سنة مضت / محمود طلعت سقيرق
على ذلك الفراش مات أبي , فهل من فراش يدفء دمي , بين الغيوم و البنفسج ذهب , فهل أسأل الفراشات عن غدي, و على رأسه المكلل بالورود قبعة بيضاء حين أعلن وفاته, و وضعت حوله الكفن بيدي , و قلت يا نفسي اشتدي و لا تعلني غيابه , حتى صار تحت التراب قلت مات أبي , بين السطور على النعوة كتبت اسمه , و بدلت بين اسمي و اسمه خمسين مرة , و قلت كلانا سنذهب يا أبي , بيني و بينك و بين الموت لحظات قليلة , و سوف القى روحك بالغد , قال الكثير انك سوف ترحل , و لكنك بقيت بيني و بينهم بصمة , و عار ان يقال مات أبي , روحك حول السماء اشعلت نورها , و امطرت على الأرض من شعرك الندي , و كيف انسى انك كل يوم تقبل جبهتي , و على جبهتي فخر من فاهك الجلي , و غسلت جسدك الطاهر لأول مرة , و وضعت على جسدك بصمات يدي , و قلت يا جسد ارحل من هنا , فقد طلب الرب ان ترحل يا ابي , و دعيت ربي في ليلة وفاتك , ان يجعل روحك برفقة النبي , فأستجاب لي الرب عندها , و قلت حمد لله عاد أبي ...
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|