محددة.
3- ترجمة الموسوعة كلها او اقسام منها الى لغة (أو لغات) أجنبية.
4- اعداد موسوعة خاصة بالفتيان تعتمد لغة واسلوبا واشكالا وفنونا تتناسب واهتماماتهم وطاقاتهم وقدراتهم على الاستيعاب.

وللأســـــــــف الشديد أنه عندما بدأت هيئة الموسوعة تحضر للاعداد للقسم الثالث , وقد بدأنا العمل فعليا بالتحضير لقسم الوثائــق صدر قرارا جائرا عن منظمة التحرير الفلسطينية بايقاف العمل بالموسوعة الفلسطينية.
والى اللقاء في صفحات اخرى أتحدث فيها عن هذا القرار.
[/align][/frame]