تابع تجماعث......الأستاذ محمد سي يوسف
أ--على مستوى القرية:
تعتبر القرية الوحدة الأساسية للحياة السياسية و الاجتماعية في بلاد القبائل، و تشكل تجمعا لسكان ينحدرون في معظم الأحيان من جد أعلى واحد، و تجمع سكانها-زيادة عن قرابة الدم- المصلحة المشتركة.فهم يشكلون قوة تكون قوية باتحادهم و ضعيفة بتفرقهم و يغلب الطابع الأمني على تجمعهم أو اتحادهم نظرا الظروف التي كانت تسود البلاد خلال هذه المرحلة،فهم يتحدون من أجل الدفاع المشترك أو الهجوم المشترك. و تخضع القرية لنظام محكم و دقيق و لا يفلت منه أحد. و الصبغة الغالبة عليه هي الديمقراطية، و يمكن اعتبار كل قرية جمهورية مستقلة لا تخضع الا لنظامها الخاص.
مجلس القرية(ثجماعث):
و هو مجلس مكون من جميع القرويين من الذكور البالغين،و لكي ينضم شخص اليه يجب أن يبلغ من العمر 14 أو 15 سنة تقريبا،و يكون قد أكمل رمضانه(أي صام شهرا كاملا)،و المجلس هو الحاكم الذي يناقش كل المسائل المتعلقة بالقرية فهو السلطة التشريعية و التنفيذية في آن واحد، أما مشاركة الأعضاء في المداولات فمحدودة، بحيث نجد أن كبار العائلات الكبيرة و الشخصيات ذات الوزن في القرية هي الوحيدة التي تتناول الكلمة و تقدم رأيها في المواضيع المطروحة للنقاش.و لكي يصبح أي قرار سار المفعول لابد أن يوافق عليه أعضاء الجماعة باجماع.و اذا وجدت أقلية غير موافقة و تحوي وسطها رجالا لهم تأثير، يمكن أن يفسد ذلك المشروع، تحاول الجماعة(ثجماعث)اقناعهم بضرورة الموافقة حفاظا على وحدة الصف، وفي حالة رفضهم فلا تتعنت الجماعة في قرارها بل تؤجل الموضوع الى حين موافقة الجماعة عليه.
يتبع.....
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|