"
الكلام على الأمة والمال " قال أبو علي وحدثنا أبو عبد اللّه إبراهيم بن محمد وأبو بكر بن الأنباري في قوله عز وجل: " تلك أمةٌ قد خلت " الأمّة: القرن من الناس بعد القرن، والأمّة أيضاً: الجماعة من الناس، والأمّة أيضاً: الملّة والسّنّة، ومنه قول اللّه عز وجل: " إنا وجدنا آباءنا على أمةٍ " أي على دينٍ، وكذلك قوله عز وجل: " لولا أن يكون الناس أمةً واحدةً " أي لولا يكون الناس كفاراً كلّهم. والأمّة أيضاً: الحين، قال اللّه جل وعز: " وادكر بعد أمّةٍ " أي بعد حينٍ، وقرأ ابن عباس وعكرمة: وادّكر بعد أمةٍ مثل عمهٍ وولهٍ أي بعد نسيان. والأمة أيضاً: الإمام، ويقال: الرجل الصالح، قال اللّه عز وجل: " إنّ إبراهيم كان أمةً قانتاً " والأمّة أيضاً: القامة وجمعها أمم، قال الأعشى:
وأنّ معاوية الأكرمين ... حسان الوجوه طوال الأمم
والأمّهة والأمّة والأمُّ والاُّم: الوالدة، قال الشاعر:
تقبّلتها من أمةٍ لك طالما ... تتوزع في الأسواق عنها خمارها
حدثنا أبو بكر الأنباري رحمه اللّه قال حدّثنا اسماعيل بن اسحاق القاضي قال حدّثنا مسلم ابن إبراهيم قال حدّثنا هشام قال حدّثنا قتادة عن مطرّف بن عبد اللّه عن أبيه: أنه أتى على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو يقرأ: " ألهاكم التّكاثر " فقال: يفول ابن آدم: " مالي مالي ومالك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو تصدقت فأمضيت أو لبست فأبليت " . قال أبو بكر: المال عند العرب الإبل والغنم. والفضّة: الرّقة والورق. والذّهب: النّضر والنّضير والعقيان.
قال وحدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى قال: المال عند العرب أقله ما تجب فيه الزكاة، وما نقص من ذلك فلا يقع عليه مال. قال وأنشدنا أبو العباس:
ألا يل قرّ لاتك سامرياً ... فتترك من يزورك في جهاد
أتعجب أن رأيت عليّ ديناً ... وأن ذهب الطريف مع التلاد
ملأت يدي من الدنيا مراراً ... فما طمع العواذل في اقتصادي
ولا وجبت عليّ زكاة مالٍ ... وهل تجب الزكاة على جواد