اليك يا من كنت هنا يوما ... اليك يا من ملكت جواهر النور وضياء العيون ... اليك يا من كنت نسمة حائرة على اطلال الموانئ ... وافاق الافق الحزين ... اليك يا من كنت عبير الياسمين ونسيم البحر العليل ... اليك يا من كنت طائر بلا جناح ... وقلب بلا مفتاح ... اليك يا من كنت الامل بباقة الوفا ...
مضت الان عشرون عاما على مرورك من هنا ... ما زلت اذكر همسات الاماكن ولحظات اول لقاء ... كنت شابا صغيرا يحمل ( جاكيت بدلته السكنية ) على كتفية ... كنت تمشي بذلك الشارع الطويل ... التقت نظراتنا الخجولة بسرعة برق الحياء ... بسلام وبلا كلام ...
لست ادري الدنيا صغيرة ام الكون اصغر من لحظة لقاء ... لست ادري هل للفراق سلام بلا وداع ... ام للقاء سلام بلا التقاء ... لست ادري ايهما اصعب نظرة اللقاء الصامت ام الفراق بلا وداع ...
الليالي تمر بعقارب الزمن الحزين ... ودقائق ذكريات تلك الواحة النجمية بميلاد نجمة حملت فاء بلا لقاء وميم بلا ميلاد بتاريخ ... كانها بحر يحمل اسطول من السفن ولكنه يعجز عن حمل دبوس ذهبي لكلمة واحدة معلقة بين بحر وسماء ...
عذرا منك انت غالي على قلبي ولكن لدموعي حياء ... يا ليتني استطيع قلب دموعي لبسمات ... ولكن لولا الغروب ما كان هناك شروق ... وللغروب جمالية تفوق الشروق ...
ابحر في قاربك بلا وداع ولا تننتظر بر للقاء في موت او حياة ... لن القاك الا في تلك المجرة النجمية ... وسانسج لك كل ليلة خيط من قلبي ... بشعاع من روحي ... وبتناهيد غارقة بدمي ودموعي ...

دموع العيون وهي تحترق كالشموع وما اصعب براكين القلب المتفجرة بصمت ...
كم كنت اتمنى لو لكريستال الدموع قدرة على الاختباء والاختفاء ...وكم كنت اتمنى لو للبسمة محرك بلا قناع مصطنع ... وكم كنت اتمنى لو لداء الفراق بلسم بشفاء ... ولكن من يطلب الماء يكثف ندى الورود بحرارة الدموع ... ومهما كانت غزيرة ... هي تستحق كل ذكرى غالية وعزيزة ...
ساحفظ عهد كتبته بنور روحي ... على صفحة قلبي ... سعادتك هي امل بلا لقاء او فراق ... ومعذرة لذكريات الفكر المنحوتة بسماء الوفاء ... المودعة بضياء نجمة الامل بفاء فاكر ... وميم مرفوعة .