ثانياً : مؤلفات ابن رشد :
لابن رشد مؤلفات عديدة بعضها شرح وبعضها وضع أصيل
آ الشروح : لقد شرح لأفلاطون وأرسطو والإسكندر الأفروديسي كما شرح لبطليموس وجالينوس كما شرح لفلاسفة العرب الفارابي وابن سينا والغزالي وابن باجه ومن شروحه المعروفة لأرسطو شرح كتاب القياس وكتاب البرهان وكتاب النفس وكتاب السماع الطبيعي وكتاب السماء والعالم وتفسير مابعد الطبيعة إلخ..
وابن رشد تناول كل كتب أرسطو ماعدا السياسة منها جمعاً وتلخيصاً أو شرحاً لذلك أعتبر ابن رشد شارح فلسفة أرسطو كلها تقريباً حتى سمي بالشارح وهو اللقب الذي أطلق عليه دانتي في كتاب الكوميديا الآلهية. وكان يعجب بأرسطو إعجاباً شديداً ويعده المثل الأعلى للإنسان ويشيد بذكره في كل مناسبة فيقول مثال في مقدمة كتابه الطبيعيات:((إن مؤلف هذا الكتاب هو أرسطو أعقل أهل اليونان وأكثرهم حكمة وواضع علوم المنطق والطبيعيات وما وراء الطبيعية ومتممها وقد قلت إنه واضعها لأن جميع الكتب التي وضعت قبله في هذه العلوم غير جديرة بالذكر بإزاء كتبه وقلت إنه متممها لأن جميع الفلاسفة الذين عاشوا منذ ذلك الزمان إلى اليوم أي مدة ألف وخمسمائة سنة لم يستطيعوا زيادة شيء على وضعه ولاخطوا خطاً فيه فلا ريب في أن إجتماع هذا العلم في إنسان واحد أمر عجيب وغريب ولذلك كان القدماء يسمونه أرسطو الآلهي))
لقد استطاع ابن رشد أن يوضح غوامض مذهب أرسطو وينتقل بالفكر العربي خطوة بعيدة في فهم المعلم الأول أرسطو إن ابن رشد أعجب أشد الإعجاب بأرسطو فلم يتعرض له بنقد وإن تفاسير وشروح ابن رشد تتدل على قدرة عظيمة على فهم فلسفة أرسطو وكان لترجمة شروحه إلى اللاتينية وما أحدثته تلك الترجمة من فهم لأرسطو ومن تكوين بدايات النهضة الأوربية الآثر البعيد في الفكر الأوربي وقد شاع مذهب خاص في الفلسفة الأوربية عرف بالرشدية ..