رباعية حب لأبي / هدى الخطيب
[frame="3 98"]
مازال يقرأ
قالوا عنه مات
تناسوا أنني طفلة
لا تؤمن بالمعجزات
نسوا أنني قلبٌ صغير
لا يفهم الخوارق
رجاء كفّوا عن النواح
الآن تركته
يقرأ صحف الصباح
ومازال يقرأ
فكيف يقولون إنه مات
***
عد إلينا يا أبي
آه من قسوتك يا موت
الدنيا في عيد...
الأطفال يضحكون و يمرحون
و بيتنا في سواد و دموع
و أبي عنّا بعيد...
أبعد من خطوط السفر و الريح
في برزخ خلف كلّ الحواجز
يعجز عن قفز الحواجز
أبعد من الصوت
و لجّة الحناجر
غربة قائمة تنأى بنا
و تبعده حدّ السماء
بحجم..
أنياب الموت الظالم
و صقيع..
بحر الشتاء الهادر
***
إليك يا أبي
إليك أبي في يوم ذكراك
إليك يا من
حرمتني الأقدار
من عطفك..
من حنانك..
من حبك..
إليك يا من جعلت قلبي
يعرف الألم..
قبل أن أعي معنى الألم..
عرفتك و كأني لم أرك..
و كأنك حلم جميل زار طفولتي
لأشعر بمعاني الطفولة..
تلك الطفولة التي عشتها
طرفة عين من الزمن
شعرت بعطفك الأبوي
بحنانك و حبك..
أذكر أيام طفولتي
يوم كنت أغني
على صدرك الدافئ
و بين ذراعيك
تغمرني بالحنان الصادق..
أحس كلماتك..
نبراتك..
صوتك..
أذكرك سراباً ملأ مدينة قلبي..
أذكرك أطيافاً عطرة لامست جبيني..
تذكرني بوداعتك..
برقتك..
بحلاوة ابتسامتك..
و بكلّ جميلٍ أورثتني إياه..
والدي
يوم توقف القلب عن الخفقان..
يوم سكت الصوت..
و غاب نورك..
و أيّ نور يضيء حياتي!!
نورٌ وهبني النور...
عد إلينا يا أبي
أخذوك إلى دنيا ثانية
حسبوا روحك فانية
لا و الله الذي..
بعث حياتي منك
سـتبقى دائماً روحك
يا أبي في قلبي خالدة
يتمتني و أختي
و أمّي باتت أرملة
داست نواميس الكون
على هذه الطفولة الساذجة
لكنه قدرٌ أراد البؤس للعائلة...
***
** مما كتبته وأنا في الثالثة عشرة من عمري أو أقلّ ..
[/frame]