التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,847
عدد  مرات الظهور : 162,311,393

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الرواية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 13 / 02 / 2009, 05 : 02 AM   رقم المشاركة : [1]
خيري حمدان
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم

 الصورة الرمزية خيري حمدان
 





خيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond repute

رومانسيون في غزة - 3




الجزء الأول

هل من الضروري أن تشرق الشمس كل صباح



-3-

يبدو الأمر مضحكاً أحياناً، لقد قام بزيارتي عائلة جارنا، وكان برفقته ابنته الجميلة المدللة، كنت مغرما بها، وكانت حقيقة تشاطرني بعض العواطف، بل أجرؤ على القول، بأنها كانت تحبني. لقد قرأت ذلك في عينيها. كلّ هذا رائع، ولكن تصادف وجود الممرض، ولاحظت كيف تقابلت أعينهما على حين غفلة من الزمن. يتطاير الغرام من حولي، هذه الجميلة التي وهبتها قلبي يوما ما، لا تخجل من مغازلة الفتى أمام ناظري، هل يعني هذا موتي يا ترى؟

الغريب أنني نسيت اسمها، ربما كانت فاتن، أو ليلى أو ساميا؟ لا .. هذا كثير. أعتقد بأن مسألة الخطبة ستتم خلال أشهر في أبعد الأحوال، وقد يكون حضورها لزيارتي هو للتأكد من عدم صلاحيتي بعد اليوم للزواج ومطارحتها الغرام.
- أنا غير قادر على صنع أطفال .. هه هه هه. أضحك من عجزي يا عالم الأحياء! أنا أضحوكة، ومدعاة للسخرية، وأبدو قبيحاً وأنا ملقى ككيس من الطحين، لم يمشّط أحدٌ شعري منذ اندلقت في هذا السرير. فقط أختي سلوى فعلت ذلك مرة واحدة. وقالت يومها:
- لك الله يا أخي، والحوريات العين.
لا يا سلوى، أنا ما زلت راغباً بابنة الجيران التي نسيت اسمها. لا أريد الحوريات العين، ما يزال في الوقت متّسع. لا تعلني موتي، ليس قبل أن أدرك قتلتي، وهم كثر في هذه اللحظة. كلُ من يعلن موتي وفنائي الآن يعدّ أحد قتلتي، هل هذا واضح يا قتلة؟

أنا جزءٌ من القطاع يا أحبتي، دعوني كما أنا فوق هذا السرير، قبيح مبتور بعض الأطراف. نسيت أيَّ طرفٍ بتر من جسدي، نسيت كيف يندلق الماء في الجوف. قال الطبيب بأن السوائل التي تدخل جسدي عبر الوريد كافية لتغذيتي وبقائي على قيد الحياة دهراً من الزمن. ههه، دهراً من الزمن؟ يا لسخرية القدر، هل كتب علي أن أشهد زواج أحفاد حبيبتي؟ وكيف يكون تأثير الزمن على جسدي؟ هل أهرم وأكبر وأشيب أيضاً؟ هذه أسئلة كثيرة لا تخطر على الأحياء من الذين يرقصون في الأفراح ويبكون في الأتراح، ويزورون من أجل المجاملة وردّ الزيارة بالمثل، ويحسنون قرقرة النرجيلة وشفط الدخان حتى آخر خلية في عمق الرئتين، وجميع أقراني الذين يمارسون العادة السرية لصعوبة الزواج من امرأة أو حتى أتان* تائهة في الجوار.

تبقى الفاجعة قائمة، لقد نسيت اسم الفتاة التي خفق لها قلبي يا أبا عصام! هل يكفي هذا السبب لبقائي على قيد الحياة. هذا يعني بأنني سأذهب في طريقي نحو الأبدية حال عرفت اسمها. لن أجرب حظي على أي حال. هذا الوضع يروق لي. ولكن، هل سأدرك بأنها قد زفّت إلى هذا الممرض اللطيف؟ هو لا يعرف ما يربطني بها، وهذا أفضل، حتى لا أتعرض لتنكيله وسخطه. أشعر بأن تفكيري أضحى سطحيا، كيف يمكن له أن ينتقم من هذا الجسد، وأنا عاجز عن تحريك طرف حاجبي.

مفجع قلبي يا أمي، لم أدرك يوما بأني قد أكون عاشقاً حتى الجنون، تطير النوارس مبتعدة عن شواطئ غزة، ربما حان وقت الشتاء، ربما أسقطت السماء بعض برودتها، جافت مياه المتوسط، حتى الأسماك تختفي بعيداً عن الأعين في جوف المياه، تقضي شتاء إثر آخر. كيف أصف لك شتاء عمري، أرغب بسكب دمعة لعلّها ترطّب مقلتي. قلبي مفجع يا أمي. لا ترحلوا الآن جميعا، أشعر بغيابكم المتواصل، تغيبون حتى وأنتم في حضرتي، هذه ليست زيارة بل سوط مسلط على جسدي .. سوط مسلط على جسدي.

يتبع

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خيري حمدان غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رومانسيون في غزة خيري حمدان الرواية 10 26 / 05 / 2014 51 : 03 PM
رومانسيون في غزة -4 خيري حمدان الرواية 5 15 / 12 / 2013 58 : 09 AM
رومانسيون في غزة خيري حمدان الرواية 2 10 / 02 / 2009 50 : 10 AM


الساعة الآن 48 : 09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|