البواهش
صور حية من قرية أيام زمان
بقلم : الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
****************
بقت القريه خلا ، بلاد الله الواسعه ، فيها زرع وفيها شجر ،
وفيها بور ، وفيها حيوانات ، وفيها زواحف ، وفيها طيور
بقت الحيه اسطوره ، منها القرعه ، ومنها الزعره و النشاب،
ومنها الحنش العربيد اللي بقطم وسط الثور
والحيه طول عمرها عدو ،لا تِأمن النا ولا نِأمن لها ، حتى لو قالوا:
مطرح العقرب لا تقرب ، ومطرح الحيه نام بهنا وسرور
و فيها الحرذون اللي طول عمره منهمك بالعباده ،
صلي صلاتك يا حرذون ،امك وأبوك في الطابون ، عَ كل صخر وطور
وفيها السحالي أشكال وألوان ، تلاقيها قطيعه عَ النمل ،
والذبان والحشرات ، نازله سَفْ ، كله مزحلق بالزور
والحرباه اللي بتتلون أشكال وألوان ، وبن ما تمشي
بِقلِب لونها عَ لون المكان ، ألوان بتتقلّب وبتتغير عَ الدور
وأبو بريص الجعجقه ، اللي مرتسم بذاكرتنا بالخيانه ،
لمّنْ إجا يدل قريش على نبينا ، رسول المحبه والنور
***** **** *** **** *****
أبو بريص الجعجقه ، اللي قالت : جُقْ جُقْ ،محمد جُوّه الشُقْ
صار دمها مباح ،مع إنها فايده بتنظف الحشرات من الدور
بقت القريه حديقة حيوانات طبيعيه ، فيها الزاحف وفيها الناطز ،
وفيها الماشي ، وفيها اللي بِِلِف و بدور
وقيها أبو الجْعِرّان اللي عِشق الشمس وطلب ايدها ، واشترطت عليه
ينظف الأرظ ، وصار مشيه لورا ، يتباطح هو والدحبور
وفيها الأربعينيه، وفيها العنكبوت الأرمله السودا،اللي ما فيها خير
لأبو عيالها ، ليلة الدخله بتخلص عليه وبتورّده للقبور
وفيها الفيران ، عينك تشوف لَبّساس وراها تزقطها وتمزمزعليها ،
وفيها كلاب حبطرش ، منها المسالم ومنها المسعور
والعقارب ، يا حبيب قلبي عَ العقارب !!تلاقي لِسود ،وتلاقي لِشقر ،
اتعُظّ بذنبها اللي لافف عَ ظهرها ، السم جواه محشور
وان لقفتك وفرَّغت سم ، وخذ وجع ، رح تشوف ليله ،
عتمها اسود ، ما فيها نجم يلالي ، ولا قمر بدر لبدور
***** **** *** **** *****
والصراصير أشكال وألوان ، منها زغير ومنها كبير ،
ومنها زاحف ومنها بطير ، ومن كل صنف بتلاقي صرصور
ولِخّلُند اللئيم اللي متحصن تحت الأرظ أعمى بس بسمع أحسن من ردار
بتلا قيه سخط عَ النبت ، يقطمها من الجذور
وهات كانك زلمه واقدر امسكه !!مساوي تحت الأرظ بملاوي متلله ،
وان لاحقته تتهزمه ولاَّ تإسره ، بطلع هو المنصور
والدباعي اللي بقت سخطهعَ الكروم ، تلاقيه إن فات عَ كرم العنب ،
نِزِل فيه نزول المنايا ، قديش بظلٌم لِقطوف ، وعليها بجور
ولِحصيني بتلاقيه بتسلبد ،ما بحط رجله غير يفحص موقعه ،
ويهجم عَ خُم الجاجات ، ويبلش مصع تيدمّر الخُم اللي بقى معمور
والذيب إن غافل الكلاب وزق عَ صيرة غنم ، راعيها أخذ غفوه ،
ولاَّ بارودته مش معمره ، تلاقي المبعوج منها والمبقور
والضبع اللي بقى يرابط في الليل ويضبع صيدته ، غير عن غيره ،
اللي بستمتع بدم ولحم البشر ، وبشحطه عَ الموكره ، مضبوع مجرور
***** **** *** **** *****
بقت القريه مليانه بواهش ،اللي بتسكن معنا في البيت ،ولاَّ اللي بتسطي علينا ،
واللي بضُرّنا ، واللي بنفعنا ، واللي منه حُزن وسرور
بقت القريه كلها بواهش ، مع التجربه إتأقلمنا معها ،ومنها...
بيننا وبينها السيف ، حرب أدواتها الفعص وضرب الساطور
بس بقينا عايشيين ، ما نأبه فيها ولا نتهتم الّها ، ويا ويل ويله ..
اللي بنشوفه في عينينا ، هذيك الساعه الموت عليه مقدور
وبقينا نحلل ونحرم عَ مزاجنا ، نوكل لِحصيني والدبعي ولِغريريه ،
والنيص ، والقنفد اللي بقى دوا لأربعين مرض وكسور
والضبع نحلل ذراعه اليمين ، لأنه على ذمة القايلين ،
بجتر في السنه مره ، حتى لو ارتكب كل الجرايم والشرور
والجراد ان سطا علينا وخرّب الزرع ،نملي الخوابي من لحمه ،
ونوكل منه ، طيب ميت ، كيف ما هو مصيور
بقت القريه دُنيا بحالها ، نعيشها بالطول وبالعرض ،
فيها كل أحلامنا وآمالنا ، وبقى واحدنا بعشقها معذور .
تقرأ بلهجة أهل سنجل