التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,866
عدد  مرات الظهور : 162,389,870

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نور الأدب التخصصي > الأقسام > الرسم.والفن.التشكيلي.والكاريكاتير والخطوط > الرسم و الفن التشكيلي و الكاريكاتير
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 19 / 03 / 2008, 52 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
فتحي صالح
فنان وناقد تشكيلي وصحفي

 الصورة الرمزية فتحي صالح
 




فتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond repute

حوار مع التشكيلي اسماعيل شموط

حوار نشر في جريدة البعث السورية
مع رائد الفن التشكيلي الفلسطيني المعاصر
التشكيلي إسماعيل شموط
حاوره : فتحي صالح

صباحاً عند الساعة التاسعة من يوم الجمعة 17/5/2002 ، حملت حقيبتي التي جهزتها بما يلزم من آلة تسجيل ، و آلة تصوير فوتوغرافي ، و مخطط أولي للأسئلة ، ... ، متوجهاً إلى مكان اللقاء ، صعدت السيارة وأنا أحمل في رأسي صورتيهما ( شموط و الأكحل ) و هما ثنائي لا ينفصل ، لكن للخصوصية و الاختصار أتحدث عن اسماعيل شموط الذي أستذكر في تلك الأثناء أولى أعماله التي رأيتها و قد جذبتني ، و بقيت راسخة في ذاكرتي ، أتصورها دائماً و تحضر في البال حالما يذكر اسمه ، مائياته التي رسمها في أواسط السبعينات من القرن الماضي ، و كان أن شاهدت صورا ً لها ، عندما كنت يافعاً في بداية انفتاحي على الفن التشكيلي في أوائل الثمانيات من ذات القرن ، جذبتني تلك الشفافية اللونية الرائعة ، و التعبيرية الصادقة ، المتجسدة في الإحساس المتعمق ، و التي نلمسها بأخصيتها في الوجوه الدافئة رغم مأساوية الموضوع ، في العيون التي تسحر ببريقها ، في العناصر المتداخلة التي تشكل تكوينات سلسة ، و في الخطوط المتشابكة في نسيج له لحمة كروم الجليل و بيارات يافا و رائحة برتقالها . بل إن أعماله التي تابعتها فيما بعد ، في مجملها لها نكهة زيتون فلسطين و عبير ترابها المقدس ...
وصلت إلى المتحف الوطني بدمشق قبيل الساعة العاشرة التي كان موعدنا عندها، انتهزت بضع دقائق وقفت خلالها أمام قصر الحير الشرقي أتأمل واجهته بكل ما فيها من ألق و روعة معمارية و زخرفية ، و أراقب بعض الحمائم التي اتخذت لها أعشاشاً في أعلاها ، قبل أن أدخل إلى بهو القصر الذي عرضت فيه تسع عشرة جدارية منها إحدى عشرة للفنان اسماعيل شموط ، و الباقية للفنانة تمام الأكحل
دقائق قليلة ، قضيتها واقفاً أمام جداريته التي تركت فيّ وقعاً خاصاً ، المسماة " الربيع الذي كان " الأولى في ترتيب العرض و الأولى في الترتيب الزمني للإنجاز ، أعيد قراءة تفاصيلها و دقائقها قبل قدومه ...
لم يكن صعباً علي أن أتعرف إليه ، و يبدو لي هو كذلك عندما توجهت إليه بالتحية و السلام ...
ابتسامات متبادلة ، و بعض الحديث المشترك عن قضايا اجتماعية و شخصية لا تخلو قبل البدء بجلسة الحوار المسجلة ، اخترنا مكاناً هادئاً داخل القاعة اليسرى للمتحف .

* كيف تعرفنا إلى سيرتك الإبداعية ..؟؟!
** منذ طفولتي فُتحت عيناي على حب الألوان ، ألوان الطبيعة المحيطة ، الحياة بشكل عام جميلة ، ... أبي و أعمامي " العائلة " كانوا يبيعون الخضروات و الفواكه ، فكان ترتيب الخضروات و الفواكه بألوانها المتعددة والمتشكلة الدرس الأول في حياتي لكيفية ترتيب الألوان ...
عندما كنت في سن السادسة من عمري كانت فلسطين مشتعلة بثورات الـ " 36 " المشهورة ، وهذا لم يمنعني من دخول المدرسة ، و أن أكون محظوظاًَ ، حيث أن مدرس الفنية في ذلك الوقت - وهو من القدس أصلاً و اسمه داوود زلاطيمو - رعاني في المدرسة و أخذ بيدي ، اكتشف إمكانياتي الفنية كطفل و أخذ يرعاني بكل عناية ، رغم أن جو المنزل لم يكن مشجعاً ، و كان هذا حال كثير من المواهب ، خاصة و أن الناس وأهلي بسطاء ، و كانوا يعتقدون أن الأهم من صرف الوقت في الرسم ، هو الاهتمام بالدراسة . لكن يبدو لي أن كل إنسان يولد موهوباً و هذه الموهبة بمستويات مختلفة ، تحتاج إلى ظروف معينة ، تحتاج إلى رعاية ، و أحياناً هذه الموهبة إذا كانت خارقة للعادة ، هي تخلق ظروفها و توجد مناخها .
في الفترة ما قبل عام 1948 رسمت بالألوان الزيتية والمائية و الطباشير ... و كانت معظم المواضيع التي رسمتها هي مواضيع الجمال المحيطة بحياتنا ، و سهول فلسطين الجميلة ، المليئة ، الزاخرة . قبل نكبة عام 1948 بسنة ، مارست رسم اللوحات التي لها علاقة بالحدث الفلسطيني ، أذكر أنني رسمت صورة " للحاج أمين الحسيني " الذي كان قائداَ للثورة الفلسطينية في ذلك الوقت، و رسمت بعض صور الشهداء منهم عبد القادر الحسيني .. إنما جاءت النكبة فأوقفت كل نشاطاتي ، و كانت مفصلاً مهماً في حياتي ليس فقط أنا ، و في حياة الفلسطينيين ، و العرب بشكل عام .
أصبحت لاجئاً ، و كنت من الذين لجئوا مع أهلي العائلة كلها - آل شموط – إلى قطاع غزة ، و هناك كانت الحياة صعبة ، مما اضطرني لأن أعمل بائعاً للحلوى لمدة عام تقريباً ، خلاله لم يكن لدي إمكانية لأن أشتري ورقة و قلماً لأرسم عليها ، فكنت أرسم على الأرض . لكن عندما افتتحت مدارس اللاجئين وقبلت مدرساً متطوعاً فيها ، بدأت أجد الورقة و القلم ، و بدأت أستعيد إمكانيات الرسم ، و كانت معظم الرسوم التي رسمتها مما يحيط بي كلاجئ فلسطيني . بعدها وبأقل من سنة اكتشفت أن الرسم هو فن يحتاج إلى دراسة ، و لا تكفي الموهبة وحدها أن تكون الدافع - المحرك – لحياة الفنان ،لا بد من الدراسة ، لا بد من التعرف إلى أدوات الفن ، إلى آفاق الفن ، و إلى تاريخ الفن ، و فلسفة الفن ، فبدأت أسعى إلى السفر ، و كانت مصر هي المتاحة ، حيث كانت تقدم مساعدات كبيرة جداً للطلبة الفلسطينيين ، فلم نكن ندفع أية رسوم للدراسة . استطعت أن أصل للقاهرة و ألتحق بكلية الفنون الجميلة عام 1950 .
في عام 1953 وجدت أنه أصبح لدي عدداً كبيراً من اللوحات مما يمكنني من إقامة معرض .. لكنني لم أكن أملك الثقة لإقامة هذا المعرض في القاهرة ... فحملت لوحاتي إلى قطاع غزة ، وقلت أنه في غزة يجب أن أعرض أعمالي على أهلي أولاً، و على شعبي وأرى ما هو رد الفعل ... و كان رد الفعل إيجابياً ومؤثراً فيّ وفي الناس ، لذلك قررت من هناك أن هذا هو خط حياتي ، و هذا هو مساري ..
عدت إلى القاهرة بعد هذا النجاح الكبير الذي حققته على الصعيد الشعبي العام في قطاع غزة ، و في مدينة غزة بالذات . عدت وأنا مليء بالثقة لأقيم معرضي التالي في القاهرة الذي رعاه و افتتحه الزعيم الراحل جمال " عبد الناصر " والذي شاركت به تمام الأكحل - زوجتي – و هي من يافا لجأت إلى بيروت ثم جاءت إلى القاهرة أواخر عام 1953 لدراسة الفن أيضاً ، فكانت فرصة لأن نتعارف من خلال هذا المعرض ... ثم أكملت مشواري ، سافرت إلى روما لدراسة الفن هناك ، الفن لا تنتهي دراسته ، نحن ما زلنا ندرس إلى الآن ...

* فلسطين السيرة و المسيرة عنوان هذا الجهد .. كيف نشأت الفكرة و إلام تهدف ؟؟!
** نحن أتيح لنا عام 1997 أن نزور فلسطين ، كل فلسطين ، بما في ذلك مدينتين رئيسيتين بالنسبة لنا ، مدينة هي اللد مسقط رأسي ، و مدينة هي يافا مسقط رأس تمام ، زرناهما بعد حوالي خمسين سنة من غيابنا عنها ... فكانت الزيارة مؤثرة جداً لدرجة كبيرة ليست اللد و يافا بل كل فلسطين . وعندما عدنا إلى مقر إقامتنا الحالي في عمان قررنا أن نقوم بعمل متميز عن أعمالنا السابقة ، فكانت هذه اللوحات التي هي جهد أربع سنوات من العمل المتفرغ ، أسميناها السيرة و المسيرة لأنها تعرض سيرة و مسيرة القضية الفلسطينية ، وفي نفس الوقت بعضاً من سيرتنا الذاتية .
لخصنا في أعمالنا تجربتنا الحياتية ، و تجربتنا الفنية التي يمتد عمرها نحو خمسين سنة ، و في نفس الوقت نهدف إلى أن نعرض هذه القدرة الإبداعية الفلسطينية ، التي يمتلكها الإنسان الفلسطيني ، لأهلنا ، لأمتنا العربية ، و أيضاً للعالم . نحن لم نخرج حتى الآن بهذا المعرض إلا إلى تركيا كبلد غير عربي - بلد إسلامي - إنما هناك مخطط لأن نخرج بهذا المعرض إلى الدول الأجنبية مستقبلاً .. الهدف يتلخص في ناحيتين : ناحية لها علاقة بالشكل و بالقدرة الفنية .. نعرّف بأن هذا الشعب الفلسطيني لديه فنانين يقدموا هكذا مستوى من الأعمال . وناحية أخرى الهدف منها تذكير أهلنا ، أمتنا ، أصدقاءنا في العالم بما حدث في فلسطين من خلال الذكريات التي عشناها . نحن رسمنا في هذه اللوحات ليس فقط خيالات أو ذكريات أو قصص رواها لنا الناس ... لا ، هي قصص عشناها بأنفسنا و أردنا قبل أن يمتد بنا العمر أكثر ، و نكبر ، و نكبر بالسن .. و نكون عاجزين عن التعبير ، أن نعبر بهذه اللوحات كشهادة على ما عشناه من أحداث أليمة ألمت بالشعب الفلسطيني .
نحن هنا الآن في دمشق المحطة التاسعة للمعرض الذي أقيم للمرة الأولى في عمان ، ثم في أنقرة ، استنبول ، أبو ظبي ، الشارقة ، دبي ، الدوحة ، القاهرة ، و بعد دمشق نذهب إلى حلب ، و من ثم هناك محطات كثيرة نرسم مواعيدها .

* لقد أسست لإرساء القواعد الأولى للفن الفلسطيني المعاصر ، كيف كانت حالة الفن التشكيلي الفلسطيني قبل عام 1948 ؟؟ ! و ما هي القواعد التي اتبعتها بعد ذلك لينحى الفن تجاه المعاصرة ؟!!...
** عندما بدأت لم يدر في ذهني أن أكون مؤسساً أو غير مؤسس ، لكن الظروف قامت بهذا الدور ، و اكتشفت أنني أول إنسان فلسطيني يدرس الفن بجدية ، و يجعل هذا الفن حياته . قبل عام 1948 لم يكن هناك أشخاص درسوا الفن التشكيلي بمعناه الصحيح ، و كرسوا حياتهم لأجله ... و إنما كانت هناك محاولات كثيرة في إطار الهواية ، أو في إطار الارتزاق من وراء الأعمال الفنية ... منهم أشخاص كانوا يعيشون في القدس ، تعلموا الرسم في الكنيسة ، وكانوا يقومون ببعض اللوحات و يبيعونها للسواح .. منهم مثلاً أستاذي الذي تكلمت عنه في بداية أحاديثي الأستاذ داوود " زلاطيمو " الذي رسم لوحات لها علاقة بالتاريخ العربي ، بالألوان الزيتية ، لكنه لم يكن متفرغاً كلياً لهذا العمل . منهم أيضاً آخرين أتيحت لهم فرص ليدرسوا الفن لكنهم لم يكملوا .. واحد منهم اسمه " فضول عودة " من الناصرة ، سافر في العشرينات عن طريق بعثة ألمانية أو روسية لا أذكر و عاد مدرساً ، ومنهم أيضاً نحات عمل في مجال الفخار وهو من بيت " مسمار " ، كان له فاخورة كبيرة ، هؤلاء من الأشخاص الذين حاولوا ... منهم مثلاً " جبرا إبراهيم جبرا " الكاتب و الناقد الذي مارس الرسم كهاو ، وله العديد من اللوحات ... ومنهم مجموعة في الثلاثينات ذهبوا لدراسة فن الزخرفة - فنون تطبيقية - .
لذلك كنت أنا من حسن حظي أنني أول من درس الفن التشكيلي بمعناه الحقيقي و على أيدي أساتذة معروفين و مرموقين ... ومن ثم كرست حياتي لهذا الموضوع ، بحيث أصبح يشار إلي كأنني رائد للحركة التشكيلية الفلسطينية ، و أنا لم أكن غافلاً عن أهمية دوري ، لذلك حرصت على أن لا ألهث وراء المدارس الأجنبية الحديثة ، و لكنني وجدت أن الفن قدرة نضالية في سبيل مساعدة الإنسان على العيش بشكل أفضل ، في سبيل تخيف الظلم ، في سبيل تجميل الحياة ، في سبيل دفع الإنسان لمزيد من التمسك بالحياة ... لذلك تجد أن هذا الأسلوب الذي أرسم به هو خليط من مدارس عديدة ، يمكن أن نسميها الواقعية ، الرمزية ، التعبيرية ، التي تبلورت بأسلوب أصبح خاصاً بي .

* تعتمد على الكونترستات ، تتعامل مع الخط بقوة في التكوينات الأساسية ، ثم يتلاشى في التكوينات المساعدة إلى حد الاعتماد على شفافية اللون الفاتح فوق قيم لونية معتمة .. إلى أي حد يساعدك ذلك في التعامل مع الفكرة ، و ما هي فلسفة ذلك ؟!!...
** أنا أعتقد أن الرسم هو أساس اللوحة ، الرسم بمعنى الخط ، و الخط الذي يرسمه الرسام ، إن لم يكن مقتدراً، و لديه إمكانيات الإلمام بأهمية و حساسية الخط مهما لوّن فإن العمل لديه يبقى ضعيفاً ، لذلك برأيي أن الرسم هو أساس اللوحة ... الرسم بمعنى الخطوط ، و أنت شاهدت في اللوحات المعروضة كيف تتطور اللوحة منذ بدايتها إلى نهايتها . أنا أرسم مباشرة على " الكانفاس " ، لا أرسم اسكتشات ، أرسم بشكل مباشر ، اللوحة تكون تقريباً في ذهني غير مكتملة ، لكن الفكرة الأساسية موجودة .. و أنا صاحب خبرة و تجربة طويلة في هذا المجال ، فالخط عندي هو خط سهل ، و يأخذ مكانه بالضبط ، لا أكون متردداً . أنا لا أفكر في اللون و أنا أرسم ، عندما ألون تكون " الباليتة " أمامي وفيها كل الألوان ، أترك لنفسي الحرية التامة ، و لمشاعري الإخلاص التام كي تتناول فرشاتي اللون الذي أحس به في تلك اللحظة .. وأنا لا أفكر أن يأتي اللون فوق الخط أو الخط فوق اللون ، و لا الشفافية ، هذه أمور لا أفكر فيها ، لكنها تأتي تلقائياً نتيجة لهذه التجربة الطويلة .

* قد تكون أجبت عن السؤال التالي أو جزء منه ، و هو أنك أحياناً تختصر اللون في جزء من العمل اختصاراً يصل حد الخط الأول للتشريح .. هل هذا نوع من التصوف الفني .. أم أنك تشعر أن اللوحة تكتمل بهذه الحدود ؟؟!! ..
** يمكن أن أضيف ، إنه يوجد نوع من التصوف أثناء عملية الإبداع ، أثناء عملية الإنتاج ... أنا لا أنسى مثلاً إحدى لوحاتي اسمها " العطش على طريق التيه " ، عندما كنت أرسمها لاحظت زوجتي تمام أنني أطلب الماء بشكل كبير ، أشعر بالعطش الشديد مع الناس الذين أرسمهم – أعطوني ماء ، أريد أن أشرب – يعني ، أعيش الحالة التي أرسمها ، عندما أرسم إنسان بملامح معينة ، أتصور أن ملامحي أصبحت كملامح الشخص الذي سأرسمه ، و أتعب كثيراً إلى أن أصل إلى التعبير الذي أريده ، لا أترك الأمور على ما هي عليه ، بمعنى - كيف ما يطلع يطلع - ، لا ، يجب أن يكون التعبير بالضبط ، الحركة بالضبط ، كما أنا أتصورها ، بأفضل ما يمكن أن يعبر عن الشيء الذي في ذهني .

* هذه الجداريات ملحمية تؤرخ لفلسطين منذ ما قبل النكبة في اللوحة الأولى زمنياً " الربيع الذي كان " إلى الانتفاضة و ما بعدها في اللوحة الأخيرة زمنياً " أحلام الغد " ، هل أنت ترسم مذكراتك ؟ ما هي الرسالة التي توجهها من خلال هذه الملحمية ؟ !!...
** أنا أولاً صاحب موقف بالنسبة للحدث الذي يدور من حولي ، و خاصة ما يتعلق بي شخصياً كعربي ، كفلسطيني ، كإنسان . لذلك هدفي هو أن أنقل هذه الأحداث ، هذه المشاعر ، هذه الصور المختزنة في نفسي و التي عشتها إلى الناس بأسلوب يحركهم ، بأسلوب يحرضهم ، بأسلوب يجعلهم يتساءلون أمام اللوحة ... اللوحة بالنسبة لي ليست فقط لوحة تراها العين و تمضي ، لا ، أنا أخاطب من خلال لوحتي الضمير ، ضمير الإنسان ، أخاطب فكره ، أخاطب أحاسيسه و مشاعره ، أثير فيه نزعات الإنسان الحقيقية ، أين موقفك من هذا الشيء الذي حدث ، و أنا أعتبر أن هذه رسالة كبيرة على كل فنان أن يقوم بها .
أنا ضد الالتزام في الفن ، بأي معنى ؟ بالمعنى الضيق للالتزام ، و الالتزام الضيق أعني فيه أن يقال لي أرسم كذا ، أو اعمل كذا ، طالما أنت منتمي إلى جهة ما، هذه الجهة تريدك أن تفعل كذا و كذا ، أنا ضد ذلك ، إنما الالتزام تجاه الإنسان هو الالتزام الحق بالنسبة للفنان ، الالتزام الذي يجعل مساحة الحرية أمامي واسعة جداً كما هو الفضاء ، لا يحدني شيء ، قرار من هذه الجهة أو تلك ، يجب أن يتمتع الفنان بكل حرية ، الالتزام أفهمه بهذا الشكل ، هو التزام إنساني ، و التزام تجاه ما يحدث . هذا لا يعني أنني إذا لم أكن ملتزماً تجاه جهة ما ، تنظيم أو حزب ، أو .. الخ ، أنه ليس لي موقف ، لا، أنا لي موقف من الحياة ، لي موقف من الأحداث ، لي موقف من كل ما يجري حولي ، و هذا الموقف ليس بالضرورة أن ينعكس دائماً بصور ... أنا دائماً أقول : إنني أبحث عن فنان ملتزم ، و ليس عن فن ملتزم ، لا يوجد فن ملتزم ، يوجد فنان ملتزم ، والفنان الملتزم عندما ينتج أي شيء ، يصبح هذا العمل الذي أنتجه هو عمل فني ملتزم . أنا يهمني أن يعيش الفنان واقعه ، وأن يعايش أحداثه ... لا يجلس في برج عاجي بعيداً الناس ، يعيش على الأرض بين الناس ، يحس و يشعر بمشاعرهم ، و في نفس الوقت ينقل أحاسيسهم و مشاعرهم ، و يعبر عن آلامهم و آمالهم بنفس الوقت ... هذا ما أؤمن به بالنسبة لهذا الموقف .

* لك عد من المؤلفات والكتابات الثقافية الفنية و التراثية ، هل لك أن تذكرنا بها و تعرفنا إليها ؟؟!!!...
** أول كتيب : أنجزته اسمه " الفنان الصغير " سنة 1957 ، عندما عدت بعد دراسة الفن في روما ، اكتشفت أن مدارس اللاجئين تفتقر إلى مادة التربية الفنية ، سألت المسؤولين في وكالة الغوث – كان اهتمامي بمدارس اللاجئين – فقالوا لي : إن المشكلة هي أن تدريس هذه المادة مكلف ، و في نفس الوقت لا يوجد مدرسين لهذه الموضوع ، يومها قمت بجهد متواضع في هذا المجال ، قمت بجولات في مناطق وجود مخيمات اللاجئين في غزة ، في الضفة ، في الأردن ، في لبنان ، في سورية ، وكنت ألتقي مع المدرسين الذين لهم ميول نحو الرسم ، و أتحدث معهم عن أهمية التربية الفنية ، ثم أنجزت هذا الكتيب " الفنان الصغير " الذي يحوي إرشادات فنية ، و فيه فكرة عن ماهية التربية الفنية .
الكتاب الثاني : اسمه " موجز تاريخ فلسطين المصور " و هو تلخيص لقضية فلسطين – طبعاً بكل اللغات - و بكميات هائلة تفوق المئة ألف نسخة في أول السبعينات من أجل التعريف ، بمعنى ، أنا أريد للأجنبي أن يقف معي ، و حتـى يقف معي يجب أن يعرف الحقيقة ، و هذه الحقيقة تكمن في مجموعة من المجلدات ، هذه المجلدات درستها و لخصتها و كثفتها في هذا الكتاب .
الكتاب الثالث : مجلد كبير اسمه " فلسطين تاريخ و حضارة " اكتشفت أن رسامين كثيرين من الذين جاؤوا مع البعثات الاستكشافية و الاستشراقية في القرون الأخيرة ، و بالذات في القرن التاسع عشر ، هؤلاء الرسامين رسموا فلسطين كما كانت ، و اكتشفت بأن هذا هو رد واضح على المزاعم الصهيونية التي تقول : بأنهم هم جاؤوا إلى فلسطين أرض بلا شعب لشعب – اليهود – بلا أرض ، و هذه مقولة كاذبة ، ففلسطين كانت عامرة طيلة آلاف السنين التي مضت ، عامرة بأهلها و بتراثها و بحضارتها و بكل ما تعنيه كلمة شعب و وطن . استفدت من هذه الرسوم ، نظمتها و أخرجتها و طبعتها بمجلد كبير بهذا الاسم " فلسطين تاريخ و حضارة " لأبين أن فلسطين هكذا كانت قبل مجيء الصهيونية ، و قبل مؤامرة الصهيونية الاستعمارية ، و هذه شهادات لم نرسمها نحن ، بل فنانون غربيون ، جاؤوا و رسموا ما شاهدوه ، و هي تعبر عن أن هذه البلاد كانت دائماً حية و عامرة بأهلها و بزراعتها و بحضارتها و بتراثها .
الرابع : كان كتيباً عن الفن الشعبي الفلسطيني .. أقمنا معرضاً متجولاً في العديد من العواصم الغربية تحت اسم " الفن الشعبي الفلسطيني " . لم نعرض في هذه المعارض أي شيء سياسي ، فقط تراثنا من الأزياء ، و من الأشغال اليدوية ، كما تعرف فلسطين غنية في هذا المجال ، كان فيها مثلاً مصنوعات خشب الزيتون ، والصدف ، و الفضة ، و الزجاج ، و البسط ، و القش ... و الآلات الموسيقية ... الخ ، هذه الأشياء كنا نعرضها في هذه المعارض ، فأنجزت كتيباً يوضح ما هو هذا الفن الشعبي الفلسطيني .
الكتاب الخامس : اسمه " الفن التشكيلي في فلسطين " في أواخر الثمانينات و هو عبارة عن توثيق للحركة التشكيلية الفلسطينية ، اشتمل على كشف بحوالي خمسمائة إنسان فلسطيني درس أو مارس فن الرسم أو الفن التشكيلي بشكل عام .. و اشتمل أيضاً على رسوم و لوحات مطبوعة بالألوان لأكثر من مئة و عشرين فناناً فلسطينياً يعيشون في مختلف البقاع .. من الذين يعيشون داخل فلسطين المحتلة ، أو في المنافي التي يوجد بها الفلسطينيون .
بعد ذلك كان كتابنا الحالي الذي هو كتاب " جداريات السيرة و المسيرة الفلسطينية " هكذا كان اسمه ، بعد ذلك اختصرناه و أسميناه " فلسطين السيرة و المسيرة " و هو كتاب يحكي شيئاً من سيرتنا الذاتية التي هي جزء من السيرة العامة بأسلوب ، أتصور أنه كان مقبولاً لدى الناس ...

* لو تحدثنا عن تجربتك كأول أمين عام لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين ، و أول أمين عام لاتحاد الفنانين التشكيليين العرب ، و ما هي رؤيتك لواقع الفن التشكيلي الفلسطيني ؟!!!.....
** عندما تأسست منظمة التحرير الفلسطينية في الستينات ، كان لي الحظ أن أعمل فيها ، في مجال تخصصي و هو الثقافة و الفنون ، و بدأنا في تلك الفترة في أواسط الستينات عام 1966 نبحث عن الفنانين التشكيليين الفلسطينيين لنكون معاً رابطة أو جمعية أو اتحاد كي ننظم نشاطنا و ندعم بنفس الوقت النشاط الفردي الفلسطيني ، فتأسس الاتحاد في أواخر الستينات عام 1969 وكان يشمل كل العاملين في مجالات الفنون كافة ، لكن هذه التجربة لم تكن ناجحة ... بعدها بسنة تقريباً وجدنا نحن كفنانين تشكيليين أنه من الأفضل لنا أن نعيد تجميع أنفسنا ، وأنه على الفنانين الآخرين في مجالات – مثلاً – الموسيقى – والغناء و الرقص و المسرح ، أن ينظموا أنفسهم .
نحن كان سهلاً علينا أن نعرف أن هذا الشخص فنان أم لا ، بينما في مجال السينما لا تعرف الفنان من غير الفنان ، أصبح عضواً في الاتحاد كل من يدير مفتاح الإضاءة . نحن نظمنا أنفسنا كفنانين تشكيليين ، و بدأنا ننشط في هذا المجال ، واختاروني كرئيس لهذه المجموعة ... عام 1971 شاركنا هنا في دمشق في تأسيس الاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب كوفد لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين و استطعنا أن نثبت حضورنا و وجودنا و الدليل على ذلك أنني انتخبت أول أمين عام لاتحاد الفنانين التشكيليين العرب . فكنت أحمل صفتين أمين عام اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين ، و أمين عام اتحاد الفنانين التشكيليين العرب .
اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين كان مبعثراً ، بحكم تبعثر الشعب الفلسطيني ، هناك جزء منا بقي في أراضي عام 1948 ، و جزء آخر بقي مابين غزة و الضفة ، وآخرون متواجدون في سورية ، في لبنان ، في الخليج العربي ، في الأردن بدأنا نلم شتاتنا و ننسق فينا بيننا ، و نعرض إنتاجنا بمعارض جماعية فلسطينية في عدد من البلدان العربية ، و في البلدان الأجنبية أيضاً . كذلك كان لنا اهتمام بالمواهب الناشئة ، فاستطعنا أن نؤمن لبعض المواهب فرص دراسة الفن في الخارج ، أو إيفاد بعض الفنانين للخارج للاستفادة من خبرات الآخرين .
اتحاد الفنانين التشكيليين العرب عندما تأسس ، أيضاًَ كان له دور في هذا المجال إذ أحدثنا يومها نوعاً أسميناه التبادل الثقافي بيننا و بين الدول العربية ، مثلاً نحن كفلسطينيين كنا نرسل فنانين أو ثلاثة إلى تونس، تونس ترسل لنا فنانين أو ثلاثة ، هؤلاء يقيمون أسبوعين أو ثلاثة ، و هؤلاء يقيمون أسبوعين أو ثلاثة ، و كل طرف يتعرف و يكتشف خبرات الآخر و يتعلم منها . هذا الاتحاد استمر و كان له الفروع التالية : فرع الأرض المحتلة في الضفة وغزة ، فرع لبنان ، فرع سورية ، فرع الكويت ، ثم أنشأنا فرع للفنانين المتواجدين في الخارج ، ثم أسسنا فرع للاتحاد في قطر ، وآخر في الأمارات .
لكن الاتحاد في الحقيقة تعرض لضربتين قاسيتين في تاريخه ، الضربة الأولى كانت عام 1982 عندما اجتاحت القوات الإسرائيلية بعدوانها السافر على لبنان و على منظمة التحرير الفلسطينية . فتبعثر الفنانون الذين كانوا متواجدين في لبنان و ضاع فرع الاتحاد في لبنان . ثم الضربة الثانية التي حدثت في الكويت عندما حصلت أزمة الكويت ، باحتلال العراق للكويت و ما نتج عنه من تهجير للجالية الفلسطينية من الكويت ، و أيضاً مرة أخرى تبعثر عدد آخر من الفنانين ، لم يبق أحد من الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في الكويت ، كلهم ذهبوا إلى الخارج و تبعثروا في العالم .
في أوائل التسعينات كما تعرف في عام 1994 دخلت السلطة الفلسطينية إلى فلسطين ، و بدأت محاولات في الداخل من قبل الفنانين التشكيليين الموجودين في الداخل لترتيب أنفسهم في إطار جمعية جديدة أو اتحاد جديد لأن اتحادنا يعتبر انتهى حقيقة في عام 1990 . المحاولات استمرت لكنها في اعتقادي لم تنجح ، هناك رابطة لكنها رابطة ضعيفة و ليست بمستوى الأحداث ، و الأحداث الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني عبر السنوات الأخيرة ، بالذات في السنة الأخيرة ، كانت سنوات صعبة لم تساعد على إعادة تأسيس الاتحاد بشكل جيد ، فالاتحاد حالياً بحالة تجمد .
بالنسبة لشكل الحركة التشكيلية الفلسطينية ، لا شك أن وجود الفنانين الفلسطينيين في عدد من البلدان العربية و الأجنبية شكل لهم فرصة للتفاعل مع الفنانين المحليين والاستفادة من خبرات الآخرين ، و هذا ما جعل الحركة الفنية التشكيلية الفلسطينية في فترة من الفترات ذات مستوى مرموق قياساً بالحركات الفنية العربية . لكن كما ذكرت الأحداث التي جرت في لبنان و الكويت ثم في داخل فلسطين لا شك أنها أثرت كثيراً على مستوى الإنتاج . أنا لم أتحدث عن الفنانين الفلسطينيين في الأردن لأنهم يعتبرون أنفسهم حالياً أردنيين لأسباب كثيرة ، لا يستطيعوا أن يشكلوا حالة فلسطينية لها خصائصها المتميزة .

* كي تعرفت إلى الفنانة تمام الأكحل ، هل لك أن تروي قصة ارتباطك بها منذ ذلك الحين إلى الآن ؟؟!!...
** كنت في سن الثانية و العشرين عندما تعرفت إلى تمام أواخر عام 1953 ، و كنت أعد لمعرضي في القاهرة ، و جاءت تمام من بيروت بمنحة دراسية من مدارس المقاصد الخيرية اللبنانية لدراسة الفن في القاهرة ، و لحسن الحظ أن أبوها كان رجلاً منفتحاً على العلم و على الدراسة ، فلم يمانع في سفرها ، فجاءت إلى القاهرة بهدف الدراسة ، أحوالها المادية لم تكن جيدة فذهبت إلى الجامعة العربية لتطلب مساعدة ، و لكن الجامعة العربية قالت لها لا نستطيع أن نقدم لك مساعدة ، و لكن طالما أنت رسامة ، فمعنى ذلك أن عندك لوحات ، فإذا كان لديك لوحات ، يوجد شاب اسمه " إسماعيل شموط " يعمل على تنظيم معرض له هنا في القاهرة لماذا لا تشتركي معه في عرض بعض لوحاتك و تبيعي منها وتتدبري أمرك ، و هكذا كان ، و كانت هذه البداية ، هكذا تعرفت إلى تمام ، و تقابلنا كذا مرة في القاهرة ، في المعهد الذي كانت تدرس فيه ، وهو معهد الفنون الجميلة . المهم بدأنا نحس باقترابنا من بعضنا ، هي فلسطينية ذات نفس التجربة ، ذات نفس الهموم ، ذات نفس التطلعات ، فحصل نوع من التقارب بيني و بينها ، و أنا في الحقيقة كنت على وجه سفر ، بعد شهور قليلة كنت أستعد للسفر إلى روما عندما أقمنا المعرض الذي افتتحه الرئيس جمال عبد الناصر . فيا عزيزي هكذا بدأت العلاقة ، و أنا في روما كنت على اتصال بها من خلال المراسلة و اتصلت بأهلها ، لأنني أحسست أني بحاجة لها و أنها بحاجة لي ، فارتبطنا ، و كان زواجنا في العام 1959 . نتناقش في إنتاجنا ، نتحاور ، لكن لا نتدخل ، هكذا منذ البداية اتفقنا على أن حياتنا الفنية مستقلة ، كل واحد له حياته الفنية ، لا أسمح لنفسي أن أتدخل بشؤونها الفنية دون أن تطلب هي ذلك ، و العكس كذلك ، هكذا استطعنا أن نحافظ على شخصية كل منا ، دون أن أرهقها بأسلوبي أو ترهقني بأسلوبها أو بأفكارها ، يوجد تفاهم جيد في مجال الفكر ، في مجال الفن ، في مجال النضال .. يعني ظروفنا متشابهة جداً ، و آمالنا متشابهة .

* هل لديك هوايات أخرى ؟؟ !!...
** أنا لي أكثر من هواية ، أبرزها الموسيقى ، و هذه كانت منذ صغري ، حيث كنت مغرماً بعازف الشبابة و الناي و اليرغول و هذه الأمور ، فعشقت الموسيقى و تعلمت العزف على بعض الآلات كهاو .
لي هواية في التصوير ، أنا أصور جيداً ، أصور فوتوغرافياً ، و الآن كمبيوترياً ، دخلت عالم الكمبيوتر كهاو ، و استفدت أيضاً من عالم الكمبيوتر بأن أستخدمه للرسم ، فرسمت العديد من اللوحات بواسطته .




* ببلوغرافيا الفنان إسماعيل شموط
- 1930 ولد في مدينة اللد .
- 1948 شردته النكبة من مسقط رأسه إلى مخيم اللاجئين في " خان يونس " بقطاع غزة .
- 1950- 1956 درس فن الرسم و التصوير في كلية الفنون الجميلة في القاهرة ، ثم في أكاديمية الفنون الجميلة بروما .
- 1953 أقام أول معرض له في غزة .
- 1954 أقام معرضه الثاني في القاهرة بمشاركة زميلته تمام الأكحل ، رعاه و افتتحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر .
- 1959 تزوج من زميلته تمام الأكحل .
- 1969 انتخب أول أمين عام لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين .
- 1971 انتخب أول أمين عام لاتحاد الفنانين التشكيليين العرب .
- 1957-1995 له عدد من المؤلفات و الكتابات الفنية و الثقافية و التراثية .
- 1953-1998 أقام معارض شخصية " معظمها بمشاركة زوجته الفنانة تمام الأكحل " في معظم البلاد العربية و في عدد كبير من بلاد العالم .
- حاصل على : درع الثورة للفنون و الآداب ، وسام القدس ، جائزة فلسطين للفنون ، جوائز عربية و دولية عديدة .
- 3/7/2006 : في إحدى مشافي لندن ، حيث كان يتلقى العلاجهناك ، و قد خضع لعملية تغيير صمام في القلب للمرة الثالثة ، لكنه أصيب بنزيف في أجزاءمن جسمه أدت الى وفاته.
- 8/7/2006 : نقل إلى مثواه الأخير في مقبرة ( سحاب ) في عمّان الأردن .

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
فتحي صالح غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25 / 03 / 2008, 29 : 04 PM   رقم المشاركة : [2]
آنست نوراً
ضيف
 


رد: حوار مع التشكيلي اسماعيل شموط

استاذي الفاضل

فتحي صالح

ناجي العلي

طائر العنقاء الفلسطيني الأسطورة

الشهيد الحي

تعيش بيننا رسوماته لتعاصر كل الأزمنة والأمكنة

لم يكن شخصا عاديا رحمه الله

لذلك اغتالوه

من أجمل الأفلام التي شاهدتها تخليدا لذكراه فيلم الأيقونة

للمهندسة الرائعة هناء الرملي

يسعدني أن أزين متصفحك بها

حنظلة) بطل (الأيقونة)







"في ذكرى إستشهاد ناجي العلي "
حين وقعت هزيمة عام 1967، كانت بالنسبة للكثيرين من المبدعين العرب دافعا لليأس والإحباط، ولكنها كانت بالنسبة إلى قسم أخر من المبدعين دافعا إضافيا للمقاومة، ومن بين هؤلاء كان (ناجي العلي) فنان الكاريكاتير الفلسطيني.

فنان حنظلة بطل (الأيقونة)

حيث ألهمته النكسة شخصية (حنظلة) الكاريكاتيرية، شخصية أرادها رمزا لكل المضطهدين والمشردين في العالم، رسم العلي حنظلة في صورة طفل فلسطيني مشرد ممزق الثياب يعقد يديه خلف ظهره بإستمرار علامة على الثورة أو الرفض الدائمين، إضافة إلى أن القارئ لا يرى وجه حنظلة أبدا، وهو ما فسره العلي بقوله: "منذ أن خرج هذا الطفل من فلسطين عام 1948 وهو ينظر إليها، ولن تستطيع أن ترى وجهه إلا إذا نظرت معه في نفس الاتجاه".
وعلى مدى عشرين عاما كاملة لم تعرف شخصية كاريكتورية استمرارا كالذي عرفه حنظلة، فقد تحول-كما وصفه العلي- إلى "أيقونة" للثورة، وصارت صورته توضع على قلادات الفتيات في الأراضي المحتلة، بل أن أيقونة حنظلة استمرت حتى بعد رحيل صاحبه ناجي العلي عام 1987.


9 دقائق مع حنظلة


حول هذه الأيقونة، تدور أحداث الفيلم التسجيلي "الأيقونة" للمخرجة (هناء الرملي)، تلك الشابة الفلسطينية التي تدير موقعا يحمل إسمها على شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى تأسيسها لموقع يحمل إسم الفنان ناجي العلي سعت فيه إلى جمع كافة رسوم الفنان الراحل إضافة إلى مقالات نقدية تتناول فنه وحياته. ولم تتوقف هناء عند ذلك، بل قررت إخراج فيلم يكون "حنظلة" هو موضوعه ومحوره الأساسي، وحملت على عاتقها إنجاز كافة عناصر الفيلم مثل التصوير والمونتاج إضافة إلى تصميمها للرسوم المتحركة والتي إستخدمت فيها رسوم العلي بشكل مكثف. وخلال 9 دقائق هي مدة هذا الفيلم القصير، تعرض المخرجة مجموعة من الحوارات مع شخصيات فلسطينية من خلفيات وتيارات مختلفة (طبيب-صحفي-عاملة إجتماعية-موظف....إلخ) يجمعهم كلهم تمسكهم بالأيقونة لأسباب متنوعة.
ويتحدث صائغ عن الإقبال على قلادة وميدالية حنظلة، وكذلك شاب يضع حنظلة وشما على ذراعه، وفي لقطة ذات دلالة يظهر حنظلة أمام البيت الأبيض بواشنطون، حيث وضعه متظاهرون أمام السور خلال تظاهرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني. تمكنت المخرجة بفضل مونتاج رشيق للغاية من ضبط الايقاع العام للفيلم وأضافت الرسوم المتحركة الملونة إلى كاريكتير ناجي العلي ولم تنتقص منها، كما لخصت أغنية سميح شقير "لو رحل صوتي" التي كتب ناجي العلي كلماتها ونسمعها بصوت الفلسطينية "تيريز سليمان" ..
لو رحل صوتي
ما بترحل حناجركم
لو راح المغني بتظل الأغاني"




شاهد الفيلم


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]



عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
  رد مع اقتباس
قديم 13 / 10 / 2008, 24 : 12 AM   رقم المشاركة : [3]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: حوار مع التشكيلي اسماعيل شموط

بحثت في النت على أعمال للفنان لأتعرف عليه أكثر فرأيت أن أدعم بلوحاته ما ورد في النص:











تحياتي و تقديري لك
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ابن الشاطىء- اسماعيل شتات-وفاء له صبحي ياسين الشعر العمودي 10 25 / 02 / 2015 19 : 02 AM
الفنان التشكيلي اسماعيل شموط آنست نوراً الرسم و الفن التشكيلي و الكاريكاتير 7 06 / 12 / 2010 51 : 01 AM
عن حياة الفنان التشكيلي الفلسطيني إسماعيل شموط ( رحمه الله ) ناهد شما شخصيات لها بصمات 0 05 / 12 / 2010 25 : 05 AM
النكبة توجه ..اسماعيل شموط تيسير محي الدين الكوجك الرسم و الفن التشكيلي و الكاريكاتير 2 11 / 07 / 2008 05 : 11 PM
حوار مع الشاعر و الفنان التشكيلي أحمد صالح سلّوم احمد صالح سلوم صالون هدى الخطيب الأدبي للحوار المفتوح 2 20 / 03 / 2008 05 : 06 AM


الساعة الآن 44 : 01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|