القمر رفيق العشاق ، والحارس الامين على اسرارهم وهمساتهم ، ياترى كم من قصص العشاق دَون؟
القمر هذا الشاهد الرقيق الذي يبعث الامان بخيوطه الفضية ليزيل وحشة الليل واثار الضجر اليومية، ماذا يحصل لوانخسف القمر تاركاً سماءنا تلتحف السواد؟ من سيرافق العشاق في رحلتهم؟
منذ ان غاب عن يومي لقاءنا الذي اصبح من عاداتي اليومية وانا ارافق القمر، فهو الشاهد الصادق الذي يعلم حجم معاناتي لبعدك، اهرب له عندما يرهقني التفكير بك، اناجيه، اسأله عنك وعن امسياتنا التى كنا نقضيها سوياً في ضيافته ، عن شرابنا المفضل وعن خيوطه التى كانت تشاركنا عندما كانت تنعكس على جدران الكأس .
كنت لا استحي في حضرة القمر، فأطلب منك ان تضمني امامه ، وكنت اقترب منك لألتصق بنهم عينيك العاشقتين،
كنت اشعر بأن انتماء كلماتي لك ،
وكل الاحلام تؤدي اليك ،
كنت انثر نفسي على بساط افكارك بكل الاشكال لتشكل مني موسوعة فيها كل النساء ،
وكانت نظرة من عينيك تقتحم مشاعري فأتوهج عشقاً وانثر بوحي حتى يعم الارجاء ،
كنت اراك اميراً تمتطى صهوة صحوتي وحلمي وكنت استمتع بملكيتك لي فأزداد دلعاً،
كنت ارى النجوم تتهامس علينا ،
لا ادري ماإذا كانت تحسدنا ام تشفق علينا ، ولكني كنت سعيدة فهناك من يشهد على امسياتنا ويدونها وكأنني كنت اتوقع ان تنتهي هذه الامسيات قبل ان نكتب الفصل الاخير.
سهرت بالامس في نفس المكان وكان القمر حاضراً ،بكيت فأبكيته ووجدتني اهمس لك:
اعلم بأنني انتمى لك وإنني لن اغادرك فأنا اسكن مقلتيك ، وحروف كلماتك ، واعترف لك بأن الابتعاد عنك مهمة صعبة، فكلما انطلقت في عكس اتجاهك اجدني احلق في سماءك، تخيلتك تناجيني وتكتب لي، احسست بقلمك ينزف عشقاً وشوقاً، فضعفت ومددت يدي لأصافح عطرك الأتي عبر الأثير وتمتمت هامسة اشتقت اليك كثيراً ولكن.....هناك حلقة مفقودة في سلسلة وصلنا ، سأبحث عنها ، وربما اعود ،واذا عدت سأعزف لك نغمات الايام المنسية ، وامسح دموع القمر ، واداعب خصلات شعرك الموشاة بالفضة ، واختصر البعد واقترب منك اكثر من خطوة واحتضن اطراف وجعي ووجعك والملم شتات قصيدتنا المبعثرة على ارصفة قدرنا.
سلوى حماد