ولدت تلك الصـــبية الجميلة من رحم الابتسام ولجت برونق طيبتها وبياض قلبها عالم الشهود ففاضت بهاء وسناء وضياء ونقاء سحرت أعشاب الأرض باخضرار مشاعرها بهرت القمر بنور عينيها فخجل القمر وتوارى حياء خلف النجوم المبتهجة كانت السماء عرسا كونيا انتفضت سنابل الأرض راقصة على أنغام العتابا اصطفت العصافير في حفل وطني تغرد أهازيج الميجنا تمايلت الأشجار على ألحان الدلعونة ازدان التراب خصوبة وكرامة تزين الصباح بقوس قزح جميل صنعه نورها منعكسا على عبرات الفرحين بها كان الكل حولها مسرورا يغزل دموع الحبور رسمت بوجودها ملحمة جديدة كانت فلسطينية تأسر الفؤاد وتستوطن الصدور دون إذن ولدت وبدأت تكبر بها الحياة رعتها النسائم حانية على وجنتيها جعل الدفء يلفها دون غيرها غيرة على رحابها وباحة عزتها كان الشرف يتغنى في الملأ بشموخها ملكة دون مملكة أميرة بايعتها الكائنات في زمن اللحظة حين رأتها النساء حاكت ألف غيرة وغيرة تمنت أمهات الكون أن تنال شرف إرضاعها وحضانتها ترعرعت تسلقت سنين العمر بدت شمسا في النهار وقمرا في الليل ونجما هاديا في الظلام الدامس صارت عروسا نال خاطبها شرف النخبة نهض الصباح قبل الفجر نام الليل كي تحظى السماء بنعمة العرس الفريد والأرض زخرفت بساطها بالورد والريحان والزعتر يعصر الشاي المعطر بمسك الحب كان حفل عرس لا مثيل له عقد الأنس مع الدنيا اتفاقا فحل الود والهدوء زارت الطمأنينة جنبات الديار حلت السكينة وشملت الأنحاء والأرجاء فجأة وفي صميم ليل معتم توغل الخوف في الجنوب في الشمال في الدروب سقط الشروق مغشيا عليه حل الغروب متجبرا هزأ السواد بالشفق الأحمر وبدأ من أقصى الأفق خيال غريب اقترب أكثر فأكثر بدت ملامح وجهه غير مريحة تسلل في أزقة النور هتك طمأنينة المصابيح صارت الجدران تحتضر آيلة للسقوط كانت وفاء نائمة دقت ساعة الصفر خفق القمر وارتجف هرعت النجوم لربها تتضرع اختلط الهدوء مع خطوات خائنة حل سكون رهيب تجمدت فراشات المنزل وهي تنزف عرقا باردا مستحيل سيقع شئ مقيت لا يمكن أن يصير ذلك الممنوع ممكنا لاء الحياة صاحت يا وفاء يا وفاء يا وفاء لم تستفق وفاء إلا والغريب يتعثر في درجات البيت نهضت وأنارت السراج قالت لفارسها انهض يا زوجي العزيز أظن أنني سمعت صوتا غير عادي أحس أن دخيلا أتانا تململ الزوج وقال: لا تخافي يا وفاء أظن أن جارنا يسهر طويلا ويحدث ضجة من حين لآخر وغرق الزوج في نومه العميق سمعت وفاء الكلام وجلست تنصت للصمت المطبق ثم سمعت خطوات تقترب من الغرفة شئ مخيف وقفت تتلقف أنفاسها دفعتها الرهبة نحو الباب أرسلت يدها المرتجفة لتفتح الباب قالت باسم الله فتحت وإذا بذراع أثيمة تمتد بسرعة البرق في الفتحة الضيقة دفعت بالباب نحو الخلف لا لا لا خيم صمت مرعب ثوان وكانت وفاء ملقاة على الأرض في مدخل غرفتها ماذا يا ترى وفاء.. وفاء.. وفاء.. لا يمكن يا الله وفاء رحلت عن وعيها لا عن حيها لا عن كونها لا لا لا إنها..
استشهدت وزوجها نائم
حسبنا الله ونعم الوكيل
أين نحن من بنات غزة التي انتهكت سعادتهن في غسق الظلم ونحن نائمون
مؤثرة جدا الكلمات والقصة بحقيقتها لمست حقيقة لا قصة
انها من محض المعاناة ومن نهر الاحزان التي يعيشها الشعب الفلسطين بغزة والضفة
شكرا لك ولكلماتك وروعتها ونسجك الرائع
كانت رائعة حقا فهي حقيقة لا بد ان تكون لمست الفؤاد
موفق ودمت بخي
الامل الباكي
شكرا لمرورك يا أخيتي عليا
صانك المولى
سررت ببوحك هنا
تستحق بنت فلسطين كل خير
حبر قصتي بمداد وفاء القلب كتبته
وغزة زهرة تئن من ظلم الدخيل الخؤون
والقدس تعاني والضفة تستغيث ولا مجيب
لنا ولكم الله
مودتي أختي عليا
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: وفاء.. بنت غزة
تحية لك أخي .. وتحية لهذه السنفونية الشجية التي جعلتنا نحب وفاء و نعشق ثباتها وطهرها .. الأكيد أن هناك الآلاف من وفاء يحملن نفس النقاء و الطهر ..
اختيارك للإسم موفق ..
دمت لكل المودة .
شكرا لك أخي الأستاذ رشيد الميموني
سلمت يداك
سررت بردك ومرورك الطيب
سلمت مشاعرك الرقيقة الفياضة نحو ألم أمتنا وجرحها في فلسطين الجريحة
وفاء
اسم له دلالة البقاء رغم إرادة الفناء هناك من الدخلاء
لك كل المنى بالخير والرضوان